تعتبر لوحة المفاتيح أول أداة للتواصل مع الحاسوب. وقد استُخدِمَت قبل الحاسوب، في زمن استعمال الآلة الكاتبة ورواجها. وظهرت لوحة المفاتيح المعلوماتية في 1960. وظهرت الفأرة بعد ذلك بعشر سنوات. وعلى غرار الإنترنت، بدأت «الماوس» كابتكار عسكري، ثم تحوّلت الى الاستعمال المدني بعد نهاية الحرب الباردة في تسعينات القرن العشرين. وأدّت إلى خلق نوع من التغيّرات في عالم المعلوماتية لتسهيل عملية التفاعل المباشر مع الشاشة. ففي زمن لوحة المفاتيح، جرى التعامل مع الحاسوب ونظام التشغيل من خلال «سطر الأوامر» المتاح عبر نظام التشغيل الشهير «دوس» DOS. واكتسب بيل غيتس شهرته وثروته عندما خلّص جمهور الكومبيوتر من ضرورة اتقان «دوس» كشرط لاستعماله. وارتبط تطور الفأرة بتطور الواجهة الصورية أو الأيقونية، بمعنى الشاشة التي تملأها رسوم تشير الى التطبيقات والملفات. ومع اختراع الفأرة، جرى تطوير رمز السهم الذي يبلغ طوله طول الحرف والمتجه نحو الأعلى. في عام 1976 تأسست شركة «آبل» apple للحاسوب. وعملت على عرض واجهة تحتوي على نصوص وأيقونات في الوقت نفسه. بعد ذلك اخترعت الشركة حاسوبها الثاني تحت اسم «ليزا» الذي تحوّل من حاسوب نصيّ إلى حاسوب صوريّ مع واجهة أيقونية. وكذلك زُوّد بلائحة عن العمليات. وبذا، أصبح باستطاعتنا اختيار الوحدات بالضغط على الأيقونات. ودخل مفهوم ال «دوبل كليك» أو «الضغط مرتين» كي يؤدي هذه الوظيفة. ثم أصبح لاحقاً معياراً لكلّ الواجهات الأيقونية. من خلال ذلك، أدخل حاسوب «ليزا» الأيقونات التي تُدخلنا إلى الملفات من خلال الابحار الهيكلي داخل الملف. وبهذه الطريقة أيضاً، دخل مفهوم «الشبابيك»، اذ أنّ لكل ملفٍّ شباكاً. وأُطلِقَ الحاسوب «ليزا» إلى السوق في 1983. وبلغ ثمنه عشرة آلاف دولار. بعد ذلك، جرى اختراع «ماكنتوش» كبديل أقل تكلفة. وتمثّلت أهميته بالشاشة الإيقونية وبوجود القرص المرن «فلوبي درايف» Floppy Drive. وبلغ ثمنه حوالى ألفين وخمسمئة دولار في 1984. في الوقت نفسه، عملت شركة «أي بي أم» IBM على خلق واجهات للحواسيب الشخصية. في 1985، جرى استخدام أول نظام تشغيل «ويندوز» الذي يعتبر واجهة خارجية لنظام «دوس». وفي 1987، جرى انتاج «ويندوز أوس» Windows OS. وفي تسعينات القرن العشرين، تنافس نوعان من أنظمة التشغيل: «ويندوز» و «ماكنتوش». وأصبح «ويندوز» أكثر شعبية بإصداره الثالث، الذي حمل اسم «شيل» (بمعنى الصَدَفَة). وتلاه «ويندوز» 1995. في المقابل، عملت «آبل ماك» على تطوير شاشاتها وتفاعلياتها. يعتقد كثيرون أن الواجهة أيقونية في «ليزا» 1984 لا تختلف عما ظهر في ال «ديسك توب»، إضافة الى الفأرة. ولكن الواجهة الأيقونية تعتبر بمثابة التطور البطيء نحو الواجهة المثالية نظراً الى بداياتها المتواضعة، مع ملاحظة أن الحواسيب الشخصية لم تزد مبيعاتها الا في منتصف التسعينات.