أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون استعداد بلادها لإجراء محادثات ثنائية في شأن البرنامج النووي الإيراني إذا كانت طهران «مستعدة دائماً»، واصفة هذا الملف ب «الأصعب» في إطار المهمات والقضايا التي تتولاها، نظراً ل «الأخطار التي يمثلها سلوك طهران والخطر الأكبر الذي ستشكله إيران المسلحة نووياً». وبموجب سياسة «المسارين»، تسعى الولاياتالمتحدة والدول الكبرى إلى التفاوض توصلاً لحل ديبلوماسي بالتزامن مع زيادتها تدريجاً العقوبات الاقتصادية على طهران في محاولة لإجبارها على التوصل لتفاهم. وفي حديث أمام مجموعة من المسؤولين والخبراء والديبلوماسيين من الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط، شددت كلينتون على ان إدارة الرئيس باراك باراك أوباما مستعدة لاجراء محادثات ثنائية مع إيران. وجددت كلينتون طرح مجموعة الدول الستة الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولاياتالمتحدة) استئناف المحادثات مع إيران في شأن برنامجها النووي، «إذا كانوا مستعدين دائماً للمشاركة». وعلى رغم عدم إعطاء تفاصيل، كشفت كلينتون أن المجموعة تحاول طرح اقتراح على إيران «يوضح أن الوقت ينفد أمامنا. علينا أن نكون جادين، فهذه هي الأمور التي نحن على استعداد لمناقشتها معكم ولكننا نتوقع المعاملة بالمثل». خيارات يذكر أن ديبلوماسيين اقترحوا في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي فرض قيود أكثر صرامة على برنامج إيران النووي في مقابل تخفيف العقوبات، في منهج طويل الأجل يهدف إلى التوصل لحل يسعون إليه منذ عشر سنين. وقد يكون من بين الخيارات أن يضع كل طرف على الطاولة الطلبات والمكافآت الممكنة في محاولة للخروج من المأزق على رغم استمرار التشكيك في شأن فرص إحراز انفراج قريب. على صعيد آخر، طالبت الولاياتالمتحدةإيران بإطلاق داعية حقوق الإنسان المحامية المسجونة نسرين سوتوده، وانتقدت بشدة سلطات طهران لأسلوب. وأعلنت فيكتوريا نولاند الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية أن التدهور السريع في صحة سوتوده (49 سنة)، مقلق للغاية، وأنها حرمت من الرعاية الطبية واحتجزت في حبس انفرادي. وقالت نولاند في بيان: «نطالب الحكومة الإيرانية بوقف تعاملها السيء الذي لا يطاق لسوتوده والإفراج عنها فوراً وعن أكثر من 30 سجينة سياسية أخرى معتقلات في سجن ايفين». وأضافت: «لا نزال قلقين على وضع سوتوده في ضوء تاريخ إيران من منع العلاج عن السجناء والسماح بموتهم بسبب الإضراب عن الطعام». وحصلت سوتوده أخيراً على جائزة ساخاروف لحقوق الإنسان وحرية العقيدة. وكانت اعتقلت في أيلول (سبتمبر) 2010 للاشتباه بنشرها دعاية والتآمر للإضرار بأمن الدولة، وتقضي حكماً بالسجن ست سنوات في حبس انفرادي. ودافعت سوتوده عن الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان، ومن بينهم شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، وزهرة بهرمي الهولندية-الإيرانية التي أعدمت شنقاً في كانون الثاني 2011 (يناير) بتهم تهريب مخدرات. وبدأت سوتوده إضراباً عن الطعام في 17 تشرين الأول، وفق الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران، التي أكدت أن سوتوده تحتج على حظر السفر الذي فرض على ابنتها وعلى تقييد السلطات لزيارات عائلتها.