شن الطيران الحربي السوري غارات جوية على مناطق في ريف دمشق، وسط استمرار القصف المدفعي والاشتباكات مع مقاتلين معارضين، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بريد الكتروني ان اشتباكات تدور بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في الغوطة الشرقية، بينما تتعرض بلدات ومدن دوما ورنكوس والسيدة زينب والزبداني وعربين وحرستا ومضايا وبيبلا ويلدا في ريف دمشق للقصف. وكانت الطائرات الحربية شنت غارتين على مدينة داريا جنوبدمشق صباح امس، في حين حلقت المقاتلات الحربية في سماء الغوطة الشرقية. وتحدث المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط بلدتي دير العصافير وبيت سحم في ريف العاصمة، مشيراً الى ان القوات النظامية تستقدم تعزيزات اليها. وسقطت قذائف هاون على المنطقة الواقعة بين حي برزة في شمال العاصمة ومدينة حرستا الى الشمال الشرقي منها مع تحليق للطيران الحربي، وفق المرصد. وتتعرض الاحياء الجنوبية للعاصمة لقصف مدفعي من القوات النظامية، وفق المرصد. وينعكس اشتداد المعارك العسكرية في ريف العاصمة على المقيمين فيها. وقالت ناشطة من دمشق عرفت عن نفسها باسم «ألكسيا» ل «فرانس برس» عبر سكايب ان «اصوات الانفجارات باتت اقرب واقوى يوماً بعد يوم». وأشارت الى ان اعداداً كبيرة من عائلات الريف لجأت الى دمشق «ما يؤثر على كل مناحي الحياة، من توفير الاغاثة الى النقل والاقامة والغداء والشراب». وفي حمص (وسط)، قتل 15 شخصاً، جراء تفجير في حي الحمرا في المدينة، وفق ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا)، من دون ان توضح طبيعة التفجير. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في المدينة قوله ان «التفجير الارهابي اسفر عن استشهاد 15 مواطناً واصابة 24 آخرين بجروح اصابات بعضهم خطيرة». وكان التلفزيون الرسمي اشار في معلومات اولية الى ان التفجير ناجم عن سيارة مفخخة. وأوضحت الوكالة ان التفجير وقع صباح امس في حي الحمرا في المدينة، وأدى الى «الحاق اضرار مادية كبيرة بالمباني السكنية والسيارات المركونة في الحي». من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ان الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة وأدى الى «استشهاد سبعة مواطنين على الاقل»، مشيراً الى ان العدد مرشح للارتفاع «بسبب وجود جرحى بحالة خطرة». وأظهرت اشرطة فيديو بثها ناشطون على شبكة الانترنت جانباً من الدمار الذي الحقه التفجير بالمكان. ويظهر في احد هذه الاشرطة دمار كبير جزئياً وجثة امرأة، بينما تشتعل بالقرب منها سيارتان تقفان على طرفي الشارع. وفي ختام الشريط ينادي احد الاشخاص «شيلوا (ارفعوا) الجثث معنا يا شباب»، بينما يحاول ازاحة الانقاض لإزالة جثة غطاها الركام في شكل شبه كامل. وفي شريط آخر تظهر سيارة محترقة وشبه مدمرة وقد انقلبت رأساً على عقب الى جانب رصيف شارع يملأه الحطام. ويتنقل المصور وسط جمع من الشبان الذين يعاينون الاضرار، حيث تبدو واجهة مبنى ملاصق للرصيف، وقد اصابها دمار كبير واحترقت اجزاء واسعة منها. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» ان المنطقة التي وقع فيها التفجير «خاضعة لسيطرة النظام الذي استعادها قبل اشهر بعدما سيطر عليها المقاتلون المعارضون». وشهدت حمص التي يعدها المقاتلون المعارضون «عاصمة الثورة»، علميات عسكرية واسعة من القوات النظامية لاستعادة مناطق سيطر عليها المعارضون. وما زالت بعض الاحياء في وسط المدينة ومناطق في ريفها، خاضعة للحصار وتتعرض للقصف في شكل مستمر. في حماة (وسط)، سيطر المقاتلون المعارضون على حاجز عسكري في عقرب بريف حماة وغنموا اسلحة وذخائر ودبابة، بحسب المرصد الذي افاد عن مقتل ثمانية مقاتلين جراء الاشتباكات والقصف على المنطقة. وفي محافظة حلب (شمال)، قتل ثمانية مقاتلين من جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة جراء غارة جوية بعد منتصف ليل السبت الاحد لدى محاولتهم اقتحام معامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب شرق حلب، وفق المرصد. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» الى ان هذه المعامل تابعة لوزارة الدفاع السورية «لكنها لا تقوم بأي تصنيع عسكري». كذلك، قال المرصد ان القوات النظامية «انسحبت من حاجز عسان الواقع بين جسر النيرب وجسر الشيخ سعيد» عند المدخل الجنوبي لمدينة حلب إثر اشتباكات مع المقاتلين المعارضين. وفي المدينة، قتل أربعة اشخاص جراء قصف من القوات النظامية على حيي السكري وبستان القصر (جنوب)، بحسب المرصد. وأشار المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل انحاء سورية، الى ان 49 شخصاً قتلوا امس جراء اعمال العنف في مناطق مختلفة، وذلك في حصيلة غير نهائية.