أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله للحوار العالمي فيصل بن معمر في حواره ل «عكاظ» أن افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يعد حدثا تاريخيا غير مسبوق، مشيرا إلى أن اختيار فيينا كمقر للمركز جاء نتيجة ترحيب الحكومة النمساوية، لافتا إلى أن اتفاقية تأسيس المركز تتيح الفرصة لانضمام دول أخرى إلى مجلس الأطراف، فإلى تفاصيل الحوار: كيف ترون مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والتي مهدت لهذا الحدث التاريخي؟ اتفق معك أننا نشهد في افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات حدثا تاريخيا غير مسبوق؛ نتيجة التعاون والشراكات بين أتباع الديانات والثقافات الرئيسة في العالم في تأسيس هذا المركز العالمي، وقد أتى تأسيس هذا المركز تتويجا للمبادرة التاريخية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في أكثر من مناسبة لتأكيد أهمية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات ليكون بديلا للخلافات والصراعات في هذا العالم، وقد حقق المركز نجاحا قبل تأسيسه بتلاقي وتوافق شخصيات دينية رفيعة المستوى في العالم تحت مظلة دول الأطراف التي ترعي تأسيس هذا المركز، والمكونة من المملكة العربية السعودية، ومملكة إسبانيا، وجمهورية النمسا، ويحتفل العالم مع افتتاح المركز بتأسيس وعي بأهمية الحوار كأساس للتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات.. وافتتاح المركز هو بداية حقيقية بمشيئة الله تعالى لنشاط عملي وتأسيس فكري لثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. كيف وجدتم تعاون الجانب النمساوي في هذا المشروع الكبير؟ لقد كان اختيار فيينا كمقر لهذا المركز وهي مقر عدد من المنظمات الدولية نتيجة الترحيب من قبل الحكومة النمساوية التي قدمت كل الدعم والمساعدة وقامت بتسهيلات كثيرة كان لها الأهمية القصوى في تأسيس المركز على النحو الذي نراه حاليا عند الافتتاح، وجمهورية النمسا هي طرف أساسي في مشروع تأسيس المركز إلى جانب مملكة إسبانيا، والمملكة العربية السعودية، ولهذا ليس مستغربا أن نجد الدعم الكبير من الحكومة النمساوية والشعب النمساوي الصديق، ولا شك أن ذلك نتيجة العلاقات التاريخية التي تربط بين المملكة العربية السعودية وحكومة النمسا، ونتيجة إيمان وقناعة المجتمع النمساوي بأهمية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات الذي يعمل من أجله هذا المركز. سبق افتتاح المركز توقيع اتفاقية بين دول الأطراف الثلاث.. هل تتوقعون انضمام دول أوروبية أخرى؟ إن اتفاقية تأسيس المركز تتيح الفرصة لانضمام دول أخرى إلى مجلس الأطراف، وهذا نتيجة إدراك الدول الثلاث المؤسسة بأن الحوار يجب أن يمتد إلى كل دول العالم ويتناول مختلف الثقافات، وكان الفاتيكان قد انضم بصفة مراقب مؤسس للمركز، ما عكس أهمية توسيع دائرة التعاون والمشاركة في المركز من قبل مؤسسات وهيئات ودول أخرى. وستشهد المرحلة القادمة توقيع مذكرات تعاون واتفاقيات عمل مع عدد من الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية؛ بهدف توسيع نطاق المشاركات في نشاطات المركز لتحقيق أهدافه الاستراتيجية في البناء على القواسم المشتركة من أجل حوار يقود إلى التعاون في إيجاد الحلول للمشاكل التي تعاني منها البشرية. من سيحضر حفل الافتتاح؟ يفتتح المركز بحضور أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية في مجلس الأطراف، إضافة إلى معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وعدد كبير من الشخصيات الدولية، وبحضور كبير من وسائل الإعلام العالمية، إضافة إلى شخصيات دينية وسياسية وأكاديمية تمت دعوتها من مختلف دول العالم، كما استقبل المركز طلبات كثيرة راغبة في حضور حفل الافتتاح من النمسا ومن خارجها، حيث من المتوقع أن يتجاوز الحضور أكثر من ثمانمائة شخصية.