«كتيبة الخنساء» التي تقودها «أم المهاجر» التونسية والمؤلفة من عشرات النسوة الملثمات المسلحات بتسليح يراوح بين الخفيف والمتوسط، بعضهن مدربات على العمليات الخاصة يعملن بشكل منظم في مقابل أقل من 200 دولار، إضافة إلى إنشاء كتيبة «أم الريان»، وهذه الكتائب مثلت ضرورات ملحة لحماية التنظيم من هجمات شنها أفراد بلباس نسائي، كما حدث من استهداف لحاجزي «المشلب» و«السباهية» في شباط (فبراير) 2014، ومحاكاة لكتائب نسائية شكلتها فصائل الثورة السورية مثل كتيبة «أمنا عائشة» الحلبية و«بنات الوليد» الحمصية، إضافة إلى القوة المضافة التي تمثلها المقاتلات الكرديات في صفوف ما يسمى «وحدات حماية الشعب الكردي»، والتي تصل إلى ما يزيد على 25 في المئة من تعداد التنظيم، إضافة إلى آلاف المجندات في قوات البيشمركة الكردية العراقية. ومن الجدير ذكره أن تشكيل المليشيات النسائية المسلحة لم يقتصر على «داعش» أو كتائب الثورة السورية، فقد استعان نظام بشار الأسد في حربه ضد المعارضة بكتيبة نسائية أطلق عليهن مسمى «لبوات الدفاع الوطني». تتركز مهمات الكتائب النسائية المسلحة بتفتيش النسوة العابرات على حواجز التنظيم، وإدارة السجون النسائية، وتطبيق الحدود الشرعية على النساء، ويتعدى الأمر ذلك بالمشاركة في نقل المقاتلين والعتاد والسيارات المفخخة إلى مواقع تنفيذ العمليات وشن الهجمات القتالية. قصص تلك النسوة بكل ما فيها من عنف ودموية تعلن انتهاء زمن الحرائر وخلق أجيال جديدة من الزوجات والأمهات المقاتلات اللواتي لسن أقل عنفاً ودموية من أمراء التنظيم الذين يظهرون في عشرات المقاطع المصورة مفاخرين بجز الرؤوس، ولا أدل على ذلك من إعلان خديجة داري البريطانية ذات 22 عاماً رغبتها أن تكون أول امرأة تجز رأس بريطاني أو أميركي. النخاسة وأشياء أخرى لم يكد العالم يستوعب صدمة عرض أبوبكر شيكاو زعيم تنظيم «بوكو حرام» في نيجيريا بيع ما يزيد على 200 طالبة كسبايا في نيسان (أبريل) 2014 بعد اختطافهن من إحدى مدارس شمال البلاد تطبيقاً ل«شرع الله»، حتى استقبل العالم صدمة أخرى لمشاهد سوق مئات النساء الإيزيديات والمسيحيات في شمال العراق إلى أسواق النخاسة ليتم بيعهن فعلياً كسبايا في مزادات علنية في مقابل مبالغ مالية لا تتجاوز ألف دولار بعد تخييرهن بين الإسلام ودفع الجزية. كان دور المرأة الداعشية في هذا المشهد غير الإنساني الأكثر بشاعة، إذ ظهرت مشاركة في مشهد اقتياد «السبايا» قبل أن يتم بيعهن كجوارٍ. لم يكن ما سبق الجريمة الوحيدة التي ترتكبها الداعشيات ضد بنات جنسهن في ظل القرار الصادر عن التنظيم بختان نحو 4 ملايين فتاة وامرأة عراقية واقعة ضمن الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم بحجة إبعادهن عن «الفسق» و«الرذيلة»، وهو إن تم تنفيذه فعلياً فسيكون ضمن مهمات النساء الداعشيات. في انقياد غير محدود تنفذ المرأة الداعشية أوامر وفتاوى التنظيم، التي تقع الكثير منها ضد بنات جنسها، ما يخلق حالات جديرة بالدراسة والتحليل العميق، لمعرفة أسباب قيام المرأة الداعشية بقهر بنات جنسها وإذلالهن بتلك الطريقة التي شاهدها العالم.