قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس ان استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية ضد معارضيها سيكون «جريمة مشينة». واضاف، خلال مؤتمر صحافي بعد زيارة مخيم للاجئين السوريين في مدينة الاصلاحية التركية الحدودية: «تلقينا في الفترة الاخيرة معلومات منذرة تفيد بأن الحكومة السورية تستعد لاستخدام أسلحة كيماوية. ليست لدينا تأكيدات بهذا الصدد لكن اذا حصل ذلك، ستكون عندنا جريمة مشينة في نظر الانسانية». وتؤكد السلطات السورية انها لن تلجأ الى هذه الاسلحة. وجدّد بان أمس نداءه لوقف اعمال العنف في سورية. وقال: «انا هنا ايضاً لأقول للعالم انه ينبغي وقف المجزرة في سورية. ادعو الاطراف كافة خصوصا الحكومة الى وقف المذبحة». واضاف: «ادعو الاسرة الدولية بإلحاح، خصوصاً مجلس الامن الدولي الى البقاء موحداً والعمل بصورة حاسمة لإنهاء هذه الازمة». ودعا المجلس الوطني السوري أمس العالم الى التحرك قبل وقوع «كارثة» استخدام النظام للأسلحة الكيماوية، وقال: «اننا نطلب من دول العالم ان تتحرك قبل وقوع الكارثة لا بعدها، نطلب منهم التحرك على الفور لمواجهة هذا السفاح». وأضاف: «نطلب افعالاً لا اقوالا فقط، نطلب تحركاً جدياً لا تحذيرات فحسب». وأكد ان «الشعب السوري لن ينسى ولن يرحم كل من يأمر باستخدام اسلحة الدمار الشامل وكل من يشارك في تنفيذ الجريمة وكل من سيتحرك فقط بعد وقوعها». وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بحثت في الموضوع مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في دبلن. وقال مسؤول اميركي ان الطرفين شددا على «ضرورة مواصلة توجيه رسائل حول الخط الاحمر الذي يجب عدم تجاوزه»، والمتمثل باستخدام او فقدان السيطرة على الاسلحة الكيماوية. وفي موسكو قال سفير روسيا لدى حلف شمال الاطلسي الكسندر غروتشكو في تصريح نقلته وكالات الانباء الروسية ان سورية اكدت انه ليست لديها «أي نية» باستخدام اسلحة كيماوية في مواجهة تقدم المقاتلين لمعارضين، رداً على اسئلة وجهتها اليها موسكو. وقال السفير: «ليست لدينا معلومات تفيد بوجود خطط لاستخدام الاسلحة الكيماوية» من قبل النظام السوري. واضاف: «نحن نتابع الوضع عن كثب». وتابع ان السوريين «ردوا بوضوح انهم لا يخططون بتاتاً لاستخدام الاسلحة الكيماوية وانها جميعها تخضع لرقابة مشددة». وتزايدت الشكوك لدى الدول الغربية في الفترة الاخيرة من لجوء الرئيس الاسد الى الاسلحة الكيماوية في النزاع المستمر في بلاده منذ 20 شهراً، مترافقة مع تحذيرات من اتخاذ خطوات عملية في حال اقدامه على ذلك. يُشار الى ان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا قال الخميس ان بلاده «قلقة جدا» من هذا الاحتمال بعد معلومات عن قيام نظام الاسد بتجميع المكونات الضرورية لتجهيز الاسلحة الكيماوية بغاز السارين. ورداً على سؤال الاربعاء في بروكسيل حول الموضوع، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انها «ليست المرة الاولى» التي يتم فيها ترويج مثل هذه الاشاعات. واعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الخميس ان التحذيرات الدولية من هذا الامر «مواقف مسرحية»، مؤكداً انه «لو كانت هناك أسلحة كيماوية فلن تستخدم ضد شعبنا السوري». ودعت كلينتون أمس في بلفاست، كل من لهم نفوذ في سورية الى العمل معاً. وقالت خلال مؤتمر صحافي ان «كل من له نفوذ اياً كان على العملية من بيننا، اي تاثير على النظام او على المعارضة، عليه ان يعمل الى جانب المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي بهدف القيام بعمل مشترك صادق، لرؤية ما هو ممكن».