مع انبثاق ضوء الصباح المطلي بلون الأتربة الحمراء يتوجه الباعة الجوالون الى تقاطعات الطرق لعرض بضاعتهم من الكمامات الواقية من الاتربة. فمنذ بدء فصل الربيع الماضي، تحولت العواصف الترابية الى زائر دائم للعراق وباتت في حلول فصل الصيف لا تفارق العراقيين أسبوعاً حتى تعود مجدداً. وتوزع غالبية الصيدليات في بغداد بضائعها من الكمامات على الباعة الجوالين ليتولوا بتصريفها عند اشارات المرور وتقاطعات الطرق، بسبب زيادة الاقبال على شرائها في تلك المواقع. ويقول ياسين الحديثي صاحب صيدلية الشفاء في حي الاعظمية ل«الحياة» إن غالبية سائقي السيارات والركاب الذين يعانون مشكلات في الجهاز التنفسي، يشترون الكمامات عند تقاطعات الطرق، لافتاً الى أن أعداداً قليلة منهم تتوجه الى الصيدليات لاقتنائها. ويضيف: «نبيع الكمامات الى الباعة الجوالين، وهم يتولون تصريفها في مواقع محددة يكثر فيها الزبائن. وفي أحيان كثيرة، نستعين بهم لتصريف الكمامات، ونمنحهم نسباً محددة من الأرباح». وتؤكد غالبية الباعة ان تقاطعات الطرق هي الأماكن الأكثر ترويجاً لبضاعتهم، إذ من النادر أن يتوجه الناس لشراء الكمامات من الصيدليات. ويقول جميل حسين (12 عاماً) وهو أحد باعة الكمامات الطبية: «نقتني بضاعتنا في المساء ونتوجه مع الساعات الأولى لليوم المترب الى اشارات المرور وتقاطعات الطرق لنبيعها هناك». ويشير الى نفاد «كل ما تم شراؤه خلال ساعات بسبب رخص أسعارها، إذ نبيع ثماني كمامات بسعر ألف دينار عراقي. وهناك نوعية أخرى يصل سعرها الى 750 ديناراً للقطعة الواحدة، ومعظم من يشتريها هم الأهالي وأصحاب السيارات». وشهد العراق خلال السنوات الماضية موجة من العواصف الترابية التي تكون مصحوبة بغبار شديد، يكثر انتشارها في المنطقة الوسطى والجنوبية من البلاد نتيجة منخفضات جوية تأتي غالبيتها من الدول المجاورة. ووفقاً لمراكز الرصد الجوي في بغداد، فإن العواصف الترابية ستستمر طوال فصل الخريف المقبل ولن تهدأ قبل الشتاء المقبل، عندما سيسهم موسم سقوط الأمطار في التخفيف منها.