بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    لبنان: اشتداد قصف الجنوب.. وتسارع العملية البرية في الخيام    «التراث» تفتتح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    «الأرصاد» ل«عكاظ»: أمطار غزيرة إلى متوسطة على مناطق عدة    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    «العقاري»: إيداع 1.19 مليار ريال لمستفيدي «سكني» في نوفمبر    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    500 حرفي سعودي وممثلون من 25 دولة في «بَنان»    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    5 فوائد رائعة لشاي الماتشا    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    روسيا تعزز جيشها بإعفاء المجندين الجدد من الديون    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    السجل العقاري: بدء تسجيل 227,778 قطعة في الشرقية    تحت رعاية سمو ولي العهد .. المملكة تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي.. تسخير التحول الرقمي والنمو المستدام بتوسيع فرص الاستثمار    محافظ جدة يطلع على خطط خدمة الاستثمار التعديني    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمير نجران: القيادة حريصة على الاهتمام بقطاع التعليم    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    نهاية الطفرة الصينية !    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    منصة ثقافية وفنية تقدم تجربة مميزة للفنانين.. برنامج جدة التاريخية يحتضن مهرجان البحر الأحمر السينمائي    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    انطلق بلا قيود    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    جينات وراثية وراء تناول الحلويات بشراهة    السلفية والسلفية المعاصرة    الاتحاد يعتلي صدارة الدوري السعودي للمحترفين عقب فوزه على الفتح    دمتم مترابطين مثل الجسد الواحد    أمير الرياض يفتتح المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع في نسخته الثالثة    السلبية تخيّم على مواجهة الرياض والاتفاق    بيولي: اعتدنا على ضغط المباريات وهذه الحالة الوحيدة لمشاركة رونالدو    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    أمير القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    موقف توني من مواجهة الأهلي والعين    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    " هيئة الإحصاء " ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 22.8% في سبتمبر من 2024    خادم الحرمين يصدر أمرًا ملكيًا بتعيين 125 عضوًا بمرتبة مُلازم تحقيق على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    اقتصاد سعودي قوي    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله السعدون: خوفونا من أشباح لا وجود لها .. وخطفوا تعليمنا وحرياتنا
نشر في الحياة يوم 16 - 09 - 2014

الظروف الصعبة هي خير صانعة للإنسان وتضفي على حياته لوناً خاصاً يصنع أجمل الألوان.
اللواء عبدالله السعدون من الغاط واليتم والفقر بدأت رحلته ليتوج مسيرته بأعلى المناصب العسكرية ويختم حياته الوظيفية بعضوية مجلس الشورى في دورته الأخيرة.
ضيفنا اختار الحب عنواناً لتفاصيله، فأعاد قراءة كل شيء حوله وصنع به أجمل تفاصيل حياتية وعملية في مشواره.
كان يحلم بدراجة فإذا هو قائد سرب ومدير كلية جوية. هو يعرف ما يريد لذا يصل بسرعة.
يقرأ المشهد جيداً، لذا لا تؤثر فيه حزبية وطائفية. ينتصر للفكر وللإنسان فقط. مهتم كثيراً بالتعليم ويعيش خوفاً عليه، ويتمنى انتهاء اختطافه وعودته إلى المسار الصحيح بسرعة.
تقرأ حرفه فتعرف التفاؤل كيف هو، وتستمع إلى حديثه فتتعلم المنطق والإقناع منه.
ضيفنا هادئ في ظاهره، لكنه متفاعل في داخله وفي نتاجه، لذا نفوز منه بنتاجات مختصرة، لكنها تصلنا بنا إلى الغايات بسرعة.
للواء السعدون كتاب يندرج تحت السيرة الذاتية والرواية الاجتماعية نقرأ بين سطورها مجتمعنا كيف كان ولماذا اختطف، ونتلمس قصص الحب بين سطوره ونتأوه ألماً لفقدان كل ذلك النور وممارسته في الظلام فقط.
