ارتفعت وتيرة الاتهامات ب«النصب والاحتيال» الموجهة إلى مكاتب ووكالات متخصصة في السفر والسياحة في دول عربية وأجنبية، مع بدء إجازة الصيف، من مواطنين أشاروا إلى «تنامي ظاهرة التحايل والغش». وتلقى هؤلاء المواطنون رسائل عبر بريدهم الإلكتروني تحمل عروضاً ترويجية عن تخفيضات على برامج سياحية وحجوزات في فنادق، إضافة إلى تذاكر سفر، قبل ان يتبين لهم أنها كانت «فخاً ومصيدة» على حد وصفهم. ولم يقتصر الأمر على الرسائل الإلكترونية، بل تعدتها إلى رسائل نصية قصيرة، وأيضاً اتصالات هاتفية، من أشخاص «مجهولين»، يقومون بالترويج لعروض «وهمية وغير صحيحة»، وتخفيضات «كبيرة جداً» تصل إلى 50 في المئة على رحلات الطيران والإقامة في الفنادق، وتنظيم «رحلات سياحية شاملة بأقل الأسعار». وترد معظم الرسائل الإلكترونية، والاتصالات الهاتفية، من أشخاص يدعون أنهم يعملون في فنادق وشركات ووكالات سفر عالمية في دول عربية وأجنبية، في محاولة لإقناع العميل بالحصول على بطاقات عضوية، يتمتع بموجبها بخصومات وتخفيضات «مُغرية» في فنادق عالمية في دول عدة تشهد إقبالاً كبيراً من السياح، وبخاصة من جانب الخليجيين. ووصف أشخاص وقعوا في هذه «المصيدة»، التخفيضات ب«الوهمية، وغير الصحيحة»، مضيفين أنها تكبد المشتركين فيها «خسائر مالية كبيرة». وقال مازن محمد، وهو أحد هواة السفر: «تلقيت منذ بدء الإجازة الصيفية، قبل نحو شهر، عشرات الرسائل الإلكترونية في بريدي، وكذلك النصية القصيرة عبر جوالي، وهذا يتكرر كل عام، إذ تسعى هذه المكاتب إلى اصطياد السياح الخليجيين عموماً، وبخاصة السعوديين خلال العطلة الصيفية، التي تشهد إقبال الكثيرين على السفر الى الخارج، للهروب من الأجواء الحارة». وتلقى مازن قبل نحو عامين، اتصالاً دولياً من موظفة تعمل في مكتب سياحي في إحدى الدول العربية، مشيراً الى أنها حاولت إقناعه بقبول عرض لصالح أحد الفنادق «الشهيرة من فئة الخمس نجوم»، مضيفاً أنه «بعد قبولي العرض طلبت مني رقم بطاقتي الائتمانية، وقامت بسحب مبلغ ألف ريال، على أن تصلني بطاقة العضوية خلال أيام، ولكنني فوجئت بعدم وصولها حتى بعد مرور شهر من الاتصال»، لافتاً إلى أنه حاول الاتصال على الرقم ذاته، إلا أنه وجده غير صحيح. ويضيف «شككت بداية ان في الأمر خدعة ما، وتأكدت من ذلك حين أبلغني أحد الأصدقاء أنه تعرض إلى الحيلة ذاتها، بأن الرقم يرسل ولا يستقبل، بعد أن قام بالاتصال به غير مرة من دون فائدة، وتأكد من أنها ليست سوى حيلة، للحصول على مبلغ من المال». وحذرت شركات الطيران ومكاتب السفر والسياحة في السعودية والخليج المسافرين، من التعرض إلى هذه الحيل وتصديقها. وقال عبد الرحمن سعيد الذي يدير أحد المكاتب السياحية: «إن هذه العروض يتم الترويج لها من جانب وكالات وشركات وهمية، في بعض البلدان، وتعمل في سوق السياحة تحت أسماء وكالات سفر وسياحة معروفة في المنطقة، بعقود من الباطن». كما دعت اللجان السياحية في الغرف التجارية الصناعية السعودية، المسافرين إلى الخارج، إلى «التأكد من مصداقية الإعلانات والعروض التي يتم التسويق لها من طريق المواقع الإلكترونية، أو الرسائل النصية التي ترد عبر الهاتف المحمول، والتي تقدم تخفيضات كبيرة ومغرية». ودخلت مصارف سعودية على خط تحذير السياح، من مواطنين ومقيمين، الراغبين في قضاء إجازاتهم الصيفية خارج البلاد، من «الدخول في أي صفقات تجارية مُغرية، أو مشاريع استثمارية أو عروض تسويقية، يقوم بها أشخاص محتالون»، معتبرة أنها «أساليب احتيال، وغير مشروعة ستعرضهم إلى خسائر مالية فادحة». وشددت على ضرورة «التعامل مع المصارف المُعتمدة في الخارج، والابتعاد عن السوق السوداء، وذلك لتجنب الوقوع في أي عملية نصب أو احتيال».