إذا لم تكن ذاكرتي القرائية معطوبة، فوزارة الإسكان دخلت في طور صمت نسبي، فنحن لا نعرف أين أصبحت مشاريع الإسكان الجديدة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين؟ وكم أُنفق من 250 بليون ريال؟ وكم بقي منه؟ وكم موقعاً تم تسلمه فعلياً؟ وكم موقع آخر تعثر تسلمه، ولماذا تعثر؟ ومن المسؤول عن تأخيره، وكم نسبة الإنجاز في المواقع التي تم تسلمها؟ نحتاج من وزارة الإسكان إلى جدول إيضاحي دقيق يجيب عن الأسئلة أعلاه. ليس فقط لأن الموضوع حاجة شعبية ملحّة استجابت لها الإرادة المَلَكية، على رغم أن ذلك يكفي، لكن لأن إفصاحاتها تقطع الطريق على فئات عدة سلبية التفكير، سيئة النوايا، مثل من يعطل تسلمها للمواقع، أو من يدير دفة الرأي العام الاقتصادي العقاري تحديداً إلى مصالحه، متكئاً على ضبابية تحيط بمشاريع الإسكان. إفصاحات الوزارة وبدقة ستغير من خريطة السوق العقارية، ومن خلفها أحلام السكن، وطموحات الاستثمار للكثيرين من الناس، وهي أيضاً ستسهم في تنظيم الناس لرغباتهم ما بين الاختيار بين قروض صندوق التنمية العقارية، وبين الوحدات السكنية الجاهزة. أيضاً الإعلان الواضح بإنجازات وعقبات مشاريع الإسكان يساعد البلديات والأمانات على تطوير آليات منح الأراضي، ويساعد الحكومة على تركيز اتجاه مشاريع البنية التحتية، ويساعد التعليم على تحديد حاجاته المستقبلية، والصحة كذلك، بل وكل الجهات المختلفة، إذا كان ثمة مَنْ يخطط للمستقبل في أي منها. لو فعلت الوزارة ذلك بوضوح ودقة وصراحة ستساعد الناس على التخطيط لحياتهم، فالمسكن المستأجر يستهلك في المتوسط ثلث الدخل للمواطن متوسط الدخل، وأكثر من ذلك لأصحاب الدخل المتدني، وكثير من الناس في مرحلة عمرية أو عائلية تحتم عليه اتخاذ قرار المسكن بأي صيغة أو طريقة. نعلم أن الأرض لن تكون مفروشة بالحرير أمام الوزارة، فكل ما يحقق مصالح عامة الناس، يصطدم أحيانا بمصالح أخرى لقلة، تظل دوماً مستفيدة من الوضع العقاري والإسكاني في البلاد، لكن إفصاحات الوزارة ربما ساعدتها على إزالة عقبات معينة، ولا سيما أن هذا الملف متفق على أهميته الاستراتيجية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، فهو نقلة تنموية تاريخية سجلها قائد البلاد في تاريخها. لا بد من تحريك الساكن، وعودة الحماسة التي ابتدأت بها الوزارة، ووزيرها، ولا بد من أن نرى عناوين توضح لنا أين أصبحنا بالضبط، وأين سنصبح خلال السنوات الثلاث المقبلة، وكيف ستكون الحال على المديين المتوسط والطويل. [email protected] @mohamdalyami