رشح قياديون بارزون في حركة «فتح» من قطاع غزة أنفسهم لانتخابات عضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة التي من المقرر ان تجرى اليوم. وفيما أعلن قياديون «فتحاويون» بارزون آخرون عدم ترشحهم لعضوية اللجنة المركزية، أعلى هيئة قيادية في الحركة، التزم آخرون الصمت، وآثر بعضهم ترشيح نفسه لعضوية المجلس الثوري، الهيئة القيادية الأدنى من اللجنة المركزية. ومن بين الأعضاء الحاليين في اللجنة المركزية من القطاع، رشح أربعة أنفسهم للجنة هم: انتصار الوزير (أم جهاد)، وعبدالله الافرنجي، ونصر يوسف، ونبيل شعث. ويكاد يكون عضو اللجنة المركزية للحركة، رئيس لجنتها القيادية في القطاع الدكتور زكريا الآغا الوحيد الذي رفض ترشيح نفسه لاعادة انتخابه لعضويتها، وذلك للافساح في المجال أمام القيادات الشابة. وقال الآغا في رسالته الى المؤتمر إن قراره جاء «التزاماً بوعد قطعته على نفسي قبل المؤتمر بألا أعيد ترشيح نفسي لانتخابات اللجنة المركزية». كما حذا حذو الآغا عضو المجلس الثوري محافظ وسط القطاع عبدالله أبو سمهدانة، ووزير الأسرى السابق هشام عبدالرازق. وإذ أعلن كل من الآغا وأبو سمهدانه في رسائل خطية موجهة الى رئاسة المؤتمر السادس المنعقد منذ الثلثاء في بيت لحم، نيتهما عدم ترشيح نفسيهما، آثر عبدالرازق الصمت. وعزا أبو سمهدانة رفضه ترشيح نفسه لعضوية اللجنة إلى «الأجواء التي رافقت عقد المؤتمر، وفي مقدمها منع حركة حماس أعضاءه من القطاع من اللحاق برفاقهم والمشاركة في أعمال المؤتمر السادس». وأوضح ان عدم ترشيح نفسه جاء ايضاً «بسبب عدم تمكن الناخبين والمرشحين من التفاعل مع بعضهم بعضاً في ظروف معيارية صحيحة كما ينبغي في كل المؤتمرات». كما ترشح لعضوية اللجنة أعضاء بارزون في المجلس الثوري من وزن ابراهيم أبو النجا ومحمد دحلان وأحمد حلس وأحمد نصر وعبدالرحمن حمد وأبو علي مسعود، ليصل إجمالي عدد المرشحين الى أكثر من 110، يتنافسون على 18 مقعداً ، فيما سيتم تعيين أربعة آخرين، فضلاً عن الرئيس محمود عباس الذي تم انتخابه أمس رئيساً للحركة بالتزكية. وعلى رغم ذلك، ظلت الصورة ضبابية في قطاع غزة أمس لجهة طريقة اقتراع أعضاء المؤتمر من القطاع. وسألت «الحياة» أكثر من قيادي «فتحاوي» عن الآلية أو الطريقة، وأجابوا بأنها لم تحدد حتى الآن، كما لم يتم تحديد الموعد النهائي لإجرائها. لكن الاكيد أنه لم يعد هناك «كوتا» للقطاع بنسبة 30 في المئة من أعضاء اللجنة المركزية ومثلها لعضوية المجلس الثوري، بل ستجرى انتخابات مفتوحة وحرة يتسابق فيها المرشحون بحرية على المقاعد ال 18. ورأت مصادر قيادية «فتحاوية» في غزة في ذلك اغلاقاً للباب أمام أي «كوتا» أو لجان لغزة كبديل عن الانتخابات، حتى لا يتربع بعض القياديين غير المرغوب فيهم على «عرش» غزة. وقال قيادي ل «الحياة» إن «الاتجاه العام في المؤتمر يسير لمصلحة إعادة النهوض بالحركة على أسس سليمة بعيداً من الفساد والإفساد». وأضاف أن «كل المؤشرات يشير الى أن المؤتمرين سيحاسبون من تسببوا في خسارة الانتخابات التشريعية أمام حماس مطلع عام 2006، ومن خسروا أمامها عسكرياً وتسببوا بما آلت اليه أوضاع الحركة، وسينتخبون شخصيات نظيفة». وأوضح: «أصبح هناك فرز طبيعي، فهناك ناس يريدون حركة قوية وأن يكون حساب وعقاب للفاسدين والمقصرين، وهناك ناس يسعون الى النجاة بريشهم (كما يقول مثل شعبي)، وهذا ما جعل هنا ائتلافات وقوائم»، في اشارة الى تيارين يتنازعان الحركة الآن. وقال إن «هناك تياراً ليس بعيداً من أميركا واسرائيل، وآخر مضاد له هو الذي تشير المؤشرات الى أنه سيقود الحركة في المرحلة المقبلة، حتى لو نجح الى جانبهم عدد قليل من التيار الآخر». وأضاف أن «اصلاح أوضاع فتح سيقود الى اصلاح أوضاع ليس الفصائل الاخرى، بما فيها حماس التي طاولها الفساد بنسب متفاوتة، بل اصلاح المجتمع الفلسطيني برمته». ورأى أن «من بين المرشحين شخصيات فاقعة في الفساد، وأخرى جديرة بالاحترام». واعتبر قيادي آخر في حديث ل «الحياة» أن «المؤتمر يمثل الفرصة الاخيرة لتخلص الحركة من كل أسباب الضعف والفساد الذي يعتبر أهم أسباب تراجع الحركة، كي تعود لقيادة الشعب الفلسطيني». «حماس» تحذر «الفتحاويين» الى ذلك، قال قيادي في الحركة ممن احتجزهم جهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة ساعات عدة مساء أول من أمس إن ضابطاً في الجهاز حذرهم من مزاولة أي عمل تنظيمي في المؤتمر. وأضاف القيادي ل «الحياة» أن الضابط حذرهم من «ممارسة أي نشاط له علاقة بالمؤتمر السادس، ومن بينها عقد اللقاءات والتجمعات التنظيمية أو توزيع بيانات ونشرات أو أوراق أو الاقتراع في الانتخابات». واستنكر القيادي هذه التحذيرات من «حماس»، معتبراً أن في ذلك انتهاكاً لحقهم في ممارسة عملهم التنظيمي والانتخابي.