أجرى رئيس المجلس النيابي القبرصي ياناكيس اوميرو امس في بيروت، محادثات مع المسؤولين اللبنانيين وصفها ب «المثمرة»، كاشفاً عن ان «قبرص قدمت اقتراحاً للبنان من أجل التعاون بين البلدين لاستفادة مشتركة من الثروة الغازية في البحر في الخط الوسط بين البلدين». وكان المسؤول القبرصي قابل الرئيس اللبناني ميشال سليمان في قصر بعبدا، وتركز اللقاء، بحسب بيان للمكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، على «العلاقات الثنائية بين البلدين وتبادل الدعم والتأييد في المحافل الدولية وتنسيق المواقف لإتمام التفاهم الثنائي في موضوع النفط والغاز». كما أجرى محادثات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حضور سفير قبرص هومر مافروماتيس، بعدما التقى في مقر اقامته في فندق «لو غراي» وزير الخارجية عدنان منصور، وحضر اللقاء مع ميقاتي السفير القبرصي وعضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي. وتناول البحث التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات بين البلدين. وأجرى ايضاً محادثات مع نظيره اللبناني نبيه بري في مقر الأخير، في حضور السفير القبرصي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية عبد اللطيف الزين والنائب بزي. وعقد بري وأوميرو مؤتمراً صحافياً مشتركاً، فأشاد الاول ب «العلاقات التاريخية» التي تربط بين لبنان وقبرص، وقال: «هذه الزيارة بنظرنا وبنظر العلاقات البرلمانيّة لها أهداف عدّة، يكمن تلخيصها بأن للبنان بوابة على اوروبا، هي قبرص، وهي الآن رئيسة الاتحاد الاوروبي. ولبنان البوابة لقبرص على العالم العربي، بالإضافة الى الاكتشاف النفطي والغاز الموجود في البحر المشترك بيننا وبين جوارنا مع قبرص. ولدينا تفاهم بين البلدين، ولا مشكلة مع قبرص في هذا الاطار، ولكن لدينا مشكلة بالأطماع الاسرائيلية مع هذا الموضوع. وكنت اثرت اثناء زيارتي قبرص استعداد لبنان لمدّ قبرص بالمياه العذبة الموجودة في البحر اللبناني». وأشار بري الى ان البحث تركز ايضاً على «سبل ايجاد تعاون سياحي بين البلدين وايضاً في ما يتعلق بمحاولات مشتركة في البحر لنرى ماذا يوجد من سفن وبواخر غرقت سواء في الحرب العالمية او قديماً من البواخر الفينيقية والتي لها أهمية سياحية وعلى صعيد الآثار كبيرة جداً». وأشار المسؤول القبرصي إلى أن «كلا الشعبين اللبناني والقبرصي اوجدا سياسات جديدة ونهضة كبيرة جداً في المنطقة، وعلينا أن نبذل الجهود من أجل تطوير العلاقات بين البلدين، والمهم أن يناضل كلا البلدين من أجل المبادئ نفسها وهي الحرية والعدالة، وكلاهما يؤيدان القانون الدولي وحل المشاكل العالمية على أساس القانون الدولي». ودعا الى «استغلال الثروات الطبيعية القائمة في البحر بين البلدين مثل الغاز والمياه العذبة». وأيّد أوميرو «حقوق الشعوب العربية خصوصاً فلسطين من أجل إقامة الدولة الحرّة»، مرحّباً بقرار الأممالمتحدة «لرفع فلسطين إلى صفة دولة مراقبة وقبرص صوتت مثل لبنان لمصلحة القرار». وتمنى بري «قبل نهاية العام، كما وعد وزير الطاقة، ان تبدأ المناقصات او المزايدات، وبالتالي التحرك لاستخراج الغاز او النفط والا يكرر لبنان خطأ مشروع الليطاني». ولفت اوميرو الى ان بلاده «حلت الى حد ما مشكلة قلة المياه: اولاً لأن الحمد الله سقطت امطار كثيرة خلال السنوات الأخيرة وثانياً انتهى برنامج بناء سدود للمياه، وثالثاً أقمنا مصانع كثيرة لاستغلال مياه البحر. صحيح انها مكلفة جداً ولكن كان واجباً علينا ان نقوم بذلك».