بأغنية «غانغم ستايل» لمغني الراب الكوري الجنوبي ساي، أثبت موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» أنه بات وسيلة إعلامية مهمة، ورقماً صعباً في خريطة الإعلام التقليدي والجديد، إذ حقق نسب مشاهدة ضخمة جداً، بلغت على «يوتيوب» أكثر من 900 مليون مشاهدة خلال خمسة أشهر من تاريخ تحميله. ويظهر للمتابعين أن موقع «يوتيوب» أسهم بشكل كبير في نشر الأغنية وإكساب المغني شهرة عالمية، إذ إن من سمع وشاهد أغنيته بلغة الأرقام يقترب من سُبع سكان الكرة الأرضية، بينما هناك أغانٍ عالمية وعربية شهيرة خالدة لم تحقق نسبة قريبة مما حققه المغني ساي. أغانٍ وأعمال فنية كبيرة بدأت من ستينات القرن الماضي واستمرت خالدة ومنتشرة بقلوب الكثيرين، مثل أغاني الفنانة الراحلة أم كلثوم، الاسم الذي ارتبط بمرحلة الطرب الأصيل الذي يتغنى به الكثير، وأعمال الموسيقار محمد عبدالوهاب، وروائع الفنان السعودي طلال مداح، بيد أن تلك الأعمال لا تجد إقبالاً كبيراً في موقع «يوتيوب» على رغم جماهيريتها الكبيرة. ويرى أستاذ الإعلام الجديد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سعود كاتب في حديثه إلى «الحياة»، أن «يوتيوب» أصبح أساسياً ولا غنى عنه. موضحاً أنه في حال تقديم أي محتوى فني أو إعلامي في وسيلة تقليدية، فلا بد أن يستعان بوسائل الإعلام الجديد، مثل مواقع التواصل الاجتماعي لمحاولة انتشاره أكثر، لأن شكلها شعبوي وانتشارها سريع، ومن أجل ذلك أصبحت ضرورة للشهرة والانتشار. وأرجع الدكتور كاتب الانتشار العالمي الذي حققته الأغنية الكورية الجنوبية إلى قيامهم بعمل قريب من الناس وفئة الشباب خصوصاً، مضيفاً: «على رغم معارضة بعض المتابعين لجمالية الأغنية، إلا أن عدداً كبيراً وشريحة ضخمة من الشباب أعجبوا بذلك العمل (جيل الصرعات الغريبة)، فتحولت إلى أغنية عابرة للقارات، ومنتجت إلى لغات أخرى، واكتسحت وأصبحت ذات شعبية». وأوضح أن مواقع التواصل الاجتماعي بشبكاتها الضخمة ساعدت في انتشار العمل، إذ تم تناوله بشكل كبير. مشيراً إلى صعوبة نسب النجاح لمعايير علمية، لأن ذلك يعد مسألة نسبية تختلف من شخص إلى آخر، وأنه يجب التأكيد من أن العمل احتوى على عناصر نجاح أسهمت في انتشاره لدى فئات معينة، وهذه الفئات أنجحت هذا العمل بشكل كبير. وأشار أستاذ الإعلام الجديد إلى وجود أغانٍ قديمة لها شعبية كبيرة - مثل أغاني أم كلثوم وعبدالحليم - ولكنها لم تسجل حضوراً قوياً على «يوتيوب»، مرجعاً ذلك إلى أن جمهورها جيل شارف على الانتهاء، فكثير من فئة الشباب قد لا يعرف أغاني الستينات والسبعينات الذين ملأوا العالم العربي بأعمالهم.