ربما من البديهي أن يجد كل مدرب جديد صعوبة بالغة في تغيير حظوظ فريق يعاني، لكن الأصعب عندما يتسلم المدرب مهمة تدريب فريق يملكه الثري الروسي رومان أبراموفيتش، بل إن المدرب الإسباني رفائيل بينيتيز سيواجه المستحيل في مهمته الجديدة، خصوصاً أن مشجعي البلوز أعلنوا صراحة رفضهم له. كان القرار المفاجئ بإقالة المدرب صاحب الشعبية روبرتو دي ماتيو صدمة لمشجعي تشلسي، كونه بكل بساطة قاد الفريق إلى إحراز أبرز إنجاز في تاريخه بفوزه بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، لكن الصدمة الأكبر جاءت بإعلان النادي تعيين مدرب ليفربول السابق بينيتيز، الذي كان شوكة في حلق تشلسي مورينيو، حتى أنه في كثير من الأحيان كان ينتقد جماهير البلوز «المزعجة»، ومن هنا جاءت صيحات «جماهير تشلسي لا تنسى»، ورفعت لافتات «بروبرتو نحن نثق ونعشق... وبرافا لن نثق أبداً... حقيقة»... و«رافا آوت»، وهذا كله قبل أول مباراة خاضها بنيتيز مدرباً ضد مانشستر سيتي، ليدرك حجم المهمة الكبيرة المنصبة على عاتقه، وهو ما قاده الى الرد بديبلوماسية: «للأسف أسمع التعليقات وأقرأ اللافتات... الجماهير لها حق التعبير عن رأيها بحرية، لكنني مدرب محترف... عندما كنت في ليفربول كان عليّ الدفاع عن فريقي ولاعبي فريقي، لكن اليوم أنا مدرب لتشلسي وستعي الجماهير أن عليها مساندة فريقها وتأييده». يذكر أن المالك الروسي دفع أكثر من 86 مليون جنيه استرليني منذ العام 2003 على فك عقود مدربين من أنديتهم، وعلى دفع تعويض مدربين أقالهم، وبنيتيز هو المدرب التاسع في حقبة المالك الروسي، وهو عدد المدربين نفسه الذين مروا على مانشستر يونايتد منذ العام 1937، والمبلغ المدفوع هو أكبر مما خصصه ايفرتون على ضم نجوم جدد للفريق منذ بداية الدرجة الممتازة عام 1992. ويملك بنيتيز فرصة بأن يصبح أول مدرب في تاريخ اللعبة يحرز بطولة كأس العالم للأندية بأقصر فترة زمنية تدريبية ممكنة، عندما يشارك تشلسي في المسابقة في طوكيو بعد نحو أسبوعين، إذ أحرز بينيتيز لقب هذه المسابقة في 2010 مع انتر ميلان، وبعدها أقيل مباشرة، ولم يدرب بعدها قط. عقد بينيتيز يمتد حتى نهاية الموسم، وبحسب المعطيات، فإنه لن يطول أكثر من هذه المدة، على رغم أن ثقته وتفاؤله الكبيران يأملان بمدة أطول، وهو يقول: «الجماهير ستدرك ما هو دوري مع الفريق، وستتغير وجهة نظرها بتحقيقنا نتائج إيجابية وبعضاً من الألقاب... لأن هذا هو الأهم لنادي تشلسي».