هل تتصور أن تدور بك عقارب الساعة، وتعود بك إلى مكة وقت البعثة، لتعيش نقاشاً حول القرآن بين أحد أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم-، وبين شخص لا يؤمن بالنبي خاتم الأنبياء؟ ابتسمت عندما خطرت علي بالي هذه الفكرة، وأنا في طريقي إلى المقابلة التي سأجريها مع مدير فريق البحث، في مشروع corpuscoranicum ميشائيل ماركس، الذي يسعى لتسليط الضوء على علاقة القرآن بالبيئة التي نزل فيها، ويتناول النصَّ القرآنيَّ من منظور تاريخي، لا علاقة له بمسألة الوحي. يتوقع ماركس أن يكون المناخ السائد في الغرب منذ أحداث «11 سبتمبر»، قد أسهم في الموافقة على حصول المشروع على حوالى خمسة ملايين يورو اللازمة لتمويله 18 عاماً، ويتحدث عن اعتقاد البعض في الغرب، أن من فهم القرآن، يستطيع إعادة برمجة المسلمين، وأن من يعرف القرآن قادر على فهم ما يجري في العراق وأفغانستان والسودان، بل وفي الجاليات المسلمة في الغرب، معتبراً أن تلك أسطورة في عقولهم، تتجاهل وجود أسباب اقتصادية واجتماعية، يفوق تأثيرها الأسباب الدينية. ومنذ بدأ المشروع في عام 2007، ووسائل الإعلام ترسم له صوراً مثيرة للغاية، فصحيفة رصينة مثل «دي تسايت» تصفه بأنه «أكثر مشاريع دراسات علوم الإسلام في الغرب إثارة على الإطلاق»، وكذلك كتبت صحيفة «فرانكفورتر ألجيماينه» المرموقة، إن هذا المشروع «قادر على إسقاط حكام وقلب ممالك»، أما (الصحيفة الإسلامية) الصادرة في ألمانيا، فقد رسم فيها الكاتب موسى باجراش للمشروع صورة قاتمة، واعتبره حلقة من «المكائد» التي تمارسها أبحاث القرآن في ألمانيا. ويرى ماركس أن ذلك محض أساطير فلولوجية أو في أحسن الأحوال كلام جرائد، أما رضوان السيد الكاتب اللبناني المتخصص في الفكر الإسلامي، فقد وصف رئيسة المشروع، الأستاذة أنجيليكانويفرت، مديرة معهد الدراسات العربية في جامعة برلين الحرة، بأنها «أبرز دارسي القرآن والنص القرآني في العقدين الأخيرين في ألمانيا، وربما في العالم الغربي». لكن في مقابل كل هذا الاهتمام الإعلامي، يقول ماركس إنه مشروع متواضع، وأن نتائجه متواضعة، وينفي أن تكون أكاديمية برلين - براندنبورغ» وكراً لأشخاص اجتمعوا ضد القرآن، ويريدون أن يحطموا مكانته»... فإلى تفاصيل الحوار: في البداية.. هل يمكن أن تقدم نفسك للقارئ؟ - أنا أدير مجموعة العمل في مشروع corpuscoranicum، وهو الاسم اللاتيني، الذي يمكن ترجمته باسم «جامع النصوص المتعلقة بالقرآن الكريم»، أما إدارة المشروع فتتولاها البروفيسورة أنجيليكانويفرت، في جامعة برلين الحرة، التي نشأ فيه المشروع البحثي، حيث كنت أعمل وزميلي نيكولاي سينائي في كرسي علوم اللغة العربية، الذي تشغله البروفيسورة نويفرت، وقمنا في عام 2005 و2006م، بوضع التصور للمشروع، والذي أقرته أكاديمية برلين براندنبورغ في عام 2007، وهو مشروع صغير مخطط له الاستمرار 18 سنة، أي سيستمر حتى عام 2024، وفي الأكاديمية نستطيع أن نعمل بنفَس طويل، وبتقنيات جيدة، من دون ضغوط ومن دون استعجال، كما هي الحال في الجامعة. سألتك عن نفسك، ووجدتك تتحدث عن المشروع البحثي.. فهل أعتبرُ ذلك مؤشراً على أن هويتك ترتبط بهذا المشروع؟ - هذا صحيح، أنا مرتبط بشدة بهذا المشروع، لأنني من هذا النوع من البشر، الذي يرتبط من داخله بما يعمل، وإلا ما كنت لأقدر على القيام بهذا العمل، بغض النظر عن العائد المادي. أما إذا أردت معلوماتي الشخصية، فأنا من مواليد عام 1971، في مدينة ترير، التي تسود فيها الديانة المسيحية الكاثوليكية، درست في بون وباريس وطهران، علم الاستشراق وعلوم اللغة العربية والدراسات السامية، وكنت دوماً مهتماً بالقرآن، لكن اهتمامي به زاد أثناء عملي في جامعة برلين الحرة. مشروع القرآن هل كل هذا المشروع قائم على شخص واحد، هو البروفيسورة نويفرت، أم هو نتيجة عمل فريق؟ - كما أشرت فإن فكرة المشروع نشأت في جامعة برلين الحرة، وأسهمت مع زميلي سينائيفي الإسراع في المشروع، وجئت بأفكارنا واهتماماتنا. إن القضية تعتمد على التوافق الذي ساد بيننا، والبروفيسورة نويفرت تتميز بأنها تترك المجال للعاملين معها لإطلاق طاقاتهم، وأنا ممتن لها على ذلك، لأنه ليس أمراً اعتيادياً أن يفعل الأساتذة ذلك مع طلابهم، ويتركون لهم المجال للعمل بصورة مستقلة. حصول المشروع على تمويل ل 18 عاماً في ألمانيا، يعني أنه حظي بدعم الكثيرين له.. أليس كذلك؟ - يبدو أننا كنا مقنعين، ومن الأمور المؤسفة أن هيمنة روح «11 سبتمبر»، أسهمت في الاهتمام بالمواضيع المتعلقة بالقرآن. مشروعنا ليس ضخماً، فثلثا مشاريع الأكاديمية أكبر حجماً وأطول مدة، لكن لأننا أول مشروع يدخل البحوث في مجال عربي أو إسلامي في عمل الأكاديمية، فإن ذلك يجعلنا نشعر بالفخر، كما أود أن أشير إلى أن مشاريع البحث في هذه الأكاديمية، يجري تمويلها من أموال دافعي الضرائب، ولذلك فهي تخضع للرقابة العلمية، وهذه الرقابة تجري تبعاً لجدول زمني، وبالنهاية لا تتجاوز موازنة هذا المشروع طوال 18 عاماً، خمسة ملايين يورو. حسناً، هذه منطلقات المشروع.. فما جوهر هذا البحث بالضبط؟ - إننا نسعى من خلال الاسم اللاتيني للمشروع، أن نشدد على الهوية الغربية له، ولذلك فإن مشروعنا لا يحمل مثلاً اسم «جمع المصاحف»، ولا نريد أن نتخفى وراء مظهر إسلامي، لكننا في الوقت ذاته لا نقوم ببحث مسيحي، فعندنا في المشروع موظفون مسلمون ومسيحيون وربما من أتباع أديان أخرى، لأنه ليس من حقنا السؤال عن الديانة عند التعيين، إننا نقوم بعمل أكاديمي، لرسم الخرائط لمنطقة غير معروفة في العلم، وهي المرحلة السابقة للقرآن، والطريقة التي نتبعها تعتمد على جمع المادة العلمية المتوافرة، ثم نضع علامات للمساحة في هذه المنطقة، ثم نرسم الخريطة لهذه المنطقة. من دون أي افتراضات؟ - ربما تكون هناك افتراضات خفية، من المؤكد أن معارفنا السابقة تؤثر في فهمنا للنصوص، التي نقرأها، لكننا نحاول الانطلاق من المادة العلمية المتوافرة لدينا، واستنتاج النتائج منها ومن محتواها. النص القرآني أطلق البعض على مشروعكم اسم «مدونة القرآن».. فهل تقبل بهذه الترجمة العربية؟ - إننا نستخدم «جامع النصوص المتعلقة بالقرآن الكريم»، لأن عملنا لا يرتبط بالقرآن الكريم، في حد ذاته، بل بالمصاحف، أي بالنصوص المكتوبة، ومهمتنا هي توثيق المخطوطات القديمة ذات العلاقة بالقرآن. في برنامج وثائقي عن المشروع، قالت البروفيسورة نويفرت إنها تريد أن تصل للعلماء العرب والمسلمين.. فهل يهمك أن يقتصر الاهتمام على الباحثين المتخصصين هناك، أم تريد أن تصل هذه النقاشات إلى العامة؟ - دعني أكون صريحاً معك، إننا نعمل بطريقة أكاديمية، ولذلك فإن ما يهمنا هو النقاش الأكاديمي المتخصص، ولذلك نسعى لإشراك متخصصين من أي مكان من العالم الإسلامي، من الحاصلين على المنح الدراسية، أو على منح التفرغ للأبحاث، وعندنا في هذا العام طالبان من سورية، وعندنا سيدة من تركيا، وفي العام الماضي كان عندنا شخص من إيران. وقد أعربت عن سعادتي بهذا التعاون مع علماء العالم الإسلامي، وهذا ما فعلناه أيضاً في إطار معرض «روائع آثار المملكة»، بالتعاون مع الدكتور علي الغبان، لأنه يسعدنا أيضاً أن يتعرف الناس هنا على ما هو موجود في المملكة، وفي شبه الجزيرة العربية عامة. هل هناك حالياً تعاون بينكم في أكاديمية برلين- براندنبورغ، وبين أية كلية علوم شرعية من العالم الإسلامي؟ - عندنا تعاون مؤسساتي مع أكاديمية المخطوطات والآداب في باريس، في إطار مشروع بحثي مستقل تموله الجمعية الألمانية للبحث العلمي، وهو مشروع يستمر ثلاث سنوات، ويتيح لنا العمل الاستفادة من المواد العلمية المتوافرة لدى الأكاديمية الفرنسية، علاوة على ذلك عندنا تعاون مع معهد الدراسات المتقدمة في برلين Wissenschaftskolleg، الذي يأتي لنا بباحثين من العالم الإسلامي لمدة عام، أما من العالم الإسلامي فإننا نلمس اهتماماً كبيراً، فقد زارنا أكثر من وفد من العراق، كما لمسنا اهتماماً من تونس، ومن زملائنا في تركيا، أما علماء إيران فإن اهتمامهم لم يكن منصباً على المخطوطات، بل على البيئة المحيطة بالقرآن، وهو الجزء الثالث من المشروع. ما أجزاء المشروع كلها؟ - يتكون المشروع من أربعة أجزاء، الأول عن المصاحف، والثاني عن القراءات المتواترة والشاذة، والثالث عن النصوص المتعلقة بمحيط القرآن الكريم، أي نحاول بحث الارتباط بين النص القرآني وبين العصور الكلاسيكية المتأخرة، والجزء الرابع متعلق بالتعليق على النص القرآني، والصيغ المستخدمة فيه، والقوافي الموجودة في القرآن. المشروع العالمي البعض كان يتوقع أن يغير مشروعكم العالم؟ - هذه مشكلة وسائل الإعلام، أو على الأصح هي مشكلة الناس في أوروبا، وبدقة أكثر مشكلة بعض الأوروبيين، الذين يعتقدون بأن معرفة القرآن متطابقة مع فهم المسلمين، ويتصورون أن فهم القرآن يجعلهم يفهمون ما يجري في أفغانستان أو العراق أو في السودان، أو فهم المشكلات الاجتماعية للمهاجرين المسلمين في المجتمع الألماني. إن الناس هنا يعتقدون بأن غالبية المشكلات الموجودة في العالمين الغربي والإسلامي، ومع مسلمي المجتمعات الأوروبية، لها علاقة بالقرآن، أما أنا فأرى أنها ذات علاقة بأسباب اقتصادية واجتماعية، ويجب فصل هذه الأمور بعضها عن بعض. ألا تستغرب من عدم وجود أصداء لمشروعكم في العالم العربي؟ - السبب بسيط جداً، وهو أننا لم ننشر شيئاً عن هذا المشروع باللغة العربية، بل اقتصر النشر على اللغة الألمانية، إننا نتحرك في إطار البيروقراطية الألمانية، ومعلومات المشروع متوافرة باللغة الألمانية، وسيكون من دواعي سرورنا أن نتمكن بعد ذلك من ترجمة هذه المعلومات إلى اللغة العربية. أنتم تشتغلون على أهم كتاب للعالمين العربي والإسلامي، وأستغرب عدم اهتمام علماء الدين هناك بما تقومون به.. ألم تعقدوا مؤتمراً دولياً لعرض ما توصلتم إليه من نتائج، بعد مرور خمس سنوات من العمل؟ - إن ذلك يفوق قدراتنا. لكن صحيفة «فرانكفورترألجيماينه» المرموقة كتبت في افتتاحيتها، إن هذا المشروع سيؤدي إلى زحزحة الجبال من أماكنها، وإسقاط الحكام، واعتبرت أنه مثل محاولة لاستئناس النار! - هذا ما أطلق عليه «أسطورة الفلولوجية»، إن العاملين في المشروع، أناس عاديون، لا يستطيعون العمل ليل نهار، إننا نعمل في إطار متواضع، وما توصلنا إليه نتائج متواضعة، إن ما قمنا به من عمل، يبين أن هناك إمكانية لإجراء أبحاث على القرآن بصورة مختلفة تماماً، عما جرى من قبل، وهو بحث أساسي، وهذا النوع من البحث يكون مملاً، وبسيطاً، يتعلق بالأمور الصغيرة في هذه الحياة. ولكن هذا البحث الأساسي البسيط، وصفه كاتب في «الصحيفة الإسلامية» الصادرة باللغة الألمانية، ب «المكيدة»، وب «الفيلم البوليسي».. فما رأيك؟ - هذا خيال، ويمكن أن يفكر البعض في مثل هذه الأشياء. أي أن هذا المكان، الذي تعملون فيه، ليس وكراً لأشخاص اجتمعوا ضد القرآن، ويريدون أن يحطموا مكانة القرآن. - «مقاطعاً». ليس عندي هذا الانطباع. أعتذر، ولكني مضطر إلى أن أذكر هذه الاتهامات. - لا مانع أن تقولها. أي أنك لا تعتبر المقال الذي أشرت إليه في (الصحيفة الإسلامية)، علمياً ومستنداً إلى معلومات صحيحة؟ - لا، فيه أشياء صحيحة، لكن ما يقوله الكاتب عن مشروعنا لا سند عليه، وهذا ما كتبته في ردي على المقال. عموماً الأمر يتعلق ب «كلام صحف»، وهذا أمر عادي. القرآن والكلاسيكية تقول البروفيسورة نويفرت، إن القرآن سيحظى بقبول أكثر لدى القراء الغربيين، إذا علموا أنه نص من العصور الكلاسيكية القديمة.. فهل تتفق معها؟ - إن الفكر الأوروبي مرتبط بالفضول التاريخي. إننا في مجتمع غالبيته ليست مسلمة، وهذا المجتمع يسأل عن كيفية نشأة النص من الناحية التاريخية، ونحن نعتقد بأننا نستطيع عن طريق العمل التوثيقي للمواد أن نبين أن النص كان يدور في هذا التاريخ، وهناك نقاط التقاء قوية بين النص، وبين العصور الكلاسيكية المتأخرة، التي تشكل أهمية لأوروبا، وهذا ما يمكن أن يؤدي بالفعل إلى اعتبار الرأي العام الأوروبي النص القرآني مألوفاً بالنسبة إليهم. ألا يمكن قراءة القرآن من دون أحكام مسبقة؟ فأنا مسلم لا يعجبني أن يجعل أحد القرآن نصاً أوروبياً، حتى يتقبله الآخرون. - إن هدفنا من المشروع ليس المسلمين، ونحن نقرأ النص بطريقة مختلفة عن المسلمين، المسلم يستمع إلى تلاوة القرآن، ويتأثر روحانياً، وهو ما لا نفعله، نحن لا نقوم بتفسير القرآن. ما أريد قوله إن ما نقوم به لا يشكل أية مشكلة للمسلمين التقليديين، فالمسلم العادي عنده سنة وتفسير وإجماع وعلماء، حددوا كل شيء، ولذلك فإنه يرى أن ما نقوم به لا جدوى له، ولا يهمه ما نفعله، وبحثنا التاريخي لا يشغل باله، ويرى أننا نستخدم النظارة الخطأ في تعاملنا مع النص القرآني. ذكر أحد العاملين في المشروع، أنه يشعر بالسعادة عندما يجد تشابهاً بين النص القرآني، ونص قديم.. ألا تعتقد بأن ذلك ليس منهجاً أكاديمياً صحيحاً؟ - هذه ليست القضية، لأن ذلك منهج المستشرقين القدامى، الذين كانوا يقولون إن كل ما في القرآن، كان موجوداً من قبل. لكن هذه ليست قضيتنا، دعني أذكر لك ما ذكرته في محاضرة في معهد جوته في الإسكندرية، وكان حديثي عن سورة آل عمران، حين يصنع عيسى من الطين كهيئة الطير، ثم قارنت ما ورد هناك، مع نص من إنجيل متى المنحول، وفيه القصة نفسها، ولكن عند مقارنة النصين، نجد فيهما اختلافاً جوهرياً، وهو أن عيسى في القصص القرآني، يفعل هذه المعجزات (بإذن الله)، كما يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، أما القصة المسيحية فتنسبها إليه نفسه. الجديد في القرآن لماذا لا تعتبرون ما تقومون به نوعاً جديداً من التفسير؟ - ربما يكون ذلك نوعاً من التفسير، لكن هذه ليست مهمتنا، لا نريد كتابة تفسير، فهذه مهمة المسلمين، ولهم أن يفعلوا ذلك. أين تكلمتم عن مشروعكم؟ - منذ خمس سنوات أتيحت لي الفرصة للحديث عن المشروع، في المغرب وتونس ومصر وإيران، وكان النقاش إيجابياً، وما أعنيه بالإيجابي، أن الناس يعبِّرون عن شكوكهم، وعن نقدهم، ويكون عندهم انفعالات، وهذا أمر طبيعي. أي أنك تنتظر من هذه المحاضرات نقاشاً، بمعنى رأي في مقابل رأي، وحجة في مقابل حجة؟ - لا أنتظر شيئاً آخر، ولا أتوقع أن يقول الناس لي: «رائع، هذا ما كنا ننتظره»، لقد كانت حوارات جيدة، ومن الطرائف أنني أقمت معرضاً في طهران بعنوان: «القرآن الكريم برواية أجفا»، وهو أرشيف العالم GottfriedBergstaesser جوتهيلفبيرجشتيسر، وهو صور بفيلم ماركة أجفا، فجاء أحد الزائرين، وسألني عن (الإمام أجفا)، الذي لا يعرفه. ترى البروفيسورة نويفرت أن استخدام مسمى «الطريقة التاريخية النقدية» في التعامل مع النص القرآني، سوف يغضب المسلمين، لكن ما تقومون به، ينطبق عليه هذا المصطلح.. أليس كذلك؟ - ما نقوم به من ناحية الهدف هو تاريخي نقدي، بمعنى أنه يستخدم التاريخ لإعادة رسم الصورة التي كانت سائدة آنذاك، ونقدي بمعنى وجود معايير واضحة. النقد يعني الشفافية، نطرح أسئلة عن مصدر النص، ونبحث عن الشواهد التي كانت متوافرة في المحيط الذي كان موجوداً آنذاك، والتي تساعدني على فهم النص. ألا يجد الموظفون المسلمون في مشروعكم إشكالية بين العمل وبين عقيدتهم الإسلامية؟ - إن ما نقوم به هو بحث أساسي، وأستطيع أن أفكر في المخطوطة كيفما أشاء. المهم أن أقوم بتصويرها، وأن تدخل بنك المعلومات. هناك سؤال لا بد من أن يرد على ذهن كل مسلم: كيف يمكن لشخص منكم أن يعمل ليل نهار مع القرآن، ولا يخطر على باله مرة واحدة، أن يكون هذا النص منزلاً من عند الله، وأنه وحي من السماء؟ - إننا نتعامل مع النص بصورة مختلفة، في إطار عملنا الحالي، هذا غير وارد، أما في المستقبل، فننظر ماذا سيحدث.