أعاد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في لبنان القاضي صقر صقر امس، إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض ابوغيدا ملف الوزير السابق ميشال سماحة مرفقاً بمطالعة فرعية أبداها في القضية، ويطلب فيها استدعاء رئيس الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك والعقيد عدنان (مجهول باقي الهوية) إلى التحقيق لاستجوابهما، بعدما سبق للقاضي صقر أن ادعى عليهما وعلى سماحة في قضية نقل متفجرات من سورية إلى لبنان بهدف اغتيال شخصيات سياسية ودينية لبنانية. كما طلب صقر في مطالعته استدعاء مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان للاستماع إلى إفادتها بصفة شاهدة، بعدما أثبتت التسجيلات المضبوطة إجراء سماحة اتصالات عدة بها واستخدامه كلمة «ستنا» مرات عدة. وفي ضوء مطالب النيابة العامة العسكرية في هذا الملف، فإن القضية دخلت مرحلة اكثر وضوحاً، فالقاضي أبو غيدا بصدد درس الاتفاق القضائي الموقع بين لبنان وسورية لتحديد الآلية التي سيعتمدها في استدعاء مملوك وعدنان وشعبان. ورأت مصادر قانونية أن لجوء القاضي أبو غيدا إلى الاتفاق القضائي يؤشر اما إلى استدعاء الثلاثة عبر المجلس الأعلى اللبناني-السوري او عبر قنوات مباشرة مع نظير ابوغيدا السوري، وذلك من خلال توجيه الاستدعاء عبر وزارة العدل اللبنانية، وليس بالطرق الديبلوماسية، وبالتالي فإن الملف يبقى مجمداً إلى حين ورود جواب على الاستدعاءات التي ستتضمن طلب القضاء إيداعه كامل هوية مملوك وعدنان. ولاحقاً، علق وكيل سماحة المحامي صخر الهاشم على مطالعة صقر، داعياً الى «تطبيق الأصول القضائية المتبعة بين لبنان وسورية إستناداً الى الاتفاقات»، ورأى أنه «لا يمكن إصدار قرارات قضائية للأشخاص المطلوبين، إلا إذا جرى إبلاغهم شخصياً ما لم يحضروا الى لبنان في تاريخ الجلسة، ويستوجب ابلاغ المدعى عليهم، إما بواسطة وزارة العدل أو الخارجية أو المجلس الأعلى، ولا يمكن إبلاغهم لصقاً، إلا بعد إعادة التبليغ بعدم الحضور»، ورأى ان «الملف كان يسير مساره الطبيعي قبل إحالته الى المطالعة بعد ختم التحقيق». وفي سياق متصل، طلب النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي شريط التسجيل لبرنامج «الأسبوع في ساعة» من محطة «الجديد» المتضمن الحديث مع النائب عقاب صقر، وذلك في قضية اتهامه عبر وسائل إعلام بتسليح المعارضة السورية. كما طلب من محطة «المستقبل» شريط التسجيل للمؤتمر الصحافي لصقر في إسطنبول، ومن محطة «أو تي في» أشرطة التسجيل المتعلقة بصقر. واستغرب عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت في بيان أمس، ما تردد عن زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم دمشق السبت الماضي بتكليف رسمي ولقائه اللواء المملوك، وقال: «مدعى الاستغراب يكمن في أن المملوك مطلوب للعدالة اللبنانية، فهل هذا من ضمن مهمة اللواء إبراهيم الرسمية؟ وهل استغل زيارته لمعرفة اسم والدة اللواء المملوك وكامل هوية المسمى العقيد عدنان؟».