حوارنا اليوم هو سرب معلومات تستحق التحليق والاستمتاع بالأجواء المخملية فيه. فإلى نص الحوار:
تنقلت بين مدن عدة في الداخل والخارج.. ماذا منحت تلك المدن شخصيتك؟
- تنقلتُ بين مدنٍ كثيرة، كان أولها الرياض ثم أميركا، فالعودة إلى أرض الوطن في شرقه في الظهران، وفي غربه في الطائف، وفي شماله في تبوك، ووجدت أن لكل مدينة طريقتها الخاصة في تقديم نفسها وترك بصماتها. فالرياض كانت تتجمل كعروس ليلة زفافها غير آبهة بالقادمين؛ فهي أميرة الحفلة، أهدتني ميزتي القراءة وحرية الفكر، من دون قصد منها، فاتجهتُ إلى القراءة وانطلقت أفكر خارج الإطار، وساعدني على ذلك السجال القائم بين القوميين والإسلاميين حين انبثق سؤال: هل يمكن أن نُجبر على حلّين لا ثالث لهما؟
عزّز هذا السؤال متضمناً بعضاً من إجاباته: الرحلةُ الثانية وهي إلى أميركا، حين وجدت ثقافة مختلفة تحمل في طياتها صراعات تجعل العقل الوقاد يتساءل ويقرأ ويبحث ويحلل ويستنتج. وجدت التعليم المميز والحرية واحترام البيئة، فتعلمت آليات التفكير التي تنهض بالأوطان، وجدت لديهم إخلاصاً في العمل، أساسه حب الوطن، تعلمت قيادة السيارة وأصول السلامة وعلمتها أبنائي وطلبتي بعد ذلك. وعُدت إلى الظهران التي أخذتْ من البحر هدوءه وجماله وتسامحه، وفي الطائف مارست قيادة السرب بالحب والقدوة.
وفي تبوك وجدت الوقت لممارسة أنواع من الرياضة كالغوص ورياضة الدراجات الهوائية ورياضة التايكوندو مع أبنائي. كل مدينة أزورها تترك بعضاً من عطرها على ثيابي، وبعضاً من حدائها على مسمعي وتعود بي الذكريات إليها مع كل لحن أو صورة.
النص في حياتك.. هل كان على هواك أم أجبرك على الخروج عن نسقه؟
- إذا اتفقنا على أن مفهوم النص أو الخطاب كلها تلتقي في ضرورة مجاوزة الجملة في التحليل إلى فضاء أرحب، نسميه فضاء النص، فإنني خرجتُ على النصوص مرات عدة، فالقارئ والسياق ووسائل الاتساق أركان جوهرية تجعل الإنسان يميز النص عن اللانص، ولهذا اكتسبتُ قدرة على التفكير والخروج على هذه النصوص المكتوبة لي، ولكني اعتبرتها (لا نص). منحني الله القدرة على التأقلم والتعايش مع ظروف كثيرة.
«ملعقة الذهب» متى وجدتها؟ ولمن منحتها بعدُ؟
- وجدت ملعقة الذهب حين أحببت، وكان الحب والتسامح هما من قدماها لي بأكثر من طريقة، وقد حاولت أن أمنحها لأسرتي وللطلبة في كل مكان ألتقيهم.
مارست التحليق هنا وفي الخارج.. ما الفرق بين مناخ التجربتين وتضاريسهما؟
- التحليق في سماء الوطن وفوق تضاريسه يغمرك بحُبِّ يسمعك تسبيح النخيل، وتغريد الطيور، وأمل الشواطئ السمحة، وسعة أفق الصحاري، وشموخ الجبال، أما في الخارج فإنك لا تشعر بذلك حسياً ومعنوياً، إذ الأنظمة قيدت الانطلاق فأثّرت في أحاسيس الطيّار.
هل يختلف تحليق المرأة عن تحليق الرجل؟
- المرأة تحلق عالياً في مخيلة الشعراء والمحبين، أما في داخل كبينة الطائرة فتتحول إلى شخص جاد يتمرد على كل ما قاله الشعراء عنها. المرأة أشد انضباطاً من الرجل وأكثر نزاهة، وأقل منه رغبة في المخاطرة والمغامرة.
الحياة العسكرية
الحياة العسكرية.. ماذا تسرق من صاحبها؟
- تسرق من صاحبها حرّية تعدد الخيارات، وتجبر القلم على الكتابة في مواضيع محددة، لكنها في المقابل تعطيه الكثير وتطلعه على أحدث ما توصل إليه العلم في مجاله بشرط أن يكون العسكري طالب علم على الدوام. أخطر ما يواجه العسكري هو الثقافة السائدة التي تنفخ فيه روح القبيلة وحب التسلط والعزوف عن البحث والتمحيص، والاكتفاء بما تعلمه من مبادئ في عامه الأول لتصبح بقية الأعوام عاماً واحداً مكرراً.
