يسعى المسؤولون الإقتصاديون الأميركيون والأتراك إلى استكشاف طرق جديدة لتعزيز التجارة والإستثمار بين أكبر إقتصاد في العالم، والإقتصاد الأسرع نمواً. وأوضح مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الإقتصاد والأعمال خوسيه فرنانديز، أن محادثات لجنة الشراكة الإقتصادية الأميركية - التركية التاسعة تهدف إلى اغتنام «الفرص التجارية والإستثمارية الهائلة» المتاحة أمام الشركات الأميركية والتركية. وقال «نعتقد أن هذه الإمكانات مجتمعة يمكن أن ينتج منها بلايين الدولارات من الفرص التجارية والإستثمارية الجديدة بالنسبة للشركات الأميركية والتركية». ورأى نائب مساعد وزير الخارجية التركي للشؤون الإقتصادية، محمد كوجوك، أن الإقتصاد التركي ينمو بمعدل يتراوح بين ثمانية في المئة وتسعة في المئة سنوياً، وتتوقع «منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية» أن يسجل الإقتصاد التركي أسرع نمو في العالم بين عامي 2011 و2017. وقال: «يتمثل هدفنا في جعل إسطنبول مركزاً مالياً عالمياً، فقد بلغت قيمة سوق الأوراق المالية 200 بليون دولار ونحن نعمل في شكل وثيق مع نظرائنا الأميركيين حول مشروع إنشاء مركز إسطنبول المالي الدولي». وأضاف: «قطاع الطاقة التركي يشكل مجالاً للتعاون القوي بين الشركات من البلدين». وأضاف: «مشاريع خطوط الأنابيب الكبرى ستعزز دور تركيا كبلد عبور مهم ويعتمد عليه على محور إمدادات الطاقة من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب». ولفت إلى أن تركيا بدأت تزيد استخدامها للطاقة المائية وموارد الطاقة الهوائية والشمسية، بهدف تلبية 30 في المئة من حاجاتها الكهربائية من موارد الطاقة المتجددة بحلول العام المقبل. ووفقاً لفرنانديز، بلغت قيمة المبادلات التجارية بين الولاياتالمتحدة وتركيا 20 بليون دولار العام الماضي، في حين وصل إجمالي الإستثمارات الأميركية في تركيا إلى 1.4 بليون دولار. وأشار كوجوك إلى أن تركيا تستورد من الولاياتالمتحدة أكثر كثيراً مما تُصدّره إليها وهي ترغب في تصحيح هذا الخلل من خلال تعزيز الروابط المباشرة بين الشركات، ما سيمكن الشركات التركية من بيع المزيد في الخارج. وصرّح بأن «حجم التجارة الثنائية أدنى بكثير من امكاناتها الحقيقية. وبقدر ما نتمكن من تحرير التجارة، نصبح قادرين على تحقيق التوازن». ورأى فرنانديز وكوجوك أن مجال التعاون الواعد يكمن في مساعدة البلدان الأخرى. وقال الوزير التركي: «منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمر بمرحلة إنتقالية، وتحتاج شعوبها إلى أن نكون موجودين هناك لمساعدتها على تحقيق مستقبل أفضل». وجاء في تقرير «المجلس الأميركي للعلاقات الخارجية» الصادر في وقت سابق من هذه السنة، أن الإقتصاد التركي تقوده طبقة جريئة من رجال الأعمال تتحلّى بروح ريادة الأعمال، إذ أنها «تجول العالم وتذهب إلى أماكن مثل أفريقيا التي لم تعمل فيها تركيا من قبل». وجاء في التقرير «إذاً هذه هي تركيا التي تنفتح فعلاً وتمسي أكثر نشاطاً في العالم، حيث يتبوأ قطاع الأعمال والنشاط التجاري فيها موقع الطليعة».