يحاكي قصر وفندق زعبيل سراي على جزيرة النخلة في دبي أمجاد السلطنة العثمانية بقببه المزخرفة وثرياته المذهبة العملاقة، معولاً على الاهتمام المتجدد في العالم بتركيا وثقافتها العريقة. وقال ستيفن شوباخ المدير العام للفندق الذي تشغله شركة جميرا الإماراتية للضيافة، والمملوك من قبل نجل حاكم دبي، “إن زعبيل سراي يحكي قصة ويجسد العصر الذهبي المتمثلة بقرون السلطنة العثمانية التي حكمت قطاعات واسعة من العالم القديم”. وبحسب شوباخ، فإن القصر الذي يواجه شواطئ دبي من على الهلال المحيط بأكبر جزيرة اصطناعية في العالم هو “أكثر بكثير من فندق”. ويقتبس القصر من ملامح السرايات العثمانية العريقة مثل توبكابي ويلدز، ويعكس امتزاج الأنماط المملوكية والبيزنطية والأوروبية في بناء المعمار العثماني. وقامت مجموعة كورسات إيباك الهندسية التركية بتنفيذ هذه التحفة المعمارية التي استغرق بناؤها ثلاث سنوات وتبلغ مساحتها 116 ألف متر مربع. وتزخر الواجهات الخارجية للقصر بالقناطر العثمانية المسننة وبقطع السيراميك المعروفة ب”إيزنيك”، والتي تزين الواجهات الخارجية والجدران الداخلية للقصور العثمانية التقليدية في اسطنبول. وبدت الإماراتية فاطمة المنصوري منذهلة بفخامة الديكور بينما كانت تتناول الشاي مع صديقاتها في فترة بعد الظهر. وقالت “أعتقد أنه كان يجب تصوير مسلسل “حريم السلطان” في هذا القصر، وليس في استوديوهات في تركيا”. وتشير فاطمة إلى المسلسل الذي يروي مآثر السلطان سليمان القانوني خلال ما يعرف ب”القرن المجيد” في تاريخ السلطنة العثمانية، والذي حقق أعلى مستويات مشاهدة في العالم العربي. واستخدم الحرفيون الأتراك 30 ألف متر مربع من الرخام التركي الفاخر من جبلي أفيون وكوتايها لتزيين أروقة وجدران القصر الذي بني في الأساس تحت إشراف المجموعة الفندقية “ريكسوس”، قبل أن تنسحب في اللحظة الأخيرة لتحل مكانها جميرا. وتعج أروقة القصر بالأعمال الفنية التي تستعيد أسلوب الحياة في ظل “فخامة السلطان العثماني”، من رغد الحياة في الحرملك إلى ترف الحمامات. وقام الفنانان التركيان الشهيران إسماعيل مهتران، وإسماعيل أكار، برسم كل الجداريات في القصر أما الثريات العملاقة فهي مصنوعة يدوياً، وقد زينت خصوصاً بالهلال النحاسي وبالكريستال الأزرق والأحمر، وهو مزيج معروف في القصور العثمانية. ويتخذ القصر من زهرة التوليب، أو “لالي” بالتركية، أساساً للتزيين، خصوصاً أن هذه الزهرة شكلت رمز السلطنة العثمانية في مرحلة من التاريخ. وفي قلب الحمام التركي الضخم، كان يجلس عدد من السياح الألمان الرجال على المسطحات الرخامية الدافئة تحت قبة ينيرها ضوء خافت وزينت بالرسوم التركية التقليدية. والحمام الضخم هو الأكبر في الشرق الأوسط بحسب إدارة الفندق. وسيفتتح الفندق خلال الأشهر المقبلة فرعاً جديداً لمسرح وملهى “ميوزيك هول” البيروتي الشهير الذي يديره المنتج ميشيل ألفترياديس، وذلك في المسرح الخاص الذي يحتضنه القصر، ويعرف بمسرح “مهتران”. وانضم هذا القصر الجديد إلى المشهد السياحي المزدهر والمتقد في دبي، في الوقت الذي يقود فيه هذا القطاع انتعاش اقتصاد الإمارة بعد نكسة الأزمة المالية الحادة التي ضربتها. وفي كل أنحاء دبي، تتجاوز نسبة الإشغال 80% بحسب أرقام رسمية، إذ يزور ملايين السياح هذه المدينة التي تحولت في غضون عقد من الزمن إلى مدينة عصرية تملؤها ناطحات السحاب. وقال شوباخ لوكالة فرانس برس إن مجموعة جميرا التي تدير بعضاً من أفخم الفنادق في الإمارة والعالم والمملوكة من قبل حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تضع “زعبيل سراي” في منزلة مشابهة لفندق برج العرب الذي تديره أيضاً، والذي يحمل تصنيفاً غير رسمي ب”سبع نجوم”. وأكد شوباخ “أن زوار القصر والمقيمين فيه يستطيعون أن يجمعوا بين الفن والعراقة، وبين السكينة التي تذكر بمنتجعات المالديف”. أ ف ب | دبي