واشنطن - ا ف ب - اعلن البيت الابيض الجمعة ان توم دونيلون مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون الامن القومي سيزور اسرائيل اعتبارا من السبت لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين حول عدد من الملفات بينها سوريا وايران. وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان "مستشار الامن القومي توم دونيلون سيزور اسرائيل من (السبت) 18 الى (الاثنين) 20 شباط (فبراير) لاجراء مشاورات مع مسؤولين اسرائيليين كبار حول ملفات عدة من بينها ايران وسورية ومسائل اخرى تتعلق بالامن في المنطقة". وجاء الاعلان عن هذه الزيارة بينما عبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون عن بعض التفاؤل بشأن احتمال عودة ايران الى المفاوضات مع الدول الست الكبرى في العالم. واضاف البيان ان زيارة دونيلون تندرج في سياق "المشاورات الدورية على اعلى مستوى بين الولاياتالمتحدة واسرائيل بما يتناسب مع شراكتنا المتينة والتزامنا الثابت بأمن اسرائيل". وتأتي هذه الزيارة وسط توتر شديد بين ايران واسرائيل التي اتهمت طهران بالوقوف وراء تفجيرات ومحاولات تفجير ضد دبلوماسييها. كما تأتي قبيل زيارة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مطلع اذار (مارس) الى الولاياتالمتحدة لاجراء محادثات مع الرئيس الاميركي باراك اوباما ستتركز على ما يبدو على الملف الايراني والاخفاق في استئناف المحادثات المباشرة بين مفاوضي الدولة العبرية والفلسطينيين. وخلال مؤتمر صحافي في واشنطن، وصفت كلينتون واشتون رسالة تسلمتها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي من ايران بانها "خطوة مهمة" بعد جمود طويل في المفاوضات مع طهران وتوتر شديد. وقالت اشتون "من الممكن ان تكون ايران مستعدة لبدء محادثات. سنواصل التباحث للتاكد مما اذا كان ما نراه صحيحاً حقاً". واضافت "لكنني التزم الحذر ومتفائلة في هذا الشأن"، بينما قالت كلينتون ان الجانب الاقتصادي من العقوبات يمكن ان يدفع ايران الى العودة الى طاولة المفاوضات. وعرض كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي في رسالة الى اشتون بتاريخ 14 شباط (فبراير) استئناف المباحثات بشان البرنامج النووي الايراني "في اسرع وقت". وتمثل اشتون مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) في المحادثات مع ايران. وكان سعيد جليلي يرد على رسالة بعثت بها كاثرين اشتون في تشرين الاول/اكتوبر الماضي لاستئناف المفاوضات اكدت فيها انه لا يمكن التوصل الى حل الا بالتركيز على "القضية الاساسية وهي المخاوف المتعلقة بطبيعة" البرنامج النووي الايراني. وتحدثت كلينتون عن نقاط ايجابية في الرسالة لكنها قالت ان الدول الست تحتاج الى مزيد من الوقت لدراسة الرسالة. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية "اعتقد انه من العدل القول (...) اننا نعتقد انها خطوة مهمة ونرحب بالرسالة". واضافت "كما قالت كاتي (اشتون) في رسالتها الى ايران في تشرين الاول/اكتوبر، اي حوار مع ايران يجب ان يبدأ بمباحثات حول برنامجها النووي ورد ايران على رسالة كاتي يشير الى انها اخذت علما بذلك وقبلت به". وقال جليلي في رسالته انه يرحب بما قالته اشتون في الرسالة عن "احترام حق جمهورية ايران الاسلامية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية بما يتطابق مع اتفاقية حظر الانتشار النووي". واضاف "لا شك انه بالتزام بهذه الفكرة، يمكن بدء محادثاتنا حول المسألة النووية الايرانية للتعاون التي تستند الى مبادىء الخطوة خطوة والتعامل بالمثل". واكدت اشتون ان رسالتها لا تتضمن "شروطا مسبقة او تحديدا لما سنتحدث عنه". الا ان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند عبرت عن موقف اكثر تحفظا بتحذيرها من "انطلاقة خاطئة" للمفاوضات مع ايران. وقالت ان "مفاوضات جرت ومنيت بالفشل واخرى استغرقت وقتا طويلا من دون بلوغ ما يتوقعه المجتمع الدولي ليطمئن" في شان الملف النووي الايراني. من جهة اخرى، اكدت كلينتون في المؤتمر الصحافي نفسه ان "الجهود للضغط على النظام السوري وعزله ولدعم المعارضة ومساعدة الشعب السوري ستتواصل". ورحبت كلينتون بالقرار الذي اتخذته الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس وتضمن ادانة للقمع في سورية، مشيدة بهذا "التوافق الدولي الواسع" على مطالبة النظام السوري بوقف قمعه. ويطالب القرار بوضع حد للهجمات على السكان المدنيين ويدعم جهود الجامعة العربية لضمان مرحلة انتقالية ديموقراطية في سورية، ويدعو الى تسمية موفد خاص للامم المتحدة الى سورية.