لم يعد يختلف اثنان على أن آسيا باتت وجهة أساسية في عالم الموضة ومحط أنظار كثر من مصممي الأزياء ودورها الذين يجدون فيها متنفساً بعيداً إلى حد ما من الأزمات الاقتصادية أو الخضات السياسية التي تنعكس في شكل مباشر أو غير مباشر على عالم الموضة. «الأزياء الفرنسية في سنغافورة»، عنوان أسبوع الموضة «الرسمي» الوحيد في آسيا، الذي شهدته سنغافورة للسنة الثانية على التوالي، يؤكد أهمية المنطقة بالنسبة إلى مستقبل عالم الموضة، ويعمل على قاعدة العولمة من جهة وتبادل الخبرات من جهة أخرى. مصممو أزياء فرنسيون، اجتمعوا في حدث ينظمه فرانك سينتاماني وشركته، بالتعاون مع نقابة «الهوت كوتور» في فرنسا من أجل إنجاح حدث «أوروبي – آسيوي»، عرض فيه مصممو الأزياء جنباً إلى جنب، لتختلط الأزياء في سمفونية منسجمة بين الشرق والغرب تعزفها أسماء ك «كريستوف جوس»، والإيطالي «ماوريتسيو غالانتيه»، والفرنسي «ألكسيس مابيل»، و «أورا تو فو»، و «جوليان فورنيه». قدّم المصممون مجموعات جديدة، باعتبار أن المرأة التي يتوجه إليها أسبوع الموضة في سنغافورة، تختلف عن المرأة الأوروبية. وتأكيداً لأهمية الحدث، أعرب غالانتيه عن فرحته بمشاركة مصممي أزياء يابانيين تجربتهم، وبأن يرى نفسه للعام الثاني في مجموعة وصفها بالمختلفة عمّا يقدمه في أسبوع الموضة الفرنسي، لتأتي تصاميمه منسجمة أكثر مع الهيكلية العامة للعرض. ومن بين مصممي الأزياء الذين شاركوا في أسبوع الموضة في سنغافورة، برزت «يين»، التي هاجرت إلى باريس مع والديها وهي في سن الرابعة، معتمدة على جذورها الصينية في فهم ما يميّز المرأة الآسيوية وما تتطلع إليه. وصرّحت «يين» بأن كونها امرأة آسيوية، يساعدها في فهم مميزات جسد المرأة الآسيوية وتقاسيمه وما يناسبها من دون الوقوع في فرض الموديلات الغربية عليها. وانعكس التنوع في خلفيات المصميين وأفكارهم، روحاً مختلفة في أسبوع الموضة مكرساً اتجاهات يميزها الترتر والدانتيل وألوان صارخة تومض على الألوان الداكنة، وغيرها من الأقمشة التي تتميز برسومات يدوية أو مطبعة برسومات كبيرة. من الملابس المطرّزة بأسلوب شرقي، إلى قصّات مطعّمة بنكهة أوروبية وصولاً إلى الكيمونو الياباني خرجت الأزياء في أسبوع الموضة في سنغافورة كمسرحية ملونة متعددة الفصول، وكل فصل منها يحاكي جمهوراً خاصاً، من دون أن يفقد الأمل باجتذاب أنظار الجمهور الآخر.