لندن، كانبيرا - أ ف ب، رويترز، يو بي أي - أعلن القائد المقبل للجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز أمس، ان التزام بلاده في افغانستان قد يستمر بين 30 و40 سنة، متعهداً تطوير دور الجيش البريطاني على المدى المتوسط فقط قبل تمهيد الطريق أمام مساعدة الافغان على حكم بلادهم عبر تعزيز التنمية واصلاح قطاع الامن. وقال الجنرال ريتشاردز الذي سيتسلم مهماته نهاية الشهر الجاري لمجلة «تايمز»: «لا يملك الحلف الاطلسي (ناتو) أي فرصة للانسحاب كلياً من افغانستان قبل اكتمال جاهزية قوات الامن الافغانية، ويجب ان تضطلع بريطانيا بدورها في هذا البلد حتى عام 2050». واضاف: «مثلما حصل في العراق لا يعني خروجنا العسكري من افغانستان تخلينا عن المنطقة، علماً اننا لن نرتكب مجدداً خطأ الانسحاب من البلاد كما حصل بعد دحر الاحتلال السوفياتي عن اراضيها عام 1989». جاء ذلك غداة مقتل 3 جنود بريطانيين بانفجار قنبلية زرعت على جانب طريق لدى مرور آليتهم جنوبافغانستان، ما رفع الى 195 عدد القتلى في صفوف القوات البريطانية منذ نهاية العام 2001. وكان استطلاع للرأي أجرته «تايمز» الشهر الماضي اظهر رغبة ثلثي المستفتين البريطانيين في انسحاب القوات البريطانية في أفغانستان على الفور أو خلال سنة. وصرح وزير الدفاع في حكومة الظل البريطانية ليام فوكس بانه لا يمكن تحمل وجود القوات البريطانية في أفغانستان لمدة تراوح بين 30 و40 سنة، معتبراً ان أي خطوة من هذا النوع تتطلب إعادة تفكير بالسياسة الخارجية والأمنية، علماً ان الحملة العسكرية البريطانية في أفغانستان كلفت دافعي الضرائب البريطانيين حتى الآن أكثر من 8.4 بليون دولار. ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الأسترالية جرح ثلاثة جنود أستراليين في تفجيرين بأفغانستان. وقال قائد العمليات المشتركة الأسترالي الجنرال مارك إيفانز إن «العبوات الناسفة تشكل خطراً يومياً على الجنود، وهو السلاح المفضل لدى المتمردين الذين يريدون عرقلة الانتخابات الرئاسية المقررة 20 الشهر الجاري». وأفادت تقارير اعلامية اخيراً بأن أستراليا ستسحب قواتها بحلول العام 2012، لكن إيفانز أكد ان وزارة الدفاع الاسترالية تنفي أي انسحاب في هذا التاريخ. على صعيد آخر، اعلنت قيادة الحلف الاطلسي ان قوات تابعة لها تحقق في احتمال مقتل مدنيين اثنين من طريق الخطأ في ولاية ارزجان (جنوب). وأشارت في بيان الى أن قوات أفغانية وأخرى يقودها الحلف أطلقت قذائف مورتر على مقاتل، بعدما اشتبهت بأنه يتجسس على عملياتها قرب قاعدة للجيش الافغاني في اروزجان، لكن إحدى القذائف لم تسقط في المكان المستهدف. ويغضب سقوط قتلى مدنيين الافغان وحكومة الرئيس حميد كارزاي. وأصدر الجنرال ستانلي ماكريستال القائد الجديد للقوات الاميركية وقوات الحلف الاطلسي تعليمات جديدة الشهر الماضي بهدف الحد من قتل المدنيين في أفغانستان.