بحسب اللائحة التنفيذية لنشاط النشر الإلكتروني الصادرة عن وزارة الثقافة والإعلام، فإن معنى النشر الإلكتروني: استخدام وسائل التقنية الحديثة في بث، أو إرسال، أو استقبال، أو نقل المعلومات المكتوبة، والمرئية، والمسموعة؛ سواء أكانت نصوصاً، أم مشاهد، أم أصواتاً، أم صوراً ثابتة أو متحركة، لغرض التداول. وبحسب اللائحة ذاتها، فإن أشكال النشر الإلكتروني الخاضعة لأحكام النظام تشمل: الصحافة الإلكترونية، وكالة الأنباء الإلكترونية، دار النشر الإلكتروني، مواقع وسائل الإعلام التقليدية (التلفزيون، الإذاعة، الصحف، المجلات وسواها)، المنتديات، المدونات، مواقع عرض المواد المرئية والمسموعة، الإعلانات الإلكترونية، البث عبر الهاتف المحمول، البث عبر وسائل إلكترونية أخرى، المواقع الشخصية، المجموعات البريدية، الأرشيف الإلكتروني، غرف الحوارات، وأي شكل من أشكال النشر الإلكتروني ترى الوزارة إضافته! وتجاوزاً لتلك اللائحة اختير قبل أيام 12 إعلامياً ليكونوا أعضاء اللجنة التأسيسية لجمعية الإعلام الإلكتروني، وعُيِّن رئيس تحرير «جوال المناطق» محمد الشقاء رئيساً لهذه اللجنة، بافتراض أن رئيس الجمعية يجب أن يكون منتخباً. وصدرت لائحة تنفيذية للجمعية قبل أشهر تختلف عن تلك الخاصة بنشاط النشر الإلكتروني. وتهدف اللائحة، التي أتت في 32 مادة، بحسب أحد مواقع وزارة الثقافة والإعلام، إلى «دعم وتشجيع وتطوير قدرات العاملين في مجال الإعلام والنشر الإلكتروني». لا يمكن إلا اعتبار أن اللائحتين («النشاط» و»الجمعية») مكملتان لبعضهما، خصوصاً أن مصدرهما واحد. لكن ذلك لا يمنع الجمعية من تطوير أو تعديل أي من موادها بحسب النظام. ولست في صدد التساؤل هنا عن التقاطع الكبير بين هذه الجمعية وهيئة الصحافيين، وربما لذلك مقالات أخرى، خصوصاً أن «رؤية الجمعية»، بحسب لائحتها، عامةٌ ومطلقة وغير محددة بالنشر الإلكتروني: «منبر إعلامي مؤسسي واجتماعي تفاعلي رائد، يعزز الاتجاهات الإيجابية، ويبني القدرات الإعلامية، ويسهم في التنمية»! لعل أهم ما في رسالة الجمعية، بحسب لائحتها، الالتزام ب «الإسهام بشكل فاعل في تنمية النشر والإعلام الإلكتروني محلياً»، إذ إن خدمة ودعم المنتسبين الوارد في «الرسالة» أمر لا يُختلف في شأنه. ومن هنا فإن للاهتمام بحقوق المحتوى الإلكتروني دور فاعل في تنمية النشر والإعلام الإلكتروني على مستويات عدة. وذلك لا يلغي أن أهداف الجمعية ال 10 الواردة في اللائحة، إضافة إلى الأنشطة سواء العامة أم في مجال الإعلام المرئي والمقروء، تحتاج إلى عمل مضنٍ وجهد متواصل لا يمكن أبداً الاستهانة بهما. لكن ذلك ما هو مكتوب على الورق، ويبقى الزمن هو الشاهد على إمكان تحقيقه. هل نحتاج جمعية للإعلام الإلكتروني؟ من وجهة نظري، ليس هذا السؤال الأهم، بل: ما هي أهداف أعضاء مجلس الإدارة ورئيس الجمعية ونائبه وأمينها الذين سينتخبون لاحقا، «الترزز» أم «العمل»؟! [email protected]