يبدو ان روسيا تعد نفسها لليوم، الذي قد يفقد فيه الرئيس السوري بشار الاسد السلطة، لكن لا شيء في التصريحات الاخيرة يشير إلى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يغير موقفه لينضم إلى الدول الغربية في دعمها للمعارضة السورية. ومع توحد الائتلاف الجديد للمعارضة السورية، كثفت روسيا جهودها لتخبر العالم انها ليست في صف الأسد، على الرغم من "اعاقتها للمحاولات الغربية والعربية لتقديم دعم من الاممالمتحدة لقوات المعارضة المسلحة التي تحاول الاطاحة به". والتقى مبعوث بوتين الخاص إلى الشرق الاوسط بدون ضجيج مع اعضاء في ائتلاف المعارضة، الاسبوع الماضي. وقال لافروف اليوم الاربعاء "لا يمكن ان يكون هناك حديث عن تورط روسيا في الصراع المسلح" في سورية (في رسالة مغلفة لكنها ايضا تذكير بحدود الدعم الروسي للاسد الذي يقدم لموسكو اهم موطئ قدم لها في الشرق الاوسط). واكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف في باريس يوم الثلاثاء على بيان ادلى به بوتين في مارس آذار عن ان "روسيا ليست لها علاقة خاصة مع سورية، وان الاسد وخصومه يتحملان مسؤولية متساوية عما يجري الآن". وغالبا ما تشير موسكو إلى أن "المعارضة تتحمل الشطر الاكبر من اللوم عن العنف الذي تشهده سورية منذ 20 شهراً، والذي اسفر عن مقتل اكثر من 40 الف شخص منذ بدأت حكومة الاسد حملتها الامنية العنيفة ضد الاحتجاجات في مارس آذار 2011. واتهمت موسكو الحكومات الغربية بتشجيع المعارضة السورية. لكن محللين قالوا ان اي تأكيد جديد ظهر في تصريحات ميدفيديف وخاصة فيما يتعلق بتقاسم الاسد للوم بدرجة متساوية يجب ان يعزى إلى الفارق في الاسلوب بينه وبين بوتين لكنه ليس مؤشرا على تحول حقيقي في موقف موسكو". وتنأى روسيا شفهيا بنفسها عن الاسد منذ شهور في اطار محاولاتها للظهور بمظهر الطرف المحايد الذي لا يهمه سوى السلام. ووصف دبلوماسي غربي الاجتماعات الروسية مع المعارضة بأنها "تخطيط للطوارئ". واشار دبلوماسي روسي إلى ان "الاجتماع الذي عقده مبعوث الكرملين مخائيل بوجدانوف مع اعضاء في المعارضة الاسبوع الماضي لا يعني اي تحول في سياسة موسكو"، وقال المصدر ان "روسيا تقول للمعارضة انه لا سبيل لحل الموقف الا عبر الحوار مع حكومة الاسد".