أحياناً يبدو لي أن بعض المحللين والنقاد لا يعون ما يقولونه عندما يصفون حالة معينة ستحدث مستقبلاً، لا خلاف على التوقع بحسب المعطيات، فهذا الأمر بديهي، ونستخدمه في نواحٍ من حياتنا ليست الرياضة فقط، لكن اطلاق الأوصاف ووضع السيناريوهات منذ الآن قبل انطلاق البطولة بشهور، هذا أقرب للتنجيم منه إلى التحليل! اتحدث عن النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا، فما أن توزعت الفرق على المجموعات الثماني، حتى قام بعض المحللين والنقاد حتى الوكالات العالمية التي يمثل رأيها صحافيون عرب، بإطلاق مسمى «مجموعة الموت» على المجموعة الرابعة التي تضم العين الإماراتي والهلال السعودي والريان القطري والاستقلال الإيراني. أتمنى من هؤلاء تقديم توضيح مقنع لهذه التسمية، إذا كانت مشكلتهم بأنهم يعيشون على ظلال التاريخ، ويغنون عليه، فالواقع يشير إلى أن المجموعة الرابعة لا يوجد فيها فريق بمستوى المنافس الأول العين الإماراتي من حيث المستوى الفني، أما على مستوى الإنجازات والاحصاءات فكل فرق المجموعة لم تعد منافسة على اللقب الآسيوي، أو حتى الأدوار النهائية... هذا ما يشير إليه الواقع! صحيح بأن العين حامل أول لقب لدوري أبطال آسيا، لكنه في السنوات الخمس الأخيرة لم يشارك سوى مرتين، لعب خلالها 13 مباراة، فاز منها ب5 مباريات، وتعادل في مباراتين وخسر 6 مباريات، سجل 16 هدفاً، ودخل مرماه 17 هدفاً. لكن ما يعول عليه زعيم الإمارات هو عودته بريقه البنفسجي، بالتالي هو الأقرب للتأهل كأول المجموعة وبسهولة. الريان القطري لا يحقق أي تقدم آسيوي طوال 10 سنوات الأخيرة، كما أنه في السنوات الخمس الأخيرة شارك مرتين في البطولة، ولم يتجاوز دور المجموعات، لعب 12 مباراة، فاز ب3 مباريات، وتعادل في واحدة وخسر 8 مباريات، وسجل 13 هدفاً، ودخل مرماه 20 هدفاً، وكما هو معروف لدينا لم يعد الرهيب منافساً قوياً على لقب دوري نجوم قطر، فكيف سيكون منافساً على اللقب الآسيوي؟ أرقام الهلال السعودي هي الأبرز في هذه المجموعة خلال السنوات الخمس الأخيرة، إذ شارك في 4 نسخ من البطولة، ولعب 34 مباراة، فاز ب17 مباراة، وتعادل في 9 مباريات وخسر 8 مباريات، وسجل 58 هدفاً، ودخل مرماه 39 هدفاً، لكن أين الزعيم الآن؟ لم تعد الفرق تخشاه، بل إن إدارته أعترفت بصعوبة تحقيق اللقب الآسيوي! أقصى ما وصل إليه الاستقلال الإيراني هو الوصول لدور ال16 مرتين من أصل 4 مشاركات خلال السنوات الخمس الأخيرة، لعب 28 مباراة، فاز ب10 مباريات، وتعادل بمثلها وخسر 8 مباريات، سجل 41 هدفاً، ودخل مرماه 32 هدفاً، هو منافس شرس في الدوري الإيراني، ولكنه ضعيف في المنافسة الآسيوية! إذاً... كيف نصف هذه المجموعة من الآن بأنها «مجموعة الموت»؟ بلا شك هي مجموعة قوية... فقط بالأسماء! أمامنا 79 يوماً من يدري كيف سيكون الوضع بعد ذلك؟ [email protected] mansourAD@