يرى بعضهم أن مخرجات الكليات العسكرية في الماضي أفضل من الآن؟
- المخرجات في الماضي والحاضر دون المستوى، وطالما أننا لا نخاطب العقل سنظل بحاجة إلى من يفكر نيابة عنّا. العسكري هو نتاج ثقافة مجتمع يصنف من الدول النامية، يرى القراءة مضيعة وقت، والرياضة ترف والأنظمة قيود، نحتاج في الكليات العسكرية إلى التوأمة مع الكليات العسكرية العريقة في الدول المتقدمة.
وعلى سبيل المثال يوجد في الكلية الجوية الأميركية 80 نادياً رياضياً تعلِّم الجرأة وحب المغامرة والعمل الجماعي ومهارات التواصل وحسن اتخاذ القرار، كما أنها علمياً تعد واحدة من أقوى عشر جامعات في أميركا، وبها معظم التخصصات، وفي كلياتنا تجد أن المواد العلمية والتخصصية قليلة وفي مذكرات يدرسها الطالب ليجتاز الاختبار كما هو في بعض جامعاتنا.
التحاق الطالب بعد «الثانوية» في الكليات العسكرية.. أليس أجدى من التحاقه بها بعد الجامعة؟
- لكل منها فائدته وفلسفته، فأكثر جيوش العالم ضباطها خريجو جامعات مدنية، بشرط أن يحسن الاختيار والتدريب بعد الالتحاق بالكليات العسكرية. ومن الأفضل الخلط بين طالب المرحلة الثانوية وخريج الجامعة، فلكل منهما نقاط قوة وضعف.
هل تكفي كلية واحدة لتخريج طيارين سعوديين حربيين؟
- نعم، بشرط أن يبقى باب الابتعاث مفتوحاً.
ما رأيك في تشعب استخدام الطائرات بين القطاعات العسكرية وعدم حصرها في مكان واحد؟
- معظم القطاعات العسكرية بحاجة إلى الطيران الخاص بها، ولاسيما الطائرات العمودية التي تمتاز بتعدد المهام، وتمتلك المرونة في المناورة وسرعة الاستجابة، أما الطائرات المقاتلة فمقصورة على القوات الجوية التي هي اليد الطولى للمملكة، وهي مفخرة القوات المسلحة والقوة الضاربة المخيفة لكل من يحاول المساس بأمن المملكة.
وأنت تدخل الكلية طالباً.. هل تخيلت أن تغادرها وأنت قائد لها؟
- كان لديَّ طموح بلا حدود، لكن لم أتخيل نفسي قائداً للكلية، لأنني تعلقت منذ دخول الكلية بالطائرات المقاتلة، وكنت أتمنى أن أواصل الطيران المقاتل حتى آخر يوم لي في القوات الجوية. الطيار المقاتل هو فارس هذا العصر، ولديه آخر ما توصلت إليه التقنية، ولكن بعد تعييني قائداً للكلية وجدت نفسي بين أروقتها ومع الطلبة، أحببتهم فأحبوني وأكرمتهم فأكرموني. في الكلية مارست الطيران والتعليم والرياضة مع الطلبة، وهذه أعمال قرّبتني منهم. القيادة بالقدوة هي المؤثرة.
ما الذي لم يسعفك الوقت لتحقيقه في المنظومة الجوية الحربية بالمملكة؟
- أشياء كثيرة بدأت بذرتها في الأسراب المقاتلة، ثم أصّلت لها في الكلية، وهي حب القراءة وممارسة الرياضة وزرع روح التعاون ومحاربة المناطقية والمذهبية أينما وجدت، وبث الروح القتالية في أفراد القوات الجوية؛ لأن هذا هو الهدف الأساس لوجود القوات المسلحة. شرعتُ في تطوير المناهج والبيئة في الكلية لكن التقاعد حال دون ذلك.
المدرب الأجنبي.. هل خدم الطالب السعودي في الطيران أكثر؟
- الخبرات الأجنبية من الدول المتقدمة مهمة لكل مرفق مدني أو عسكري؛ لأنها تأتي ومعها ثقافتها التي نحن بأمسِّ الحاجة إليها، كاحترام الوقت وإتقان العمل وعدم المحاباة على أسس مناطقية أو مذهبية. وقد أثر المدرب الأجنبي في القوات الجوية، وأسهم في جعلها في مصافّ القوات الجوية للدول.
