لليوم الثالث على التوالي، واصلت الأسر المنتجة عرض حصادها في مهرجان «الكليجا الخامس» الذي يقام حالياً في بريدة، إذ عرضت عشرات الأسر آخر ما توصلت إليه في مجال المهن الحرفية وعرض منتجات الأكلات الشعبية القديمة، أملاً في حصاد القيمة المالية لمنتجاتها التي تعتبر مصدر رزقها الوحيد. ودخل فن الرسم كشكل من أشكال الفنون المعروضة في المهرجان لهذا العام. وتقول الفنانة التشكيلية السعودية وجدان الفضل إن مشاركتها في المهرجان هذا العام ستكون الانطلاقة إلى عالم الفن الاحترافي. وأضافت الفضل في حديث إلى «الحياة»: «لوحاتي نالت إعجاب من شاهدها، ودلّت على أن الرسامة السعودية تملك خيالاً واسعاً، وأنها نجحت في وضع بصمتها المميزة على الساحة الفنية، بفضل تفهم المجتمع لهذا الفن، واعتبار الرسامين السعوديين محترفين، إضافة إلى أن مثل مهرجان «الكليجا»، بوابتي نحو الاحتراف، فهي المشاركة الأولى بالنسبة إليّ، ولن تكون الأخيرة». وتابعت: «تميزت بالرسم في المرحلة الابتدائية، وتلقيت التشجيع من معلماتي خلال المشاركة بالمسابقات المدرسية التي كان لها أثر كبير في تنمية موهبتي، وما جذبني للرسم هو الشعور بالتحدي في رسم الأشياء بتفاصيلها الدقيقة، سواء بالشكل أم بالألوان أم الملمس، وكذلك الشغف والحماسة عند تعلم أساليب جديدة أو حديثة بالنسبة إليّ، وأيضاً الشعور بالمتعة عند الانتهاء أو الوصول إلى الهدف من رسم اللوحة، ولديّ معملي الخاص في المنزل، فأنا أقضي فيه وقتاً طويلاً انتظر الوظيفة، لكنها لن تجعلني أتوقف، فلا يتوقف الفنان عند نقطة معينة، خصوصاً أنني أجد تشجيعاً من أفراد أسرتي، لشعورهم بأني أمتلك إحساساً مختلفاً، فنظرتي إلى الأشياء من حولي دقيقة ومتعمقة، وهي حال الفنان التشكيلي الذي لا يرى الوردة كشكل ولون، بل كشعور حقيقي للجمال ولقدرة الخالق في تصويرها». وعن رأيها في الفنانات التشكيليات السعوديات، قالت: «المرأة السعودية استطاعت أن تصل إلى أعلى المراتب، وهو ما انعكس بطبيعة الحال على الرسامات السعوديات، اللاتي استطعن بفضل الاهتمام ومنح الفرص أن يبرزن بشكل كبير على الساحتين الخليجية والعربية، ولكن ما ينقصهن المتابعة الإعلامية الجادة لإنجازاتهن المستمرة». من جهته، قال المدير التنفيذي لمهرجان «الكليجا» الخامس فهد العييري، إن القائمين على المهرجان حريصون كل الحرص على منح وجدان وبقية الفنانات التشكيليات السعوديات الفرصة كاملة لإبراز تلك المواهب التي تكاد أن تندثر بسبب قلة الاهتمام. وأوضح أن هناك زيارات مرتبة لوفود عربية وأوروبية ستزور المهرجان، الذي يضم الحرف كالحياكة والغزل والمشغولات اليدوية والمأكولات الحديثة، والكليجا والمعمول والمأكولات الشعبية والبهارات والقرصان والمعجنات والتطريز والتجميل، كما ينظم الدورات التثقيفية النسائية المؤهلة لسوق العمل، والنقش والحناء، إلى جانب تعليم الماكياج والتجميل، وتنظيم الأفراح والحفلات والتصوير الفوتوغرافي، إضافة إلى تصاميم الأزياء وصناعة الحلويات وتصاميم الجرافيكس وتغليف الهدايا. ولم يفصح العييري عن القيمة الاقتصادية للسوق حتى الآن، وقال: «لا نزال في بداية المهرجان، والقيمة الاقتصادية سيتم الإعلان عنها في الأيام القليلة المقبلة». وتقول «أم راكان» إحدى السيدات المنتجات المشاركات في المهرجان، إن «المهرجان بات من مصادر الرزق لي ولأسرتي بتسويقي لمنتجاتي، وأتمنى أن يستمر هذا المهرجان على مدار العام، وأن يكون هناك مكان مخصص وثابت للأسر المنتجة». وأضافت: «تعلمت صناعة الكليجا قبل أكثر من 30 عاماً ولا أزال أصنعها، وباتت هي من أهم مصادر دخل أسرتي، إذ يتوافد الناس على بيتي لشراء الكليجا أو البهارات أو الحناء، وورثت ثلاث من بناتي هذه الصنعة مني، وأصبحن ماهرات في ابتكار طرق جديدة ومتطورة لصناعة حلوى القصيم الشهيرة (الكليجا)».