في الوقت الذي تضرب فيه الأزمة المالية العالمية بقوة مختلف اقتصادات العالم، بدت سوق الطائرات الخاصة في السعودية غير متأثرة بتلك الأزمة، إذ لم تؤثر الأزمة بحسب خبراء ومسؤولين في هذا القطاع في الطلب على الطائرات الخاصة، لأن طبقة معينة هي التي تستخدمها، إضافة إلى توافر الخدمات الأرضية لها. ووفقاً لهؤلاء، فإن سوق الطائرات الخاصة في السعودية أصبحت سوقاً كبيرة، ويوجد تنافس بين شركات خدمات الطائرات لتقديم الخدمات المطلوبة، من تدريب خاص لأطقم قائدي الطائرات ومهندسي الصيانة في الخارج. ويقول مدير تطوير الأعمال في الشركة العربية لخدمة الطائرات المحدودة (عرباسكو) عماد غبار إن شركته لا تمتلك طائرات خاصة، بل تقدم خدمات إدارة الطائرات لمالكيها، وهم من يقومون بشراء الطائرات ووضعها لدى الشركة ليتم صيانتها وإدارتها، والبعض منهم يطلب منا تأجير طائرته ليقلل من كلفة صيانتها الدورية عليه. وأضاف ل «الحياة» ان عدد الطائرات لدى الشركة غير ثابت ويتغير من وقت لآخر، ويبلغ حالياً 65 طائرة، ووصل عدد رحلات الطائرات الخاصة لدينا العام الماضي إلى 22 ألف رحلة، انطلقت من جدة 11499 رحلة، ومن الرياض 9900 رحلة، والباقي ما بين المدينة وينبع. وأشار غبار إلى أن عدد الشركات التي تقدم خدماتها للطائرات الخاصة في السعودية يبلغ 7 شركات، ويصل عدد الطائرات الخاصة لديها إلى 175 طائرة، وزاد عدد الطائرات الخاصة خلال العامين الأخيرين بنسبة 50 في المئة، بسبب انخفاض أسعار الطائرات من الدول المصنعة لها، وهي: أميركا وفرنسا والبرازيل، وتراوح التراجع بين 12 و18 في المئة، ويفضل البعض امتلاك طائرة خاصة مستعملة، لتراجع سعرها، و90 في المئة من مالكي ومستأجري الطائرات الخاصة في المملكة من السعوديين. وحول أسعار الطائرات الخاصة، قال مدير «عرباسكو» إن الأسعار تتوقف على حجم الطائرة ونوعها والخدمات المتوافرة فيها، فأصغر الطائرات (الهوكر) التي تتسع ل 6 أو 8 مقاعد يتراوح سعرها ما بين 10 إلى 12 مليون دولار، وتبلغ كلفة إيجار الساعة الواحدة 4500 دولار، وتصل قيمة الطائرة «الببي جي» إلى 80 مليون دولار، وتوجد طائرات أخرى يصل سعرها إلى 125 مليون دولار. وبين غبار أن غالبية رحلات الطائرات الخاصة تتجه إلى دبي وبيروت والقاهرة والكويت ودول قارة أفريقيا، أما الرحلات للدول الغربية فمعظمها يكون لجنيف وباريس ولندن وواشنطن. وأوضح أن شركته وفّرت على ملاك الطائرات الخاصة السفر للخارج لعمل الصيانة لطائراتهم، ولديها 75 مهندساً مسؤولاً عن الصيانة، ويتم وضع خطة الصيانة عند شراء الطائرة وتكون مدتها خمس سنوات، وكلما زاد تحليق الطائرة ارتفع معدل الصيانة. وبشأن سعر إيجار الطائرات قال إنه يتوقف على الخدمات المتوافرة وحجمها ونوعها، فالطائرات الصغيرة يبلغ إيجارها 4500 دولار في الساعة، أما الكبيرة فتصل إلى 16 ألف دولار، ومن الخدمات المتوافرة للعميل وقود الطائرة والكابتنان ومساعداه وتصريح للهبوط، والخدمات الأخرى من صيانة الطائرة قبل تحليقها وتحديد الطعام المقدم خلال الرحلة.