منذ حادثة «انفجار شاحنة الغاز» الواقعة أسفل جسر المعيزيلة شرق الرياض، وسكان الأحياء القريبة وموظفو الحرس الوطني يعانون أشد المعاناة من الفوضى المرورية بالقرب من موقع الحادثة. لا ننسى بداية أن نقدر الجهد الذي قامت به الجهات الأمنية المختصة ونشكرها على ذلك، ومنها الإدارة العامة للمرور، إلا أن إغلاق التقاطع أسفل الجسر في البداية، ثم عمل التحويلات بعد بدء العمل في الجسر، نتج عنه اختناق مروري في أكثر من شارع وطريق بالقرب من الجسر. أن يقتصر الازدحام المروري على المنطقة المجاورة للجسر، فهذا مقبول، وفعلاً هذا ما يحدث للقادمين من طريق خريص ويريدون التوجه جنوباً باتجاه مستشفى الملك فهد للحرس الوطني، أو للقادمين من طريق الشيخ جابر الصباح الذين يريدون التوجه شرقاً إلى طريق خريص، لكن الأمر غير المقبول هو أن تمتد الفوضى المرورية على طول طريق الشيخ جابر حتى جسر الفحص الدوري، بل وحتى بداية حي المونسية، ولا أدل على ذلك من إغلاق معظم الشوارع المؤدية إلى طريق الشيخ جابر وتحديداً القادمين من حيي الخليج والنهضة. الأمر نفسه ينطبق على شارع سلمان الفارسي، إذ ازدادت الحركة المرورية فيه منذ الحادثة، فمعظم من كان يسلك طريق جابر فضل الذهاب إلى منزله أو عمله عبر شارع سلمان الفارسي. إذن المرور لم يحل المشكلة حلاً جذرياً، هو فقط تعمد نقلها إلى شوارع أخرى، وبدلاً من حصر المشكلة والتعامل معها، أخطأ ووسع نطاقها وتضاعف السائقون والسكان المتأثرون بها. هذه للأسف حلولنا دائماً. ما الجديد؟ الاقتراح الأمثل في رأيي هو تحويل شارع سلمان الفارسي إلى طريق بلا إشارات، خصوصاً أن الشوارع التي تتقاطع معه ليست شوارع بالغة الأهمية، وبذلك نفك الاختناق المروري الواقع فيه، كما ننتظر من إدارة مرور الرياض تقليل الإشارات المرورية غير المهمة على طريق الشيخ جابر، وبعد ذلك نفكر في أي حل، وأنا متأكد أن آثاره ستكون أقل سلبية مما يعيشه سكان الأحياء الشرقية من الرياض حالياً.