أطلقت الشرطة في بنغلادش الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية لتفريق محتجين مسلحين يسدون طرقاً في مناطق متفرقة من البلاد، في إطار حملة للمعارضة تطالب بتشكيل حكومة مستقلة للإشراف على الانتخابات العامة التي تجرى العام المقبل. وأعلنت السلطات إن اثنين قتلا وأصيب ما لا يقل عن 100 شخص. واحتجزت الشرطة عشرات النشطاء في مناطق متفرقة من البلاد. وقال شهود إن نشطاء من الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد تراشقوا بقنابل حارقة وهددوا باستخدام الأسلحة النارية. وأفادت الشرطة أن مؤيدي الحزب الوطني الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة البيغوم خالدة ضياء وحلفاءهم أضرموا النار في نحو 30 باصاً وشاحنة وسيارة في العاصمة دكا ومدن أخرى. وقال ضابط شرطة: «نحاول احتواء المعارك بين ناشطين والشرطة والتي أدت إلى منع حركة المرور وأجبرت السكان على الابتعاد عن الشوارع». وقال شهود إن الطريق السريع من العاصمة دكا إلى ميناء شيتاغونغ الرئيسي أصبح مهجوراً بعد نصب متاريس عليه. وأغلقت طرق أخرى في مناطق متفرقة من البلاد. وتسيطر على المشهد السياسي في بنغلادش منذ عشرات السنين خالدة ضياء ومنافستها رئيسة الوزراء الحالية الشيخة حسينة التي فجرت حملاتها الانتخابية اشتباكات عنيفة أدت أحياناً إلى تدخل الجيش. ويتوقع أن تخوض الاثنتان وهما في الستينات من العمر ورأست كل منهما حكومة بنغلادش مرتين، الانتخابات في نهاية عام 2013. ودعا الحزب الوطني إلى قطع الطرق أمس، لإجبار حكومة الشيخة حسينة على إعادة نظام يقضي بإجراء الانتخابات البرلمانية تحت إشراف حكومة تسيير أعمال غير حزبية بدلاً من أن يشرف عليها الحزب الذي يتولى السلطة. وأسقطت حكومة الشيخة حسينة البند الخاص بإشراف حكومة انتقالية على الانتخابات خلال تعديل دستوري العام الماضي. ويريد الحزب الوطني وحلفاؤه ومن بينهم الجماعة الإسلامية وهي أكبر حزب إسلامي في بنغلادش العودة إلى ذلك النظام تحسباً لما يعتبرونه محاولة من جانب حزب «رابطة عوامي» الذي تتزعمه رئيسة الوزراء لاختطاف نتائج الانتخابات. وفي عام 2007، اضطر الجيش إلى التدخل خلال مواجهة بين الحزبين الرئيسيين المتناحرين. وشكل الجيش حكومة انتقالية حين فشلت في ذلك الوقت حكومة يقودها الحزب الوطني في إجراء انتخابات جديدة لدى انتهاء التفويض الممنوح لها من جانب البرلمان. وأشرفت حكومة انتقالية بقيادة الجيش على انتخابات جديدة عام 2008.