في مواجهة الأزمة الاقتصادية، يتعين على الولاياتالمتحدة ان تركز على التعاون الدولي في مجال الرحلات المأهولة على المدى الطويل، وفق ما ترى اوساط علمية اميركية قلقة من النقص المزمن في الموارد المالية لوكالة الفضاء الاميركية «ناسا». وورد في تقرير نشرته الاكاديمية الاميركية للعلوم، ان «ناسا» لا تعاني فقط من نقص في التمويل البالغ 18 بليون دولار سنوياً والذي لا يكفي لانجازها مشاريعها، بل تعاني أيضاً نقصاً في الاجماع الوطني حول اهدافها. فالبعض يتمنى عودة الرحلات المأهولة الى القمر، كخطوة مرحلية على طريق إطلاق رحلات مأهولة الى المريخ، وفقاً للبرنامج الذي أعلنه في العام 2004 الرئيس السابق جورج بوش والذي ألغاه الرئيس باراك اوباما لارتفاع كلفته المالية. في المقابل يطمح اوباما الى ارسال رواد فضاء الى كويكب بحلول العام 2025 قبل الانتقال الى استكشاف المريخ بواسطة رحلات مأهولة بحلول العام 2030. الا ان وكالة الفضاء الاميركة لا تحظى بالتمويل الكافي لبلوغ اهدافها، وهو الامر الذي يشير الى نقص في الدعم والمساندة، وفق التقرير. ويقول الباحث البرت كارنسال: «المؤشرات قليلة حول وجود اجماع في «ناسا» والولاياتالمتحدة والعالم حول ارسال رحلة مأهولة بداية الى كويكب». ويوصي واضعو التقرير الرئيس الاميركي بأن «يبادر الى التوصل الى اجماع وطني بعد مشاورات تقنية مع الشركاء الدوليين المحتملين» بحيث «تجري موازنة بين قدرات «ناسا» وأهدافها». وأضاف واضعو التقرير ان «الاهداف الاستراتيجية ينبغي ان تكون طموحة، ولكن من الناحية التقنية ينبغي ان تكون واقعية، وان يجري العمل على المدى الطويل». ويقول جون لوغسدون المدير السابق لمعهد السياسات الفضائية في جامعة جورج واشنطن «الرسالة هي ان الولاياتالمتحدة عليها ان تتعاون بشكل وثيق مع الدول الاخرى لتحديد الاهداف المستقبلية في استكشاف الفضاء، في حال كانت تريد الحفاظ على موقع الريادة في مجال الفضاء». وألغت الولاياتالمتحدة في شباط (فبراير) الماضي مساهمتها البالغة بليون دولار في مشروع «اكزومارس» مع وكالة الفضاء الاوروبية لاسباب مالية، والذي يقضي بإرسال مسبارين الى المريخ في العام 2016 و2018 للبحث عن اي اثر للحياة. وقد استبدلت وكالة الفضاء الاوروبية وكالة «ناسا» بوكالة الفضاء الروسية في هذا المشروع. ويرى الباحث سكوت هوبارد أن «المشاريع المعقدة والعالية التكلفة مثل العودة الى القمر او ارسال اشخاص الى المريخ ينبغي أن تنفذ في اطار تعاون دولي». ويضيف ان محطة الفضاء الدولية التي تساهم فيها 16 دولة وتبلغ كلفتها 100 بليون دولار، هي نموذج على نجاح التعاون الدولي في مجال الفضاء. وكلفة المهمات الفضائية الدولية أعلى من تلك التي تقوم بها دولة منفردة، لكن التكلفة على كل من الدول المساهمة في مشروع فضائي مشترك تبقى اقل.