المرأة والعسكرية
في دول خليجية سُمح للمرأة بدخول الكليات العسكرية.. ما رأيك في ذلك؟ وهل تراه أمراً قريباً؟
- صدقتَ، فهي أصبحت طيارة مقاتلة في الإمارات، وهذا يعد من أكبر التحديات، وأثبتت المرأة أنها لا تقل كفاءة عن الرجل، إلا بمقدار ما تقيدها العادات والتقاليد، وللأسف لا أرى أن التحاقها بالكليات العسكرية قريباً إلا بقرار سياسي وعلى غرار ما تم في مجلس الشورى، إذ فرحت كثيراً حين رأيتها زميلة، وآمل أن أراها وزيرة في القريب العاجل.
كيف ترى التنظيم الإداري للمنظومة العسكرية السعودية لدينا؟
- التنظيم الإداري بحاجة إلى الكثير من الجهد والتغيير المستمر وتحديد مدة بقاء كل قائد في المنصب، بحيث لا تتجاوز أربع سنوات، فلا شيء أنفع كتجديد الدماء وتعاقب الخبرات، نحتاج في المنظومة العسكرية إلى اتباع الطرق العلمية في اختيار القادة.
وعلى سبيل المثال في الدول المتقدمة يُتابَع الضابط ويُقوَّم بشكل دقيق منذ دخوله الكلية طالباً، ويعطى المتميز منهم دورات قيادية ومساراً سريعاً لتولي المناصب المهمة، وهذا مهم حتى في الحياة المدنية أيضاً، فالقائد هو العنصر الأهم في نجاح المؤسسة أو فشلها.
بصفتك خبيراً عسكرياً.. ما التطوير الذي تنشده من قيادة الأركان لدينا؟
- الاهتمام بالعنصر البشري واستمرار الابتعاث وتطوير المعاهد والكليات بالتوأمة مع الكليات والمعاهد في الدول المتقدمة، وجلب المدربين من الدول المتقدمة؛ للوقوف على آخر ما توصلوا إليه في مجال التدريب والتكتيكات الحربية، والاستمرار في إجراء التمارين الميدانية مع جيوش الدول الصديقة والمتقدمة، وتخصيص نسبة من موازنة القوات العسكرية للأبحاث والتطوير، والاهتمام بأمن المعلومات وامتلاك التقنية، فهي العنصر الأهم في الحرب الحديثة.
الموت والعسكرية
كيف هي علاقة العسكري بالموت؟
-خدمة الوطن تُنسي فكرة الموت عند العسكري الصادق، فهو يخدم هدفاً أسمى من الروح والأُسْرة. الوطنُ لَبِنَاتُه من أبنائه، والعسكري يقوم بمهمة الدفاع عن هذا الكيان، فالموت يغيب هنا ويحضر الوطن. نستطيع أن نستقدم المهندسين والأطباء، لكن لن نستطيع أن نستقدم مقاتلين يضحون بأنفسهم، لذا يجب إكرامهم وتأمين السكن والتعليم المميز والعلاج.
متى شعرت بالتوتر في حياتك العملية؟
- شعرت بالتوتر في الأيام الأولى لغزو الكويت، كنتُ أشعر بثقل المسؤولية، وغضبتُ لشدة غباء القيادة العراقية ومَنْ تعاطف معها وصفق لها من العرب، ومن القوة المفرطة التي استخدمتها القوات الأميركية ليس لتحرير الكويت فقط، لكن لتدمير العراق وإعادته إلى ما قبل 50 عاماً.
عشت أثناء الحرب عشرة أشهر هي الأصعب والأقسى في حياتي العسكرية. أشعر بالتوتر في التمارين الجوية وفي أثناء العمليات الحربية. أخشى ما أخشاه حوادث الطيران التي تحدث بسبب مخالفة الأوامر التي كُتبت بدماء من سبقونا، لكن إذا اجتمع الشاب والطائرة المقاتلة فمن الصعوبة أن تتنبأ بما يمكن أن يقوما به.
كيف ترى تعامُل مؤسساتنا التعليمية مع المبدع؟
- لا يزال المبدع في مؤسسات التعليم غير معترف به، ويعامَل كبقية الطلبة، وهذا من أسباب قلة المبدعين في مدارسنا وجامعاتنا، مقارنة بالدول المتقدمة، «العنصر البشري المبدع هو الثروة الحقيقية لكل بلد».
