تناقش فتاة سعودية قضايا مجتمعها عموماً ومشكلات المرأة في بلادها خصوصاً، من خلال برنامج «نون النسوة» عبر موقع «يوتيوب»، إذ تنتقد حال الفتيات «الكول» في السعودية. ولم تبث من برنامج «نون السنوة» سوى ثلاث حلقات، لا تتجاوز مدة الواحدة منها 5 دقائق، لكنها حقّقت مشاهدات عالية، ووصل عدد مشاهدي الحلقة الأولى من البرنامج إلى 700 ألف مشاهد. تقول مقدمة «نون النسوة» هتون قاضي عن فكرة البرنامج: «بدأت التدوين قبل عامين ب «ماما في الزمن الكول»، وألقيت الضوء في مدوّنتي على معظم شخصيات المجتمع الكول بمبالغة ساخرة، واستكملتها ببرنامج «نون النسوة» الذي يعرض على يوتيوب». وتضيف أن معنى «الكول» هو التباهي بالمظاهر الخارجية التي تتلخص معظمها في طريقة الحديث والكماليات من حقائب باهظة الثمن وما ترتديه النساء، مشيرةً إلى أن سبب توجهها إلى هذا النوع من البرامج يعود إلى نقص في معالجة المواضيع النسائية، «وبما أن لدي رؤية وهدفاً لبرنامجي حصلت على تشجيع ممن هم حولي وأقدمت على التجربة». وتؤكد أنها ليست مُصلحة اجتماعية بقولها: «وجدت أن شراء أشياء تحمل أسماء تجارية مهمة مقابل مبالغ باهظة منتشر بكثرة في مجتمعاتنا خلال الأعوام الأخيرة، ما أوجد ظاهرة خطرة لتقويم الفتيات بعضهن لبعض بسعر ما يرتدينه، فمن تحمل حقيبة بألف ريال هي تساوي قيمة حقيبتها. وهناك فتيات غير قادرات مادياً يحاولن الدخول إلى عالم شراء الماركات، إذ تتكلف الواحدة منهن حتى تتماشى مع المجتمع المحيط». وتتناول حلقات برنامج «نون النسوة» الدلال الزائد للفتيات في المجتمع. وتكتب هتون قاضي نصوص حلقاته وتستعين بفريق البرنامج للتعديل، معترفةً بأن الحلقة الثانية التي طرحت فيها قضية طريقة تعامل الفتيات مع أمهاتهن في «المجتمع الكول»، لم تنجح من ناحية عدد المشاهدات، إلا أن الموضوع كان مميزاً: «كتبت النص على عجالة خلال رحلتي بالقطار من شيفيلد إلى لندن في إنكلترا، فلم أعطِه الوقت الكافي في الكتابة». لا تتوقع قاضي استمرار ظاهرة «الكَولنة»، إذ ترى أنها لا تخص مدينة سعودية بعينها أو مجتمعاً بحد ذاته. كما أنها لم تنظر إلى الشهرة، لأن الموضوع بالنسبة إليها مجرد هواية ومتعة، «لأنني أعيش في بريطانيا لم أشعر بالشهرة بعد. همي فقط رسم الضحكة على شفاه المشاهدين، ولا أطمح إلى تغيير المجتمع، ولكني أتناول المواضيع لمعالجتها بطريقة غير مباشرة، فأنا لا أحمل عصا سحرية للتغيير، لأن أنماط الشخصيات التي أتناولها موجودة بالفعل، وأتلمس مكامن النقد وأعرضها بسخرية وتهكم. وفي اعتقادي أن مجرد الضحك على ما يقال يستطيع من خلاله الشخص أن يتراجع عما يفعل»، لافتةً إلى أن التعليقات البناءة تؤثر في أدائها وكتابة الأفكار وعرض النصوص، أما التعليقات الأخرى فلا تعنيها. وأكدت أنها إنسانة بسيطة جداً، «أفعل ما يمتعني وما يفيدني ويفيد مجتمعي، ولا أعتبر نفسي مشروع كاتبة روايات، لأن نفَسي قصير، علماً أن هناك قصصاً قصيرة من تأليفي منشورة في مدوّنتي الإلكترونية».