أكد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام «تطابق وجهات النظر بين الحكومة وبين برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لجهة أهمية التنمية البنيوية والحاجة إلى تطبيق سريع للمشاريع المخصصة للمجتمعات المضيفة الأكثر فقراً، كوسيلة للتخفيف من حدة التوترات التي قد تفاقمها الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الوجود السوري الكثيف في لبنان». وأعلن سلام بعد لقائه في السراي الكبيرة المديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي هيلين كلارك، أن «رئاسة الحكومة أنجزت وضع لائحة بمشاريع ملحة قدمتها مختلف الوزارات، يمكن اعتمادها لتقديم المساعدة والدعم إلى لبنان سواء عبر صندوق الأزمة الائتماني اللبناني- السوري، أم عبر المساعدات الثنائية». وشكر سلام كلارك على «المساهمة الجوهرية التي يواصل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي تقديمها الى لبنان لبناء القدرات المؤسساتية، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والحد من الفقر». وأشار إلى «أهمية القيام بمقاربة شاملة لتحفيز النمو، كسبيل واحد لاستدامته، على غرار المقاربة التي تضمنتها الأهداف الإنمائية للألفية التي وضعها برنامج الأممالمتحدة للتنمية». وأكدت كلارك للرئيس سلام «دعم البرنامج للبنان والتزامه متابعة وتوسيع مشاريعه وخططه في مختلف الميادين التي ينشط فيها بفاعلية منذ سنوات عدة»، مشددة على «أهمية التركيز على التنمية البنيوية كوسيلة لتحفيز النمو والمساهمة في خلق فرص عمل وخفض نسب البطالة والفقر». وأوضحت أن تعزيز الجهود في هذا الاتجاه «بات ضرورة ملحة في ضوء الصعوبات التي يواجهها لبنان نتيجة تدفق النازحين الى أراضيه». والتقى سلام وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي أوضح أنه «نقل إلىه رسالة تمنٍ من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط للإسراع في إنجاز المحاكمات للموقوفين الإسلاميين في سجن رومية أو في غيره من السجون، وعدم إبقائه مدخلاً لتوتر حاصل حالياً في لبنان وخارجه». وكانت كلارك تفقدت مشروع إزالة مكب النفايات في صيدا، يرافقها رئيس البلدية محمد السعودي، ومدير المشروع من قبل UNDP نقولا غريب. وتمنت «عودة العسكريين المخطوفين في أقرب وقت ممكن»، آملة بانتخاب رئيس للجمهورية، وقالت: «الأممالمتحدة تعمل وبصورة مستمرة لاحتواء المشاكل التي تحصل في منطقة الشرق الأوسط،لأنها شبه بركان». وأضافت: «نحن في UNDP نحاول مساعدة الدول التي تستضيف لاجئين سوريين بمساعدات عينية لتخفيف معاناتهم». يزور وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق موسكو غداً الأربعاء للبحث مع المسؤولين فيها في المساعدات العسكرية الروسية للجيش وقوى الأمن الداخلي وتفعيل مسودة اتفاقية سابقة كان توصل إليها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عام 2010. وينتظر أن يجري المشنوق محادثات مع المسؤولين الروس حول محاربة الإرهاب في ضوء مؤتمري جدة وباريس والأوضاع التي يواجهها لبنان، في ضوء عملية خطف العسكريين اللبنانيين من جانب «داعش» و «جبهة النصرة». من جهة ثانية، نقل وزير العمل سجعان قزي عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء الأخير بوزراء العمل العرب في القاهرة أنه أبدى حرصاً على لبنان وتصميماً على معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية وفي طليعتها البطالة المتفشية في المجتمع المصري والمجتمعات العربية، ودعا إلى استثمارات لاستيعاب اليد العربية العاطلة عن العمل. وأضاف: «كما لمست أن على رأس مصر قيادة متنورة جديدة». وأبدى الرئيس المصري ثقته بقدرة لبنان على تجاوز محنته، مؤكداً أن مصر «إلى جانبه ومستعدة للتعاون مع أصدقاء لبنان والأشقاء العرب من أجل خلق ديناميكية تحفظ استقرار لبنان ووحدته في هذه المرحلة التي يعتبرها من اخطر المراحل في تاريخ العالم العربي الحديث». وأكد السيسي أن «الدين لا يخيف ولا يضطهد، والذين يضطهدون باسم الدين لا دين لهم، فالدين هو محبة الآخر وإنقاذ الآخر».