اللغة والنقد، السياسة والمجتمع: أي تلك الجهات يتجه إليها قلمك أكثر؟
- تستهويني الكتابة عن التعليم؛ لأنه أكبر المؤثرين في الأمم، وأكتب عن المجتمع ومتطلباته، وعن السياسة حين أرى وميض النار من خلالها. كتبتُ عن إيران وعن اليمن، كما كتبتُ عن العراق ومستقبله المظلم الذي أدخلته فيه الطائفية وأطماع إيران التوسعية. أكتب عن الاقتصاد؛ لأنه أساس كل قوة عسكرية وسياسية واجتماعية.
كتابة السير الذاتية
عندما كتبتَ سيرتك الذاتية.. كيف توافر لك كل هذا الصدق والشفافية على رغم أنك من بيئة نجدية؟
- من يريد أن يكتب شيئاً يبقى للأجيال فعليه أن يصدق في قوله، حين كتبتً كتابي «عشت سعيداً من الدراجة إلى الطائرة» كتبتًه وأنا أريد له الخلود، أريده شاهداً على مرحلة غريبة عن الأبناء والأحفاد، ومن الصعوبة تصديقها. كتبتُ عن حياة القرية ومصاعبها، عن الصحوة وأسبابها، عن التعليم وآثاره في المملكة، كنا نسير على الطريق الصحيح إلى أن خرج قطار التعليم عن مساره، يوم قفز إلى مقعد القيادة من غيّر أهدافه وحرفه عن مساره الصحيح.
في كتابك من «الدراجة للطائرة»، كانت لغة العشق فيه جداً حالمة.. لِمَ توارت هذه اللغة الآن؟
- لم تتوارَ، لكنها أعطت الأولوية للغة العقل، فالحديث عن أنثى بلغة الحب والعشق يختلف عن الحديث عن التعليم، وتدني مستوى أدائه، أو الفساد وخطورته على المجتمع وأمنه، ألا ترى أننا لا نستسيغ الشعر حين يكون مدحاً أو هجاءً أو قوالب من النصائح، فهذا يعد نظماً، أما الشعر فهو ما يحلِّق بك إلى ارتفاعات عالية يجعلك تتنفس عالمك الخاص من خلاله.
كيف استطعتَ أن تسجل لحظات عشق عمَّتِك بهذه الروعة.. ألم تخفْ من ردات الفعل؟
- صفحات العمة سارة من أجمل ما في الكتاب؛ لأنها عن امرأة تستحق ذلك، كانت عاشقة وحالمة ومتمردة على قيود المجتمع وإملاءاته، وحين أكتب عن المرأة أجدني أعيش لحظات التجلي، وأقف على أهم أسرار الوجود. لا شيء يطربني ويبعث بالدفء إلى كل أجزاء جسمي كالمرأة وثقتها بنفسها ومحاولاتها المستمرة الانتصار على تخلف المجتمع وقيوده.
إلى متى وماضينا يسيِّر حاضرنا بنصوص بالية؟
- كل ماضٍ بحاجة إلى مشرط النقد والتشريح من الفلاسفة وعلماء الاجتماع والتربية والتاريخ؛ لاستخلاص العبر واجتناب سلبياته، وسيظل الماضي مسيطراً بنصوصه مدة طويلة، فله حراسه وتجاره المستفيدون، سيظل يبني أسواره العالية ويفتل قيوده التي تُدمي أقدام السائرين للمستقبل، سيبقى على رغم ما به من دهاليز مظلمة ضيقة.
اليابان بعد الحرب العالمية الثانية وضعت استراتيجية ناجحة لكشف أخطاء الماضي وتجاوز عقلية الغزو والانتقام وعسكرة الشعب، مع التركيز على الحاضر والتخطيط لمستقبل أساسه العلم والعمل وامتلاك التقنية لبناء اقتصاد قوي، ولو بقيت اليابان تتغنى بأمجادها، وتناصب العداء لمن حاربها وتضع اللوم على غيرها لما تقدمت.
ما أكثرَ صيغ الفعل في اللغة العربية على الورق وما أقلها في الواقع.. لماذا؟
-العرب أمة تجيد الكلام وتنفر من كثرة العمل. ندمن الجلوس في المقاهي أكثر من مصاحبة الكتب، وتعليمنا تلقين وترديد لما أنتجه الآخرون. نحتاج إلى معامل ومختبرات أكثر من حاجتنا إلى منابر الخطابة والمهاترات. الناس ملّت من الأقوال وتريد الأفعال، سنفقد صدقيتنا ما ظلّت أفعالنا تخالف أقوالنا، والأمل في جيل جديد بدأ يتواصل مع العالم ويريد الحياة.
