أُسّست شركة «آبل كومبيوتر» في العام 1976 على أيدي مهندسي الكومبيوتر ستيف جوبز وستيف وازنياك، وكان هدفهما صنع حاسوب منزلي بسعر مقبول. إلى أين وصل حلمُ مؤسسي «آبل»؟ ماذا غيّر هذان الرجلان في عوالم الحواسيب والمعرفة الرقمية والوصول إلى المعلومات ومعالجتها باستخدام الحاسوب؟ في 2014، احتفلت شركة «آبل» بمرور ثلاثين عاماً على اختراعها أول حاسوب «ماكنتوش» للمكتب (اشتهر باسم «ماك»)، وهو أعطى اسمه للشركة بأسرها. صنعت «آبل» ثورة المعلوماتية بواسطة ال «ماك» الذي كان حاسوباً متاحاً لكل الناس. ولعل أبرز ما أنجزته «آبل» يتمثّل في تعميم ال «ماوس» وواجهة المستخدم المعتمد على الرسوم (غرافيك) والأيقونات Icons. فقبل ال «ماك» كانت الحواسيب من دون فأرة لتحريك الأشياء على الشاشة والدخول إلى «قلب» الحاسوب. يرجع ذلك إلى أن الحواسيب كانت ضخمة، ويجري التعامل معها ومعالجة المعلومات فيها، عبر ما كان يُسمّى «سطر الأوامر». واستمر الأمر حتى تسعينات القرن الماضي، على رغم أن نظام «ويندوز» طوّر بعض التطبيقات، لكنها كانت تعالج على أساس نظام التشغيل «دوس» DOS، أي عبر كتابة «سطر الأوامر». غيرت «آبل» عوالم المعلوماتية عبر 3 أمور أساسيّة: واجهة المستخدم الرسوميّة الزاخرة بالأيقونات، وأسلوب سمّي ال«ويزيواغ» WYSIWYG وهو مصطلح يختصر عبارة what you see is what you get («ما تراه هو ما تحصل عليه») بمعنى مشاهدة ما نكتبه بواسطة لوحة المفاتيح على الشاشة مباشرة، وكتابة الحروف بأشكال وأحجام مختلفة بدلاً من الاعتماد على «سطر الأوامر». قدّم دخول «آبل» إلى عوالم الأيقونات التي تستعمل في تحريك الأشياء مباشرة على الشاشة، فرصة لنقاش العلاقة بين العلامات والمعاني في العصر الرقمي. ويبدو تحريك الأشياء مباشرة، وليس عبر حروف الألفباء، قادراً بسهولة على العبور إلى عقل الإنسان لإيصال الأفكار التي تكون مرسومة بالأشكال والصور. وتبدو الأشكال أسهل على الفهم من التعامل مع الرموز المجردة كالكتابة بالكلمات.