اختتمت الخميس الماضي الندوة السنوية لمعهد أكسفورد لدراسات الطاقة، وأدار الندوة رئيس شركة الكويت للنفط السابق نادر سلطان. وتحدث رئيس الشرف للمعهد روبير مابرو عن أعمال الندوة التي استغرقت أسبوعين وتبقى النقاشات فيها بعيدة عن الإعلام على نمط قوانين «شاتام هاوس». فقال إن أحد مواضيع النقاش بين المشاركين، أسعار النفط، وتساءل المشاركون حول أسباب تقلباتها صعوداً وهبوطاً، وتطرقوا إلى آلية تحديد سعر النفط في الأسواق... بحيث يحدّد سعر برميل النفط حالياً في الأسواق الآجلة وليس في الأسواق الحقيقية، ما يؤدي إلى مشاكل وتقلبات. وتابع مابرو «إن المشاركين تطرقوا أيضاً إلى موضوع البيئة والتغيُّر المناخي، لكن نتيجة التعامل مع التغيُّر المناخي ليست واضحة، مع الاستمرار في استهلاك النفط والفحم، فالفحم ليس مناسباً للحفاظ على البيئة، وحديث الحكومات حول ضرورة الحفاظ على البيئة لا يتلاءم دائماً مع ما ينفذه بعض هذه الحكومات في تحوّله إلى الفحم لأن سعر النفط ارتفع وسعر الفحم أنسب». وشغل موضوع البدائل عن النفط حيّزاً في الندوة ومنها الطاقة الذرية والشمس والهواء، ولم تسفر المناقشات عن نتائج واضحة بحسب مابرو، فمعظم المشاركين أيد الموضوع واعتبر دور البدائل محدوداً. وتكلم رئيس صندوق «أوبك» للتنمية السعودي سليمان الحربش، عن الفقر والطاقة. وقال يوجد بليونا فقيرٍ في العالم لا يمكنهم شراء الطاقة بأسعارها الحالية، وتطرق إلى دور المساعدات ومنها مساعدات صندوق «أوبك للتنمية». وأظهرت المناقشات بحسب مابرو أن دور وكالة الطاقة الدولية ليس مفهوماً فالوكالة تريد أن تنخفض أسعار النفط، لكن في الوقت ذاته تصدر تقارير تتحدث عن حصول شح في عرض النفط ولمدة طويلة، ما يرفع السعر خصوصاً عندما يزداد الطلب كثيراً وتتحدث عن نقص في تزويد الإمدادات لتأمين الطلب. كما توجد مؤسسات استشارية عالمية، منها الأميركية «سيرا» و«غولدمان ساكس» ووكالة الطاقة الدولية، كلها يتوقع عودة نمو الطلب فوراً بعد الأزمة الاقتصادية الحالية، فيرتفع السعر، وتساهم هذه الوكالات في ارتفاع الأسعار، علماً أن لا مبرر للارتفاع نتيجة ناحية العرض والطلب والإمدادات النفطية. وشرح مابرو أن ندوة دراسات الطاقة لأكسفورد عمرها 31 سنة، ميزتها الأساسية أن المشاركين فيها لا يتجاوزن 60 من حكومات وشركات عالمية، إلى تحقيق التوازن في التمثيل بين الدول المستهلكة للنفط والدول المنتجة والشركات. وتحدث في الجلسات المغلقة 38 محاضراً وقوّموا الأفكار. وعن أسعار النفط قال مابرو «إن الكلام الذي قاله العاهل السعودي الملك عبدالله عن مستوى 75 دولاراً سعراً للبرميل جيد للمستهلكين والمنتجين في الظرف الحالي». لكن تابع مابرو ليست هناك آلية لتثبيت هذا السعر في هذا المستوى. لذا يجب إحداث تغيير جذري في طريقة تحديد أسعار النفط، فالأسعار تحدد حالياً في السوق الآجلة وأسواق المال، وهذا خطأ ينبغي البحث عن بديل له. فالدول المنتجة لا تستطيع تحديد السعر لأنها وافقت على أن يتم تحديده في أسواق المال ولأجل، وينبغي وضع درس لآلية على أساس علمي أفضل لتحديد السعر. فهذه مسؤولية الجميع في النهاية ينبغي على أوبك أن تبدأ في درس هذا الموضوع في شكل معمق لوضع نظام جيد. وشارك في الجلسة الختامية رئيس «أرامكو – السعودية»، خالد الفالح وفريق أرامكو في هيوستن ولندن والظهران ونائب رئيس «أكسون» أندرو سويفر ووزير الطاقة الجزائري السابق نور الدين آيت الحسين ومسؤولون في قطاع الطاقة في دول «أوبك» ودول مستهلكة للنفط ووكالة الطاقة الدولية.