الشياطين والمفكرون
بين المغاربة والمشارقة.. وبين الحداثيين والصحويين.. أين تسكن الشياطين؟
- الشياطين موجودة ما وُجد الإنسان، لكنها تبرز حين تضيق العقول بالاختلاف، الشياطين تنام في سرير واحد مع الغلاة من الطرفين وتعقد معهم تحالفات تسوِّق من خلاله الرصاصة بدلاً من حبة القمح.
لماذا الليبرالية سيئة السمعة ولا يؤخذ من الجدل فيها سوى حرية ممارسة المرفوض عقدياً واجتماعياً؟
- نتعارك حول مصطلح الليبرالية، ونحن لم نرسخ مفاهيمهما. آفة المصطلحات سوء فهمها. ننشغل بدلالة المصطلح من دون البحث عن فلسفة المدلول. إن المصطلحات لاحقة على مدلولاتها، لم يأتِ أحدٌ في الغرب ويقول: لنعرف التنوير، حتى يتسنى لنا أن نقيم حركة تنويرية. فليس هناك تعارض بين الحرية والإسلام؟
فهناك أدلة متواترة بوجود مفهوم الحرية في الدين (ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، (لستَ عليهم بمسيطر)، (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ). ولا توجد حرية مطلقة إلا في الفكر، وحرية الفكر كفلها القرآن كما جاء في الآيات السابقة وإلا لانتشر النفاق في المجتمع، أما حرية الفعل فمن قواعد الحرية أن لا تمس حرية الآخرين، ومن ثمَّ لا يمكن للحرية أن تكون مطلقة، وإلا تضاربت الحريات.
لماذا دائماً نفشل في استغلال الأحداث لمصلحتنا، ونشغل أنفسنا بتصرفات عاطفية تحرمنا فرصاً للنجاح أكثر؟
- السبب غياب المنهج العلمي لدراسة الأحداث وغياب مراكز الأبحاث العلمية التي يصرف عليها بسخاء وبها أفضل العقول، مع غياب الاستراتيجية بعيدة المدى.
لماذا مفاتيح القوة لدينا معطلة سياسياً ودولياً؟
- ليست معطلة، لكنها يمكن أن تكون أفضل، لدى المملكة قوة لا تتوافر لغيرها من الدول العربية والإسلامية، فلديها البعد الروحي المتمثل في وجود مدينتي مكة والمدينة، والبعد الاقتصادي الذي يجب تعظيمه وتنويعه، والموقع الجغرافي المتوسط، والمساحات الهائلة التي تقارب في حجمها حجم قارة، نحتاج إلى مراكز أبحاث ودراسات جادة، كما هي في الغرب لنتخذ القرار الصحيح.
عندما جاء «الربيع العربي». هل توقعت أفضل مما كان؟
- لم يكن ربيعاً، بل مطراً في أول الشتاء أعقبه صقيع قتل العشب قبل نموه، ثم تولى الرعي فيه من لا يؤمن بالربيع ومن يظن أن الديموقراطية صناديق ومرشحون فقط. الديموقراطية تعني حفظ حقوق الأقليات من ديكتاتورية الأكثرية.
لماذا يفشل المشروع السياسي للحركات الإسلامية؟
- لأن غياب الحرّية وعدم قبول الآخر وتوهم امتلاك الحقيقة يبطل كل مشروع. جمال الأوطان أن تكون مثل قوس قزح لا يظهر جماله إلا بتعدد ألوانه، اللون الواحد لا يصنع قوس قزح، قوة الأمم المتقدمة في قبول الاختلاف وتوظيفه، وعدم المفاضلة بين المواطنين على أسس طائفية أو مذهبية.
الاستبداد الديني له رواج عند ذوي الفطرة السليمة، فلا يقفون في وجهه.. ما رأيك؟
- الإنسان بطبعه كائن متدين، وحين يروج لفكرة أو سلوك من منطلق ديني فمن الصعب مناقشتها بفكر ناقد؛ لأنها غالباً تأتي ومعها نص فُسّر في غير محله، أو أنه من التراث واكتسب القدسية من قدمه وكثرة ترديده.
