على رغم أن «آبل» استندت في وجودها ومسارها إلى كومبيوتر ال «ماك»، فإن علاقتها معه صارت أكثر تعقيداً. ففي 2013، لم يزد رصيد ال»ماك» عن 13 في المئة من رأسمال «آبل». وبات جهاز «آي فون» يستحوذ على الحصة الكبرى من العمليات التجارية للشركة، بنصيب يبلغ 53 في المئة. «آي فون» يهزم «مايكروسوفت» في 1984، أطلقت «آبل» حاسوب ال»ماك» الأول في حملة دعائية كلّفت قرابة 750 ألف دولار. وفي المقابل، لم يستطع كومبيوتر «ماك» أن يشكّل منافساً جدّياً ل»مايكروسوفت» التي تمكّنت من وضع نظام التشغيل «ويندوز» في ما يزيد على 94 في المئة من الحواسيب. حافظت «مايكروسوفت» على تقدّمها على «ماك» سنوات طويلة. لم تتغيّر تلك الصورة إلا بفضل أجهزة «آي باد» و«آي فون» و«آي تيونز» ثم ال«آي باد». وأعادت تلك الأجهزة شركة «آبل» إلى المنافسة بقوة، بل تفوّقت في المساحات التي تمدّدت فيها. وعلى رغم ذلك، يبقى لحاسوب «ماك» دلالة رمزيّة عالية ل «آبل»، بل أنه ما فتئ يعطي تلك المؤسسة صورتها. ومن باب الإنصاف، يجدر القول إن حاسوب «ماك» يتميّز بسهولة استخدامه، وجودته التقنية، وصمود نظام التشغيل فيه («ماك أوس») أمام أخطار القرصنة الرقميّة والفيروسات الإلكترونيّة. ربما يؤخذ عليه سعره المرتفع مقارنة بالحواسيب الأخرى. وفي 2001 باعت «آبل» قرابة 3 ملايين حاسوب «ماك»، ما شكّل 82 في المئة من رأسمال الشركة. وفي 2011، باعت منه قرابة 16 مليون حاسوب، ما ساهم في ارتفاع رأسمال الشركة إلى 20 بليون دولار. لا تعني تلك الأرقام أن «آبل» غيّرت عوالم الحواسيب عبر ال»ماك» لأنه لم يحز سوى 6 في المئة من حجم ذلك السوق الذي يبلغ 316 مليون حاسوب. يعود ذلك الارتفاع في مبيعات «آبل» إلى أن الكومبيوتر المحمول «نوت بوك» Notebook حقّق قفزة كبرى في عام 2006، فتصدّر قائمة الحواسيب المشابهة له عالميّاً. وفي عام 2012، ارتفعت مبيعات «ماك» قرابة 64 في المئة.