تعهد جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس»، في مقال نشره بمناسبة ذكرى مرور سنتين على نشره عشرات الآلاف من الوثائق الديبلوماسية والعسكرية الأميركية السرية، بمواصلة العمل ذاته، مدافعاً عن موقعه المثير للجدل. وكتب أسانج في تعليق بصحيفة «هافنغتن بوست»: «كشف موقعي الإلكتروني محاولات الولاياتالمتحدة لإخفاء فظائع، وقمع حكومات، والهيمنة على اقتصاد العالم، ورد الغرب بوصف ويكيليكس بأنه منظمة إرهابية، ما أدى إلى ردود فعل غير متكافئة من شخصيات سياسية ومؤسسات خاصة». وأضاف: «صحيح أن ما نشره ويكيليكس غيّر العالم، لكن واضح أن التغيير نحو الأفضل»، مشيراً إلى أنه «بعد سنتين، لم يلحق ضرر بأي شخص، لكن البرقيات فضحت مَن تلوثت يداه بالدماء». وأعلن أن تفاصيل عن مقتل مدنيين عراقيين أو عن فساد النظام التونسي «أجبرت القوات الأميركية على الانسحاب من العراق عام 2011، وساعد الثورة الشعبية في تونس التي انتقلت لاحقاً إلى بلدان عربية أخرى. كما أكدت البرقيات الديبلوماسية التي سربت معلومات صحافية عن شن الولاياتالمتحدة عمليات قصف سرية ضد ناشطين في باكستان وغارات جوية باستخدام طائرات بلا طيار في اليمن، بينما تخفي حكومتا البلدين الدور الأميركي». ورغم تنديد الإدارة الأميركية بنشاطه، أكد قرصان المعلوماتية الأسترالي أن موقعه لن يتوقف عن نشر مزيد من الوثائق السرية، وسيتصدى لمحاولات منع المدافعين عنه من تقديم مساهمات مالية عبر الإنترنت. وكان أسانج لجأ منذ 19 حزيران (يونيو) الماضي إلى سفارة الإكوادور في لندن، من أجل تجنب تسليمه للسويد التي تريد استجوابه في قضية اغتصاب ينفي تورطه بها. وهو يؤكد أن ترحيله إلى السويد سيؤدي إلى تسليمه في نهاية المطاف إلى الولاياتالمتحدة، حيث يمكن أن يواجه عقوبة الإعدام. وتحدث الرئيس الإكوادوري رافايل كوريا اول من امس، عن خطر تدهور الوضع الصحي والعقلي لأسانج، بسبب بقائه مسجوناً في مساحة ضيقة من دون أن يستطيع ممارسة الرياضة في الهواء الطلق. وأعلن انه تبلغ من سفيرة بلاده في لندن أن أسانج يعاني مشكلة رئوية «غير خطرة»، مشيراً إلى إمكان إجراء مفاوضات بين حكومته والحكومتين البريطانية والسويدية، من أجل الحصول على خروج آمن يسمح لأسانج بالذهاب إلى الإكوادور. وأضاف: «لا نتفاوض مع منظمات حقوق الإنسان، لكننا أجرينا محادثات دائمة. حل المشكلة موجود بين أيدي بريطانيا والسويد والسلطات القضائية الأوروبية، لأن محامي أسانج، بلتازار غارسون، بذل مساعي لدى كل الهيئات الأوروبية». وفي آب (أغسطس) الماضي، أغضب مسؤولون بريطانيون الإكوادور بالتلميح إلى انهم يستطيعون سحب الوضع الديبلوماسي من السفارة واقتحامها لاعتقال أسانج، لكنهم لم ينفذوا تهديدهم.