أكد رئيس مجلس المجمع الفقهي المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن الدورة ال21 للمجمع الفقهي الإسلامي تهتم بالشؤون الأسرية للوصول إلى تحقيق سنة النبي الكريم في ذلك. ولفت آل الشيخ خلال افتتاح الدورة المنعقدة أعمالها في مكةالمكرمة أمس، إلى أن رأي الجماعة أهم من رأي الواحد ويجب على علماء الأمة تبيين أن النقص ليس في الشريعة بل في فهم البشر، وعليهم أن يوضحوا أن هذه الشريعة صالحة لأي زمان وقادرة على حل كل المشكلات، وقال: «في هذه الأيام يمر العالم بمنحنى ومصائب، ونرجو من الله أن يوفق المسلمين للحق وأن ينصرهم أجمع». بدوره، أعلن الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي الدكتور صالح المرزوقي عن مصادقة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي على انضمام تسعة أعضاء جدد إلى مجلس المجمع الفقهي، إضافة إلى إقامة مؤتمرين علميين هذا العام وهي المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها في إندونيسيا، ومؤتمر الانحرافات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة. ويناقش مجموعة من العلماء والفقهاء والخبراء المشاركين في فعاليات الدورة اليوم مواضيع عدة تتركز حول زكاة الدين المؤجل في المعاملات المالية المعاصرة، مدة انتظار المفقود، وندوة الأسرة المسلمة والتحديات المعاصرة على مدى 10 جلسات تدور حول عدد من المحاور أبرزها مكانة الأسرة المسلمة ومسؤولياتها والمقاصد الشرعية منها. كما سيتطرق العلماء خلال الجلسات إلى التحديات المعاصرة للأسرة المسلمة وحلولها، إيقاف العلاج عن المريض الميؤوس من حياته، تزويج القاصرات، مدى حق الولي في ما يتعلق بمرض موليه، إخبار الطبيب لأحد الزوجين بنتائج الفحوص الطبية مما له أثر على الطرف الآخر، فيما سيركز الخبراء على مسألة «أكثر مدة الحمل» وهو الموضوع الشائك بين علماء الدين والطب والقانون، إذ يقول بعضهم أن مدة الحمل تمتد من سنتين وتصل إلى أربع أو خمس سنوات عند بعض أهل العلم من مختلف المذاهب، الأمر الذي أكد الطب أنه يستحيل أن يبقى الطفل في مشيمته أكثر من 330 يوماً. من جهته، أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن الفتن هي أخطر التحديات التي عاودت الظهور مجدداً في ظل المستجدات العالمية وأن أعظمها خطراً هي فتنة التكفير والدعوات الطائفية، موضحاً أن التحدي الأكبر هو التصدي لها ودحرها وهي مهمة جليلة لعلماء مجمع الفقه الإسلامي. وأوضح خادم الحرمين الشريفين في كلمة ألقاها نيابة عنه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أن المتغيرات السياسية والثقافية والضبابية من أكثر الأمور التي تسهم في تغيير ثوابتنا الإسلامية، لتصبح الحاجة ملحة لتأطير الثابت وتأصيله لترشيد مسيرة الأمة، وتوجيه شبابها خاصة إلى كيفية الاستفادة من المعطيات الحضارية للعلوم والثقافات، تحت مظلة الحفاظ على ثواب الإسلام.