كشف جهاز الأمن والاستخبارات السوداني أن الخلية المتطرفة التي أوقفت أخيراً في محمية الدندر في وسط البلاد كانت تخطط لاستهداف رموز في الحكم ومصالح غربية وبعثات ديبلوماسية وأفراد من القوات الدولية في الخرطوم. وقال مدير الأمن والاستخبارات الفريق محمد عطا إن العمليات الأمنية نجحت في إجهاض عدد من عمليات التخريب ضد الدولة والمجتمع، وكان آخرها السيطرة على قاعدة للمتطرفين في حظيرة الدندر للحياة البرية، موضحاً أن 31 من العناصر الشبابية المتطرفة تجمعوا هناك، وأن بعضهم اشترك في جرائم سابقة وتدرّب على عمليات إرهابية تستهدف بعض رموز الحكم وبعض المصالح الغربية من بعثات ديبلوماسية وأفراد من القوات الدولية في الخرطوم والولايات. وأكد عطا ضبط كميات من الأسلحة والذخائر والمواد المعدة للتفجير وأجهزة اتصالات بحوزة المجموعة، مؤكداً اعتقال أفرادها بعد «ملحمة» خاضها منتسبون إلى جهاز الأمن وشرطة الحياة البرية وشرطة ولايتي القضارف وسنار. وتعهد مواصلة العمل على إحباط كل تحركات الجماعات الأصولية والمتطرفة في البلاد، وقال إن الجهاز امتلك تجربة رائدة وكبيرة في معالجة الغلو والتطرف، منوهاً إلى أن فكرة المراجعات الفكرية التي ابتدرها الجهاز أرست مبدأ جديداً من الحوار الفكري المثمر الذي اخرج كثيراً من «المغرر بهم» من دائرة التطرف إلى دائرة الاعتدال. وذكرت تقارير أن القاعدة التي دهمتها قوات الأمن في حظيرة الدندر كان يتدرب بها عشرات يتزعمهم الأستاذ الجامعي الدكتور أسامة أحمد عبدالسلام، وكانت المجموعة تتلقى تمويلاً من جماعات متطرفة في مالي والصومال. واعتقلت السلطات 25 منهم غالبيتهم تخرجوا من الجامعات، وفي حين فر خمسة آخرون. وقُتل ثلاثة أبرزهم الطبيب محمد حسن مباك حسن الذي تخرج في كلية الطب في جامعة الخرطوم العام الماضي. ونُقل المعتقلون أمس إلى الخرطوم لاستكمال التحقيق معهم توطئة لمحاكمتهم بتهم تصل عقوبتها إلى الإعدام والسجن المؤبد. وتحدثت معلومات عن سفر مجموعة من المتطرفين في وقت سابق إلى الصومال للقتال إلى جانب «حركة الشباب» وقتل نحو تسعة منهم هناك. وكانت السلطات أوقفت في الماضي عشرات المتشددين عقب عودتهم من الصومال والعراق، وأجرى معهم دعاة وفقهاء حواراً أفضى إلى إطلاقهم بعدما تخلّوا عن الغلو والتطرف، بحسب ما أُعلن في الخرطوم. إلى ذلك، كشف وزير الخارجية السوداني علي كرتي عن توقف بواخر عسكرية أميركية لساعات في ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر الشهر الماضي في زيارة غير معلنة، ووصف الأمر بأنه طبيعي بين الدول. وقلل من تأثير وصول بواخر عسكرية إيرانية وباكستانية للسودان على علاقة البلاد بغيرها من الدول، ونفى أي صلة بين وصول البواخر والاعتداء الإسرائيلي على مجمع اليرموك للصناعات العسكرية في الخرطوم أخيراً. وطالب برلمانيون، من جهتهم، بفك الارتباط الديبلوماسي بين السودان و «دول معادية» ومنع بواخرها العسكرية من الرسو في ميناء بورتسودان، والحد من تحركات القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم، وتحجيم