اختطاف التعليم
لماذا التفاعلات الثقافية في بلادنا مشوبة بتوترات وتوجسات؟
- التعليم من أهم أسبابها، خوَّفونا من أشباح لا وجود لها، البرمجة الخاطئة منذ الصغر لها ضريبتها، كالخوف من المجهول. تفتيح العقول مكلف ويهدد مراكز المنتفعين وينزلها من عليائها.
كتب الكثير عن اختطاف تعليمنا.. مَنْ كان المتفرج ومن كان الفاعل؟
- بدأ الاختطاف حين اختطفت الحرية في العالم العربي على يد ضباط مغامرين حوّلوا بلدانهم إلى سجون كبيرة، حينها نزح الكثير من المضطهدين، ومنهم المؤدلجون إلى المملكة، وسيطرت فئة منهم على التعليم ووجدت دعماً هائلاً من القيادة ومن علماء البلد. حينها بدأ تغيير المناهج والأنشطة، كانوا فاعلين والبقية متفرجون. كما أسهمت بطالة الشباب وتوطين وظائف التعليم بشكل كامل في تدني مستوى المعلمين، لأن التعليم انتقل من رسالة إلى وظيفة، بل أصبح وظيفة من لا وظيفة له.
لِمَ تعليمنا تحت سطوة كائنات لا ترى؟
- بل هي كائنات ترى ومعروفة، لكنها بحاجة إلى عملية قيصرية للفصل بينها وبين التعليم، لا بد من أن نؤمن بالتخصص. الكل ينادي بالتخصص في مجاله، لكنه لا يريده لغيره من التخصصات.
كيف تقرأ قدوم خالد الفيصل إلى منصب وزير التربية والتعليم؟
- الأمير خالد الفيصل تمنيت قدومه منذ سنوات، وقلت أنه الرجل المناسب لأهم وزارة يمتد تأثيرها إلى كل عناصر قوة الدولة.
الأمير خالد يجمع بين الفكر والقوة والجَلَد على العمل والإخلاص، إضافة إلى أنه أحد أهم صانعي القرار في المملكة، وهذا ما يحتاج إليه التعليم.
التعليم يجب أن يعود إلى أهل الاختصاص بعيداً عن تدخلات غير المتخصصين، حتى لو كانوا من العلماء، فلكل مجال فرسانه ومتخصصوه، هذا إذا كنّا سننهض بالتعليم ونلحق بركب الأمم المتقدمة.
وقد قال الرئيس الأميركي جونسون حين كان في البيت الأبيض: «من هنا ومن هذا الكرسي علمت أن جميع مشكلات العالم يمكن حلها عن طريق التعليم».
المنهج الخفي في تعليمنا.. أما زال خفياً، حتى بعد الإعلان عنه؟
- سيظل خفياً ،لأنه متأصل في العقول ومتغلغل في ثقافة المجتمع. ما تمّ في 50 عاماً لا يمكن أن يستأصل في خمسة أعوام، لكن الجهد المستمر سيعطي نتائجه بإذن الله.
لماذا لا توجد لدينا مراكز بحث قادرة على تغيير المشهد حوالينا؟
- مراكز الأبحاث مكلفة ومتعبة للباحث والمسؤول، والشعوب النامية لا تحب الانتظار طويلاً، والمسؤول يركز على المشاريع التي لها نتائج سريعة، أما مراكز الأبحاث فطريقها طويل وشائك، مع أنها الطريق إلى القوة والرخاء.
نمنح الكثير من الدعم مالياً ولوجستياً لشعوب عدة، ولكننا نشعر بكرههم لنا.. لماذا؟
- القوي محسود ومكروه. لو سألتَ مواطناً من أميركا الجنوبية من تكرهه أكثر لقال: الولايات المتحدة الأميركية، ولو خيّرته أين يريد أن يعيش لقال: في الولايات المتحدة الأميركية.
ما زال بعضهم لا يتلمس جهد مجلس الشورى.. أين الخلل؟
- مجلس الشورى كغيره من مؤسسات الدولة لا يخلو من التقصير، لكن لو سألت من يهاجم المجلس كم مرة دخل على موقعه وعرف ما يصدر عنه من أنظمة وقرارات لقال لك: صفر. قرارات المجلس كثيرة والتنفيذ ليس من صلاحياته، وكثير من قرارات مجلس الوزراء بُنيت على قرارات مجلس الشورى.
