طهران، واشنطن، باريس - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - صعّد المحافظون في إيران حملتهم على الإصلاحيين أمس، اذ دعا «الحرس الثوري» الى اعتقال الرئيس السابق محمد خاتمي والمرشحين الإصلاحيين الخاسرين مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحاكمتهم، فيما اعتبر الجيش ان «الانقلابيين وضعوا السيناريو التالي على جدول أعمالهم»، كما يخطط نواب متشددون لتقديم شكوى ضد موسوي. في الوقت ذاته، طالب مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز إيران أمس، بإطلاق ثلاثة أميركيين دخلوا أراضيها من العراق، فيما حضّ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير طهران على الإفراج عن الأكاديمية الفرنسية كلوتيلد ريس التي مثلت امام محكمة الثورة في طهران السبت الماضي مع نازك افشر الموظفة الإيرانية في السفارة الفرنسية والمحلل السياسي في السفارة البريطانية الإيراني حسين رسام، واعترفت بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بالمشاركة في التظاهرات وإعداد تقرير لمعهد تابع للسفارة الفرنسية. وقال كوشنير: «اود ان اتوجه الى السلطات الإيرانية بلهجة حازمة، لأقول لها ان هذه الاتهامات عارية عن الصحة وإن كلوتيلد ريس لم تقترف اي ذنب. نأمل ونريد ونطلب الافراج عنها في اسرع وقت». وأضاف انها «لم ترفع تقريراً بل كتبت رسالة قصيرة لمدير معهد البحوث الإيرانية، وهو معهد ثقافي هناك 27 مثله في العالم». وفي واشنطن، وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» بثت امس: «لم نرد ان نضع انفسنا بين السلطات والايرانيين الذين يعترضون في صورة شرعية. لاننا لو تدخلنا في وقت مبكر وفي شكل قوي جدا... لارادت السلطات استخدامنا لتوحيد البلاد ضد المعارضين». واضافت: «لكننا بذلنا جهدا كبيرا في الكواليس... قمنا بجهد كبير لدعم المعارضين من دون ان نضع انفسنا بينهم وبين النظام. ونحن نواصل... دعم المعارضة». ورعن مقاضاة الاصلاحيين المعنقلين، قالت كلينتون: «انها محاكمات صورية... انها مؤشر ضعف يثبت ان السلطة في ايران تخاف شعبها وتخاف كشف الوقائع». واعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس محاكمة الإصلاحيين «صورية تُظهر ان النظام الإيراني لا يستمع الى المخاوف التي عبر عنها شعبه حيال صدقية الانتخابات. إنه امر مؤسف يستدعي الإدانة». وأضافت: «اذا ارادت ايران ان تثبت استعدادها لتكون عضواً مسؤولاً في المجتمع الدولي، عليها ان تعامل مواطنيها باحترام وأن تحترم دولة القانون. المؤسف ان هذه المحاكمات الصورية تسير في منحى معاكس». في غضون ذلك، كتب رئيس المكتب السياسي في «الحرس الثوري» يد الله جواني، في مقال نشرته أسبوعية «صبح صادق» التي يصدرها «الحرس»: «ما هو دور خاتمي وموسوي وكروبي في هذا الانقلاب؟ اذا كانوا العناصر الرئيسية للثورة الناعمة في ايران، وهم كذلك، فإننا نتوقع من القضاء والاستخبارات تعقبهم واعتقالهم ومحاكمتهم ومعاقبتهم، لإخماد نيران هذه المؤامرة». وفي السياق ذاته، نقلت وكالة «مهر» عن الجنرال مسعود جزائري مساعد رئيس الأركان للشؤون الثقافية والدعائية دعوته الى «الاستفادة من تجارب إحباط محاولة الانقلاب الناعم الأميركي – البريطاني». وقال: «بعد فشل خطة الانقلاب الأخضر في ايران، بدأت العناصر الرئيسية الأجنبية والعناصر الموجودة خلف الستار في الداخل، تخطط لمرحلة ما بعد الانقلاب، والسيناريو التالي للانقلابيين وُضع على جدول أعمالهم الآن». وتوقع «تصاعد الحرب النفسية ضد الجمهورية الإسلامية»، مشدداً على «ضرورة مراقبة عمل بعض السفارات الأجنبية، وسن قوانين للتصدي للتجسس الحديث والمبرمج». واعتبر ان «للاستجابة لمطالب الشعب بمحاكمة القادة الرئيسيين لأعمال الشغب الأخيرة، دوراً مؤثراً في المواكبة العامة لإحباط المؤامرات المحتملة مستقبلاً». جاء ذلك فيما يخطط نواب محافظون لتقديم شكوى ضد موسوي، معتبرين انه «القوة الدافعة وراء الاضطرابات الانتخابية»، كما أوردت وسائل إعلام إيرانية. ونقلت قناة «برس تي في» عن النائب محمد كريمي- راد وهو عضو في لجنة الأمن القومي قوله: «نتابع الشكوى ضد موسوي وستُسلم هذه الرسالة قريباً الى القضاء، بحيث تُتخذ الإجراءات القانونية ويتم إحضار مثيري الشغب أمام القضاء». لكن النائب الإصلاحي علي اكبر أوليا اعتبر الحديث عن الشكوى «دعائياً». وأكد ان أي اشارة الى محاكمة شخصيات اصلاحية، هي مجرد «إشاعات» يطلقها «متطرفون». وقال: «بدل ترويج اشاعات مماثلة، نحتاج للعمل من اجل اعادة القانون والأمن الى البلاد». في الوقت ذاته، نقلت صحيفة «اعتماد ملي» الإصلاحية عن الرئيس محمود، خلال لقائه متطوعي «الحرس الثوري» (الباسيج) في مدينة مشهد الاسبوع الماضي: : «فلتجرِ مراسم أداء اليمين الدستورية، ثم سأمسك بهم (الاصلاحيين) من عنقهم وأضرب رؤوسهم بالسقف». وقال نجاد في «نادي المراسلين» لمناسبة يوم الصحافي إن «عدداً من وسائل الإعلام افادت بأني كنت أشير الى خصومي، لكنني كنت اشير في الواقع الى القوى المستأسدة والتي تتدخل» في شؤون ايران. وأضاف: «حتى بعد إبلاغهم بخطئهم، واصلوا حربهم النفسية ضد الحكومة الجديدة». واعتبر ان «القوى المتغطرسة ونظام الهيمنة ومن خلال الممارسة الدعائية وبث الأخبار الكاذبة، تقلب الحقائق وتصوّر أسوأ الفاسدين أبطالاً، وأفضل الناس مفسدين ومهمشين». وأكد ان «منطق الشعب الإيراني لا يُقهر».