إنه تفاؤل مشوب بالحذر، هو ذاك الذي يعيشه حالياً العاملون في صناعة السينما المصرية، بعد الايرادات التي بالغ كثر في وصفها ب «الخيالية» والتي حققتها الأفلام الخمسة التي عرضت في موسم عيد الفطر، الذي أعقب حالة من التشبع لدى قطاع عريض من الجمهور بعد مباريات كأس العالم في البرازيل، وماراثون دراما رمضانية طويل. والحقيقة ان هذه الايرادات فتحت شهية العديد من المنتجين لعرض أفلامهم خلال موسم عيد الأضحى المقبل، رغم أنه يأتي متزامناً مع بداية الموسم الدراسي الجديد، ومن هؤلاء المنتجين من أنتج أفلاماً جديدة أخيراً، ومنهم من أنتج أخرى ظلت حبيسة أدراجهم لفترات تراوحت بين العام والاثنى عشر عاماً لاعتبارات متفاوتة، في صدارتها ظروف السينما الصعبة التي تمر بها منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في بداية عام 2011. ويأتي في مقدم الأفلام التي يتسابق منتجوها على عرضها خلال عيد الأضحى الجزء الثاني من فيلم «الجزيرة» الذي لعب بطولة جزئه الأول أحمد السقا وهند صبري ومحمود ياسين وخالد الصاوي وأخرجه شريف عرفة، وحقق نجاحات كبيرة على الصعيدين النقدي والجماهيري، لينضم اليهم في «الجزيرة 2» خالد صالح الذي يجسد أحد الأدوار التي يعتبرها العاملون في الفيلم مفاجأة، إضافة إلى أروى جودة وأحمد مالك الذي يجسد دور ابن أحمد السقا. نجاحات رمضان وحرص منتج فيلم «واحد صعيدي» لمحمد رمضان وراندا البحيري على طرحه خلال عيد الأضحى، مستنداً إلى النجاح الكبير الذي حققه رمضان في أفلامة الثلاثة الأخيرة « الألماني» و«عبده موتة» و«قلب الأسد» إلى جانب أول بطولة تلفزيونية له من خلال مسلسل «ابن حلال» الذي عرض في رمضان. أما منتج فيلم «أسوار القمر» لمنى زكي وآسر ياسين وعمرو سعد وإخراج طارق العريان، والذي بدأ تصويره قبل أكثر من خمسة أعوام، وتوقف أكثر من مرة لعثرات إنتاجية وتوزيعية، فيرى منتجه أن موسم «الأضحى» يمثل ملاذاً آمناً لعرضه. ويجتهد للعرض في عيد الأضحى أيضاً أصحاب فيلم «يوم للستات» وهو ثاني تجربة إنتاجية لإلهام شاهين بعد «خلطة فوزية» وتشارك الهام بالتمثيل أيضاً في بطولة الفيلم أمام محمود حميدة ونيللي كريم ولطفي لبيب وممدوح عبد العليم وتأليف هناء عطية وإخراج كاملة أبو ذكري. الأمر نفسه يتكرر مع فيلم «الراهب» لهاني سلامة وجمال سليمان وصبا مبارك من تأليف مدحت العدل وإخراج هالة خليل، وكان بدأ تصويره قبل عامين، ولكنه توقف لأسباب إنتاجية، ولانشغال سلامة بأول بطولة تلفزيونية له من خلال مسلسل «الداعية» الذي عرض في رمضان قبل الماضي. ويسعى أصحاب فيلم «حائط البطولات» للافراج عنه بعدما ظل حبيس الأدراج لأكثر من 12 عاماً، خصوصاً أن عرضه في عيد الأضحى يتزامن مع انتصارات تشرين «أكتوبر» المجيدة، والفيلم من بطولة محمود ياسين وفاروق الفيشاوي وأحمد بدير وحنان ترك وخالد النبوي وعايدة عبدالعزيز ومجدي كامل وغسان مطر وتأليف إبراهيم رشاد ومصطفى بدر وإخراج محمد راضي. ويعول منتجون آخرون على عرض أفلامهم رغم التأخر في تنفيذها لأسباب إنتاجية، ومنها «أنا جوزك يا سعاد» الذي كان يحمل عنوان «فرصة سعيدة» لمحمد هنيدي وغادة عادل وتأليف عمرو سمير عاطف وإخراج مجدي الهواري، و «حماتي بتحبني» لحمادة هلال وميرفت أمين وتأليف نادر صلاح الدين وإخراج أكرم فريد، و «القط والفار» لمحمود حميدة وسوزان نجم الدين وسوسن بدر ومحمد فراج وتأليف وحيد حامد وإخراج تامر محسن الذي تعاون مع حامد في مسلسل «بدون ذكر أسماء»، و «القاهرةمكة» لمنى زكي وتأليف محمد رجاء وإخراج هاني خليفة الذي يعود من خلاله بعد غياب منذ قدم فيلم «سهر الليالي»، و «ياباني على أبوه» لأحمد عيد وتأليف لؤي السيد وإخراج عبدالعزيز حشاد. وما تبقى ومن الأفلام ذات الكلفة الإنتاجية القليلة، والتي يسعى أصحابها للدفع بها في حلبة السباق «ديكور» لخالد أبو النجا وحورية فرغلي وماجد الكدواني وتأليف محمد دياب وإخراج أحمد عبدالله، و «هيصة» لراندا البحيري ونسمة محمود ومحمد رضا وخالد حمزاوي وإخراج وائل عبد القادر، و «زجزاج» لمحمد نجاتي وميرنا المهندس وريم البارودي وتأليف أماني البحطيطي وإخراج أسامة عمر.