لماذا المجلس عندنا هادئ ولا نرى فيه ما نراه في بقية مجالس الدول الأخرى؟
- ليس كل ضجيج مفيد، هناك برلمانات همها تعطيل التنمية، وفي بعضها يستخدم السلاح للتفاهم، مجلس الشورى يحتاج إلى مزيد من الصلاحيات الرقابية على الجهات التنفيذية ليكون خير عون للملك، ولحفظ المال العام.
بعضهم يشعر أن أعضاء المجلس من طبقة مخملية لذا لا يشعرون بالمعاناة كما يجب؟
- هم فئة من المجتمع، فيهم من يبذل ويخلص، وفيهم من يكتفي بالحضور، لكن معظم المناقشات تصب في مصلحة المواطن، وقد ترى ذلك من خلال النقل الأسبوعي.
الاختلاط.. بحاجة إلى قرار سياسي وحل ثقافي ونظام حازم
نسأل ضيفنا بصفته عايش مجتمعات مختلفة وعاش في حقب زمنية متنوعة.. هل من خوف على مجتمعنا من الاختلاط؟ هل المشكلة في الفكرة أم في الممارسة؟
يرى اللواء السعدون «أن الاختلاط مفردة دخيلة على الدين وعلى المجتمع. ما جاء به الدين هو الخلوة، وهي أن يخلو الرجل بامرأة لا يوجد شيء أثناءه يمنع الجنس». ويضيف: «ولو تأملنا كيف لنا أن نكشف عن حال معينة أنها خلوة؟ فإن كانت ظاهرة لنا في الشارع أو نحوه فهي ليست خلوة، كما قال أحمد بن حنبل لما سئل: (الْكَحَّالُ يَخْلُو بِالْمَرْأَةِ وَقَدْ انْصَرَفَ مَنْ عِنْدَهُ مِنْ النِّسَاءِ هَلْ هَذِهِ الْخَلْوَةُ مَنْهِيٌّ عَنْهَا؟ قَالَ أَلَيْسَ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ؟ قِيلَ نَعَمْ. قَالَ إنَّمَا الْخَلْوَةُ تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ). وإن كانت مخفية فنحتاج إلى التجسس للوصول إليها، وهذه نهى عنها الدين كما في القرآن: (ولا تجسسوا..) أو نحتاج إلى سوء الظن لاقتحام البيوت، وهذه أيضاً نهى عنها الدين: (إن بعض الظن إثم). المنكر لا بد من أن يكون ظاهراً يمكن رؤيته».
ويؤكد عضو مجلس الشورى «أن الاختلاط مفردة وردت مع الصحوة، وقد بدأت في الجامعات المصرية، حين كان بعض مدرسي الدِّين يطلب من الطلبة والطالبات أن يغيروا مقاعدهم ويجلس الطلبة في جهة والطالبات في جهة أخرى، وبينهم الممر فقط بدلاً من الجلوس بجانب بعض، الاختلاط ضرورة تقتضيه الحياة العامة من تجارة وطلب علم وعبادة وغيرها، وهذا ما كان في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-».
ويتساءل ضيفنا: لماذا نتعايش في دبي والبحرين ونرفض ذلك في بلادنا؟
ويجيب بسرعة: «الناس أعداء ما جهلوا، وكثير من الأمور عادات وتقاليد، وحلّها ثقافي وقرارات سياسية وأنظمة تطبق على الجميع بحزم».
سيرة ذاتية...
- من مواليد مدينة الغاط عام 1952.
- تخرج في كلية الملك فيصل الجوية برتبة ملازم طيار عام 1972، وحصل منها على بكالوريوس علوم جوية مع مرتبة الشرف الأولى.
- ماجستير علوم عسكرية عام 1987.
- مدير إدارة الحرب الإلكترونية بقيادة القوات الجوية من 1989 حتى 1996.
- قائد قاعدة الرياض الجوية ورئيس مشروع حارس السلام من 1996 حتى 1999.
- رئيس هيئة استخبارات وأمن القوات الجوية من 1999 حتى عام 2002.
- قائد كلية الملك فيصل الجوية من 2002 حتى عام 2006.
- تقاعد عام 2006.
- عُين عضواً في مجلس الشورى السعودي عام 2009 وحتى تاريخه.
- لديه عضوية في كل من:
- الجمعية الخيرية السعودية لرعاية الأيتام - إنسان.
- الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين.
- الجمعية الخيرية في مدينة الغاط.
- جمعية الإدارة السعودية.
- لديه أوسمة وميداليات عدة من القوات المسلحة السعودية وخارجها (16 وساماً).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.