أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر، أن انضمام الفاتيكان إلى المركز، بصفته عضواً مراقباً، سيسهم في تحقيق أهداف المركز. وقال ل«الحياة» قبيل افتتاح المركز في العاصمة النمساوية أمس: «يعد الفاتيكان المؤسسة العالمية الأولى الراعية لشؤون المسيحيين، وانضمامه أمر في غاية الأهمية، وسيكون له دور إيجابي مع بقية أعضاء المركز، في تعزيز الحوار بين الأديان»، مشيراً إلى أنه من بين أعضاء المركز الذين يمثلون الديانات الرئيسية، هناك ثلاثة أعضاء مسلمون». وعن دوافع موافقة البرلمان النمساوي على تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، على رغم إثارة بعض الجهات في النمسا الجدل حوله، خصوصاً أن تأسيسه موِّل من السعودية، أكد ابن معمر أن المركز مؤسسة دولية شارك في تأسيسه إضافة إلى السعودية كل من إسبانيا والنمسا. وقال: «شارك في المركز أيضاً الفاتيكان بصفة عضو مراقب، وقمنا بدعوة المعترضين على تأسيس المركز، ولولا وجود انتقادات، لما كان هناك حاجة للحوار في أية مسألة». وأضاف ابن معمر أنه يوصي دائماً، حتى الذين يعارضون بعض البرامج أو الاتجاهات، أن يحاولوا تبيّن الحقيقة، بالاطلاع على المعلومات الوافية، وقال: «من المؤكد أنه من خلال الحوار، سيفهمون طبيعة هذا المركز، وستزول مخاوفهم. نحن أيضاً نريد توضيح الصورة بالنسبة لأشياء كثيرة، ومن المؤكد أننا يمكن أن نستفيد من ملاحظاتهم أيضاً». وعن تصريحات سابقة للأمين العام حول عزم المركز العمل على توحيد المواقف تجاه المشكلات التي تواجه المجتمعات الإنسانية كالفقر، وإمكان اعتبارها خروجاً عن أهداف المركز، التي بني عليها توقيع اتفاق تأسيسه، أكد ابن معمر أنه يعلم أن للفقر مؤسساته المختصة، لافتاً إلى أن عمل المركز في محاربة الفقر أو غيره سيكون من خلال العمل مع القادة الدينيين. وأضاف: «نحن سنسعى إلى العمل مع القادة الدينيين للإسهام من خلال التوعية، وإجراء الحوارات بين القيادات والمؤسسات الدينية، وهو أمر نعتقد أنه سيسهم في التأثير على تنمية الوعي في مجتمعاتهم المحلية». وتابع: «على سبيل المثال التوعية من الإسراف، والاستخدام السيئ للموارد البشرية وغيرهما، أمور تحتاج حقيقة إلى الحوار، وبدلاً من التسلط، يمكن بأسلوب حكيم من القيادات الدينية، الوصول إلى عامل مشترك من شأنه حماية مواردنا، ونحن على سبيل المثال أيضاً، مقبلون على مشكلات تتعلق بالمياه، وأعتقد أنه بحكمة رجال الدين والعلماء يمكن الحد من تلك الأزمات، وهذا ما قصدناه من خلال التأكيد على عزمنا توحيد المواقف تجاه المشكلات التي تواجه المجتمعات». وعمّا إذا كان يعتقد أن مهمة تحقيق أهداف المركز ستكون صعبة ومعقدة، مع التحديات التي يعيشها المجتمع الدولي حالياً، ما يجعل تحقيق أهداف المركز أمراً عسيراً، إلا أنه بدا متفائلاً، إذ قال: «بالتعاون والحكمة لا توجد صعوبة، الأهم أن ننطلق دائماً من التأكيد على جميع المسلمين بالوسطية والاعتدال». ورفض الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الإجابة على سؤال حول إمكان ضمّ قيادات الأقليات الدينية مستقبلاً إلى عضوية المركز، واكتفى بالقول: «لكل حادث حديث».