توقعت الشركتان الأميركيتان، «سيمانتك» و»نورتون» التابعة لها، في بيان، أن تكون الإمارات هدفاً للجرائم الإلكترونية التي تستهدف المستخدمين من الشركات، أو المستخدمين العاديين، نظراً إلى الانتشار السريع والمتزايد للإنترنت واستخدام برامج مقرصنة أو غير مرخّصة، ما يجعل عمليات الاختراق أكثر ربحية في حال نجاحها. وأفاد تقرير أصدرته شركة «نورتون» عن الجرائم الإلكترونية، بأن 1.5 مليون مستخدم وقعوا ضحية الجرائم الإلكترونية في الإمارات خلال الأشهر ال 12 الأخيرة، ما كبّد المؤسسات والشركات خسائر مالية بلغت 1.5 بليون درهم إماراتي (422 مليون دولار) هذا العام. وتوقع أن تسبب الهجمات الإلكترونية مصاعب أكبر العام المقبل، نظراً إلى زيادة الأشكال الجديدة لهذه الهجمات، خصوصاً الهجمات التي تستهدف الأجهزة الخليوية والشبكات الاجتماعية. وتوقع مدير الإجراءات الأمنية والسحابية في «سيمانتك» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جاستن دو، في البيان زيادة مستمرة في الهجمات الموجّهة التي تستهدف الحكومات والشركات والأفراد خلال العام المقبل، إذ تقف وراء هذه الهجمات دوافع سياسية ومالية. وستشهد الإمارات، إلى جانب الجرائم الإلكترونية التقليدية، هجمات معقّدة تعود إلى النسبة المرتفعة من الأجهزة الخليوية التي يملكها كل فرد، علماً أن الجرائم الإلكترونية ارتفعت عالمياً بنسبة 81 في المئة هذا العام، مقارنة بالعام الماضي، ما يحتّم على المؤسسات في الشرق الأوسط توخّي الحذر والاهتمام بحماية معلوماتها، وفق التقرير. ورجحت «نورتون» ان تلعب الصراعات بين الدول والمنظمات والأفراد، دوراً جوهرياً في عالم الإنترنت، فالدول أو المجموعات المنظمة من الأفراد ستستمر في استخدام الإنترنت لإتلاف أو تدمير المعلومات، أو الأموال الآمنة، لأهدافهم. وتوقعت المؤسسة العالمية أن يشهد العام المقبل «استعراض قوى»، فالدول والمنظمات، وحتى المجموعات من الأفراد، أصبحت تستعين بقراصنة الكمبيوتر لإظهار مدى قوتها وإرسال رسائل ذات أهداف ومعانٍ واضحة. وكانت الشركة صنّفت الإمارات العام الماضي، من بين أكثر الدول تعرّضاً للرسائل الإلكترونية المزعجة (سبام) على مستوى العالم، إذ بلغت نسبة هذه الرسائل 73 في المئة من الرسائل. وشهد العام الجاري وقوع 46 في المئة من مستخدمي الشبكات الاجتماعية في الإمارات ضحايا للجرائم الإلكترونية، وهي مرتفعة مقارنة بالنسبة العالمية التي بلغت 39 في المئة. وفاقت نسبة الرسائل المزعجة الواردة إلى الإمارات خلال الأشهر الستة الأخيرة، متوسطها الشهري. ويمكن ربط النسبة المرتفعة للرسائل المزعجة بتركيز المتخصصين في الجرائم الإلكترونية على الإمارات. وبدأت موجة برامج مكافحة الفيروسات الوهمية بالتلاشي مع ظهور الأحكام الجنائية الخاصة بهذا النوع من النشاطات الإجرامية عبر الإنترنت، إلا أن نوعاً جديداً من البرمجيات الخبيثة الأقوى يُدعى ransomware بدأ بالظهور. وتتجاوز هذه البرمجيات عملية القيام بخداع الضحايا التقليدية للوصول إلى حدّّ الإخافة والترهيب. ويتوقع أن يبدأ مجرمو الإنترنت باستخدام سبل محجوبة أكثر مهَنية، تصل إلى حد استفزاز ضحاياهم واستخدام الأساليب التي تجعل من الصعب استعادة البيانات بعد معالجة البرنامج وإزالته.