اعتصم المئات أمام قصر «الاتحادية» الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة بعد ليلة حاصر فيها عشرات الآلاف القصر، ما أجبر ضيوف الرئيس محمد مرسي من المشاركين في الحوار الذي دعا إليه أمس، ومسؤولاً دولياً على الدخول من باب جانبي. وبدا أن قرار المعارضة الاعتصام أمام القصر استفز «الإخوان» الذين لوحوا إلى الحشد مجدداً في الشارع لدعم الرئيس. وافترش المئات الأرصفة المحيطة بالقصر ونصبوا خياماً فيها وباتوا ليلتهم بجوار أسواره وفي مقابله، مصرين على حقهم في الاعتصام بعدما هاجم «الإخوان» اعتصاماً سابقاً لهم فضوه بالقوة. وعلّق المعتصمون لافتة كبيرة بالقرب من بوابة القصر الرئيسة كتبوا عليها: «الشعب يريد إسقاط النظام... ارحل يا مرسي». وأعادت القوات المسلحة نصب جدار خرساني في شارع الميرغني الرئيسي المؤدي إلى القصر من ناحية نادي هليوبوليس لمنع المتظاهرين من استمرار التدفق ناحيته، ولوحظ أن القوات المسلحة زادت من ارتفاع السور هذه المرة بعدما تمكن المتظاهرون من اعتلائه والوصول إلى القصر مساء الجمعة. وساد الهدوء محيط القصر أمس، فيما انخرط المعتصمون في رسم لوحات الغرافيتي على أسوار القصر ونددوا بمرسي وجماعة «الإخوان المسلمين» التي كان سبق أن طمسها «الإخوان» بعد فضّهم الاعتصام السابق. ونالت الجدران التي توارى خلفها القصر مقداراً من سخرية رسّامي الغرافيتي. وتجمّع عشرات المتظاهرين أمام البوابة الرئيسة للقصر التي تمترست أمامها قوات الأمن المركزي، وظلوا يرددون (الشعب يريد إسقاط النظام). وشهد محيط القصر إجراءات أمنية مكثفة لتأمين دخول المشاركين في الحوار الذي دعا إليه الرئيس وضيوف الرئيس. وتمركزت دبابات ومدرعات تابعة للحرس الجمهوري خلف الجدران الإسمنتية والأسلاك الشائكة، كما انتشرت عناصر أمنية في الشوارع المحيطة بالقصر. وكان مرسي استقبل رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فوك ييريميتش في حضور وزير الخارجية محمد كامل عمرو. وفى ميدان التحرير، واصل المئات اعتصامهم، وأغلق بعضهم مجمع التحرير الذي يضم مصالح حكومية عدة، احتجاجاً على اعتصام الإسلاميين في محيط المحكمة الدستورية العليا. ونصب متظاهرون أسلاكاً شائكة على مداخل المجمع لمنع العاملين والمواطنين من دخوله، ما أدى إلى حدوث بعض المناوشات البسيطة بين الجانبين. كما واصل مئات الإسلاميين اعتصامهم أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، وشكلوا لجاناً شعبية في محيط الاعتصام للتأكد من هوية المارة ما أدى إلى وقوع مناوشات واحتكاكات بين أفراد تلك اللجان وبعض العاملين في مدينة الإنتاج الإعلامي لمطالبة المعتصمين الموظفين بإبراز هوياتهم وتفتيشهم. كذلك تجمع مئات الإسلاميين أمام مسجد الرحمن الرحيم في طريق صلاح سالم تأييداً للرئيس مرسي، متوعدين معتصمي الاتحادية بردعهم إن لم يفكوا اعتصامهم. في غضون ذلك، لم يستبعد الناطق باسم جماعة «الإخوان» الدكتور محمود غزلان تنظيم الجماعة تحركات شعبية في الشارع على غرار مليونية الإسلاميين في ميدان «نهضة مصر» أمام جامعة القاهرة. ودافع غزلان عن نزول «الإخوان» إلى قصر الاتحادية وفضّهم اعتصام المعارضة. وقال: «قرارنا بالنزول إلى الاتحادية كان صائباً، وهو امتداد للثورة لأن هناك من يريد قتلها وقدمنا 8 شهداء، ولن نبخل بتقديم المزيد حتى لا يقهر أحد إرادة الشعب ودفاعاً عن الشرعية». واعتبر أن الملايين الذين نزلوا في مليونية ميدان النهضة هم دليل على أن مؤيدي الرئيس أكثر من معارضيه، مشيراً إلى أن الجماعة تدرس الدعوة إلى مليونية أخرى خلال الأيام المقبلة.