أفادت منظمة الشفافية الدولية أمس بأن مصر تراجعت في قائمة عالمية خاصة بالفساد في المؤسسات الرسمية العام الماضي، مشيرة إلى أن انتفاضات «الربيع العربي» لم تسفر بعد عن عمل جاد لمكافحة الفساد في المنطقة. وفي المؤشر السنوي للفساد، أشارت المنظمة إلى أن مصر تراجعت ستة مراكز إلى المركز 118 من بين 176 دولة في ما يتعلق بمستويات الرشاوى وإساءة استغلال السلطة والتعاملات السرية التي ما زالت مستوياتها مرتفعة في أكبر دول العالم العربي سكاناً. وقال كريستوف فيلكه، مدير الشفافية الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، لوكالة «رويترز»: «نعلم أن مشاعر الإحباط من الفساد جعلت الناس يخرجون إلى الشوارع في العالم العربي. ولاحظنا أن الدول التي وقع فيها تغيير كبير، ما زالت تسعى جاهدة إلى وضع أنظمة جديدة للحكم. وهذا يتضح من هذه الأرقام. فالأمل لم يتحول بعد إلى حقيقة في صورة برامج أكثر جدية لمكافحة الفساد». وأظهرت قائمة بمؤسسات القطاع العام من المنظمة التي تتخذ برلين مقراً صورة مختلطة لدول شهدت اضطرابات في العام الماضي. وكلما ارتفع مركز البلد في هذه القائمة قل الفساد فيها. وتراجعت تونس مركزين إلى المركز 75 في حين أن المغرب الذي مر باضطرابات أقل خسر ثماني نقاط إلى 88 نقطة. وتدنى تصنيف سورية التي تشهد انتفاضة مسلحة 15 نقطة إلى 144 لكن ليبيا تمكنت من إحداث تحسن فارتفعت حصتها من 168 إلى 160 نقطة. اليونان وإيطاليا وأكدت منظمة الشفافية أن الفساد يطاول البلدان الأكثر تأثراً بالأزمة في منطقة اليورو، خصوصاً اليونان وإيطاليا، اللتين يتدهور تصنيفهما. وهذه السنة صنفت إيطاليا واليونان في المرتبتين 72 و94، إذ لم تحصلا سوى على 42 و36 نقطة، وتراجعتا بالتالي بمقدار ثلاثة مراتب و14 مرتبة قياساً إلى التصنيف السابق. وهكذا سجلت إيطاليا مستوى موازياً لتونس (41 نقطة) فيما تساوت اليونان مع كولومبيا. ومن بين البلدان التي تضررت أخيراً من أزمة الديون، حلت إرلندا في المرتبة 25 وإسبانيا 30 والبرتغال 33 بعد تسجيل مستويات تفوق 70 نقطة. وأوصت منظمة الشفافية مرة أخرى الاتحاد الأوروبي «بتكثيف الجهود لمواجهة الفساد داخل المؤسسات العامة». وتقاسمت الدنمارك وفنلندا ونيوزيلندا المرتبة الأولى للبلدان الأقل فساداً مع إحرازها 90 نقطة. وأتت اليابان وبريطانيا متساويتين في المرتبة 17 مباشرة أمام الولاياتالمتحدة التي تحتل المرتبة 19. وتقاسم الصومال وكوريا الشمالية وأفغانستان المركز الأخير. وظلت مصر متساوية مع جمهورية الدومنيكان والإكوادور وإندونيسيا ومدغشقر بحصولها على 32 نقطة. وما زالت روسيا (المرتبة 133 و28 نقطة) من بين الدول الأكثر فساداً في العالم بحسب منظمة الشفافية، لكن مرتبتها تحسنت في شكل طفيف بكسبها 10 مراتب منذ التقرير السابق. وحصل ثلثا البلدان ال 176 المصنفة على نتائج أدنى من 50 نقطة. وهذا يدل بحسب المنظمة على «وجوب أن تكون المؤسسات العامة أكثر شفافية».