العلاقات مع طهران وشككوا في جدوى العلاقة معها. لكن وزير الخارجية كرتي تحفّظ عن مطالب نواب بعدم التعامل مع أميركا، رافضاً اتهامهم لوزارة الخارجية بالتنازل عن كرامة السودان طمعاً في رضى الأميركيين. وقال: «إذا كان لديك عدو لا بد أن تضعه بين ناظريك حتى لا يأتيك الغدر من الخلف». وزاد: «من الضروري ألا نتوقع الكثير من أميركا لكن التواصل مع العدو يساعدنا على معرفته». وفي سياق آخر، أكد تقرير برلماني أن منظومة رادارات الدفاع الجوي السوداني تعود إلى عام 1971 وتعمل يدوياً بنحو يسّر اختراق إسرائيل للأجواء السودانية، وأكد حاجة البلاد إلى 24 بليون يورو لتطوير منظومة الدفاع الجوي. وأكد رئيس لجنة الأمن والدفاع محمد الحسن الأمين إجازة تقرير اللجنة بالغالبية باستثناء أصوات قال إنها «معارضة معروفة»، مشيراً إلى أن النواب اقتنعوا بالمبررات التي ساقها وزير الدفاع في شأن قصف مصنع اليرموك من دون أن تعترضه الدفاعات الجوية، ورفض تحميل الوزير مسؤولية قصف المصنع. من جهة أخرى، قال الجيش السوداني إنه أحبط مخططاً لتحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» استهدف قصف الفاشر كبرى مدن دارفور، صباح أمس الأربعاء، من على بعد 25 كلم. وأكد وقوع مواجهات مع مقاتلي الجبهة أسفرت عن مقتل وإصابة متمردين والاستيلاء على عتاد عسكري. وقال قائد الفرقة السادسة في الجيش ومقرها الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، اللواء الركن تاج الدين أحمد إن مجموعة من متمردي تحالف «الجبهة الثورية السودانية» التي تتألف من حركات التمرد في دارفور و «الحركة الشعبية - الشمال» أعدت صواريخ وراجمات لقصف الفاشر «من أجل ترويع المواطنين». وذكر خلال احتفال جماهيري أن قوة من الجيش نصبت مكمناً لعناصر التمرد ووقعت اشتباكات بين الطرفين تمكنت خلالها قوة الجيش من قتل اثنين من المتمردين وإصابة ثالث، والاستيلاء على سيارتين وراجمة صواريخ و29 صاروخاً كانت معدة للقصف في منطقة حلة الشيخ التي تبعد 14 كيلومتراً غرب الفاشر. إلى ذلك، سقطت أمس طائرة عسكرية تتبع للجيش من دون طيار في ضاحية الثورة في أم درمان غرب الخرطوم. ولم يسفر عن ذلك أي أضرار. وفي شأن آخر، قال شقيق مدير جهاز الأمن والاستخبارات السابق، الفريق صلاح عبدالله «قوش»، المعتقل على ذمة التحقيق في محاولة انقلاب لإطاحة حكم الرئيس عمر البشير، إن شقيقه خضع إلى عملية استكشافية في القلب، مؤكداً انه «في صحة جيدة حالياً». ويأتي هذا بعد أسبوع من نقل مدير الاستخبارات السابق من محبسه إلى مستشفى يتبع إلى جهاز الأمن ومنه إلى مستشفى خاص حيث خضع إلى عملية. وصلاح «قوش» أبرز المعتقلين على ذمة المحاولة الانقلابية التي أعلنت السلطات إحباطها في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وطاولت الاعتقالات 13 من كبار ضباط الجيش والأمن من الإسلاميين. وأقيل «قوش» من إدارة جهاز الأمن في آب (أغسطس) 2009 قبل أن يعيّن مستشاراً رئاسياً لشؤون الأمن القومي ويُقال مجدداً في نيسان (أبريل) 2011.