لم يخطر على بال مشاهير سعوديين في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن يتلقوا "برقية" من مسؤول في بلادهم، لحضور عشاء خاص في فندق فخم، بغية "مشاورتهم" في قرار وزاري. "البرقية" التي وصلت إلى هؤلاء الشباب، من وزير العمل المهندس عادل محمد فقيه، حملت في طياتها رغبة الوزير في "دعم" القرار المثير للجدل (رفع كلفة العمالة الوافدة إلى 200 ريال شهرياً) وإيضاح الحقائق المتعلقة به، لما للمدعوين "من نشاط اجتماعي بارز، وتأثير كبير في توجهات الرأي العام"، بحسب نص دعوة الوزير. وما إن كشفت "الحياة" عن "الدعوة" في عددها السبت الماضي، بعنوان: "وزير العمل يستعين بنجوم تويتر لتسويق رفع رسوم العمالة" حتى تسيدت الدهشة موقف مئات من المغردين السعوديين، الذين خصصوا جزءاً كبيراً من تغريداتهم لقراءة "الدعوة" كل على طريقته، فغلب الاستغراب، والتأييد، والغضب، والتهكم، و"الأجندات الخاصة" على "الهاشتاقات" التي "شرحت" برقية الوزير. وكتب عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى الدكتور محمد البراك ( 99 ألف متابع): "لا يشترط أن تكون الرشوة مالا فقد تكون وجبة عشاء في فندق خمس نجوم". وأضاف: "دعم التغريب والاختلاط ، وسائل يستخدمها المسؤول الفاشل لتغطية فشله، وإشغال المواطنين بالرد عليها عن جوانب التقصير في إدارته" . ورد المهندس خالد العلكمي (35 ألف متابع) على تغريدة البراك قائلاً: "دعوة عشاء وزير العمل تحولت إلى تغريب، واختلاط، ورشوة!... لا حول ولا قوة إلا بالله". وتابع: "لا أفهم سبب كل هذا الاحتقان من تلبيتي لدعوة العشاء ؟!... سأذهب وأستمع وأنقل وجهة نظركم. ووالله لا مساومة على الحق". بعض المدعوين من مشاهير "تويتر" حاولوا تبديد مخاوف البعض من أن تغير هذه الدعوة من آرائهم، مؤكدين أنهم "شباب واعٍ بما فيه الكفاية"، فيما اختار آخرون عدم الالتفات للنقد الذي يوجه لهم فقط، لأن دعوة للحوار وصلتهم من جهة رسمية، وقرروا حزم نظرياتهم وأفكارهم والتوجه إلى "العشاء الخاص". وكتب رجل الأعمال خالد البواردي (55 ألف متابع):" الأخوة الذين اتهموا من سيحضر حفلة العشاء، لقد أجحفتم في حق أخوة كرام... الحضور والاستماع بحد ذاته ليس تهمة بل واجب على كل غيور"، مستطرداً: "لدينا شباب واعي ولن يخاطر بسمعته"، إلا إذا اقتنع بصحة القرار من عدمه". وتساءل في الوقت نفسه، عن "تكلفة العشاء في أغلى فنادق المملكة" معلقاً: "أي بند يا وزارة العمل ؟". وأبدى أحمد الجبرين (2620 متابع) وهو أحد المدعوين للعشاء، تفاؤله من الحوار مع الوزير، مؤكداً أن "صوت الأغلبية سوف يصل، وسوف يكون النقاش منقول على تويتر بكل شفافية وبدون تطبيل". فيما تمنى الكتاب الاقتصادي عبدالحميد العمري (76 ألف متابع) أن يكون "الهدف من هذه الدعوة الوصول إلى إعادة بناء وصياغة لسياسات الوزارة تجاه السوق"، وقال: "كثرة القرارات وتضاربها نتائجه ستؤدي لكوارث". وغرد ياسر المسفر (أكثر من 11 ألف متابع): " لنساعد شباب تويتر والمدونين المدعوين للعشاء، بوضع قائمة من الأسئلة التي تساعدنا على فهم القرار أو تصحيح الوضع". وعلى ما يبدو أن هذه الدعوة كانت في أعين بعض المغردين "شهادة نجاح كبيرة" علقها وزير العمل على جدار الإعلام الجديد، بعد "اعتراف رسمي" من الوزير بأن "صوتهم مؤثر على توجهات الرأي العام". وكتب رجل الأعمال خالد العمار (قرابة 48 ألف متابع): "عشاء الوزير يدل على فشل وزارة العمل في إقناع الناس بالطرق الإعلامية التقليدية، فلم يتبقى لها إلا الإعلام الجديد آخر قلعة!". وتابع: "أتمنى أن تشمل قائمة المدعوين مغردين من أصحاب المؤسسات الصغيرة ، كي يستمع الوزير لمعاناتهم مباشرة!". وأشار خالد العبودي (62 ألف متابع) إلى أن دعوة ناشطي "تويتر" لمناقشة تبعات قرار حكومي "شيء لم يكن معهود قبل ظهور تويتر"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة "بداية مرحلة جديدة في ثقافة المشاركة". وعلق رجل الأعمال بدر الراجحي (أكثر من 23 ألف متابع): "لقد كتبت قبل أيام أن وزير العمل ذكي جداً... إن عشاءه لنجوم تويتر لهي حنكة لا يوفق بها إلا رجل محنك". واعتبر الكاتب الاقتصادي شجاع البقمي (1500 متابع) أن ما يحدث "صراع بين وزارتي التجارة والعمل، فالأولى تستنجد بالتجار لحسم قضية رسوم العمالة الوافدة، والثانية تلجأ إلى مشاهير تويتر لتكسب المعركة".