يواجه «فايسبوك» مجدداً انتقادات تطاول إدارته للبيانات التي يقدمها أعضاؤه إرادياً أو لا إرادياً، وذلك بعد إعلانه شروط استخدامه وجهوده لتوسيع مصادر عائداته. واضطر القيمون على موقع التواصل الاجتماعي للرد على إشاعة بأن «فايسبوك» يغيّر الشروط المتعلقة بملكية المعلومات والبيانات التي ينشرها مستخدموه، فأوضحوا إن «الخبر غير صحيح، فمن يستخدم فايسبوك هو الوحيد الذي له حق التصرف ببيانات ينشرها». وبالتالي، ردّ «فايسبوك» على إشاعة سرت على صفحات المستخدمين، الذين نشروا: «نظراً إلى قواعد فايسبوك الجديدة، أعلن أن كل معلوماتي الشخصية تخضع لحقوق المؤلف». وكانت إعلانات مشابهة نشرت على الموقع لمناسبة دخوله البورصة في أيار (مايو) الماضي. وحذرت شركات متخصصة في الأمن الإلكتروني مثل «سوفوس»، منذ حزيران (يونيو)، من أن تلك المعلومات مغلوطة. لكن الإشاعة عادت لتطفو على السطح الأسبوع الماضي عند الإعلان عن سلسلة تعديلات ستطاول شروط استخدام «فايسبوك». واعتبرت منظمات أميركية للدفاع عن حقوق المستهلك، أن هذه التعديلات تهدد سرية بيانات المستخدمين، لائمةً «فايسبوك» لأنه ألغى إجراء كان اعتمد عام 2009 وقضى بالسماح للمستخدمين بالتصويت على أي تعديلات مرتقبة في سياسة «فايسبوك». واستنكر «مركز الديموقراطية الرقمية» (سي دي سي) و «مركز الخصوصية الإلكترونية» (إبيك) فكرة «دمج بيانات مستخدمي فايسبوك مع بيانات إينستاغرام، ما يطرح مشكلة حماية البيانات». لكن القيمين على «فايسبوك» فضلوا عدم الإدلاء بأي تعليق. وطالب المركزان الشبكة بالعدول عن تلك التعديلات، فيما طالبت منظمة «كونسيومر ووتشدوغ» واضعي الأنظمة الأميركيين والأوروبيين بالتصرف إذا لم يذعن «فايسبوك». وأوضحت المنظمات أن الشروط الجديدة قد تنتهك القانون الأوروبي المتعلق بحماية البيانات، إضافة إلى اتفاق أبرمته الشبكة العام الماضي مع هيئة التجارة الفيديرالية «أف تي سي» المكلفة حماية المستهلكين ومكافحة الاحتكار. كما هددت منظمات للدفاع عن حقوق المستهلك في أوروبا الشمالية، بمقاضاة «فايسبوك» إذا لم يعدل عن نشر إعلانات تعتبر غير ملائمة. وكان «فايسبوك» تعهد أخذ الموافقة الصريحة من أعضائه قبل الإقدام على استخدام بعض بياناتهم. ويتعرض الموقع بانتظام، كغيره من عمالقة الإنترنت ومنها «غوغل»، إلى انتقادات لإدارتها البيانات الشخصية لمستخدميها. وتتزايد المخاوف الآن، في ظل محاولات القيمين على الموقع إيجاد مصادر جديدة للعائدات، خصوصاً أن البيانات الشخصية ومعلومات عما «يحبونه» أو «يتشاطرونه» على الموقع تعتبر قيمة جداً بالنسبة إلى التجار وشركات الإعلانات.