حذرت روسيا تركيا من نشر صواريخ باتريوت قرب حدودها مع سورية. ونصحتها عوضاً عن ذلك بدعم حوار داخلي سوري، بدلاً من «استعراض العضلات». وقال ألكسندر لوكاشيفتش، الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية، في سياق تعليقه على طلب أنقرة نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود مع سورية: «دعونا إلى عدم التسرع... بالأمس (الأربعاء) قدم الطلب رسمياً، وفي هذه الحالة، أعتقد أن الحديث يدور عن خطوة موثوقة». وأوضح الديبلوماسي الروسي: «من الصعب علي حالياً التعليق بشكل تخميني عما سينتج من ذلك... لنرى رد فعل الشركاء في الناتو». وشدد لوكاشيفتش على أن «عسكرة الحدود التركية السورية يعد إشارة مقلقة». وأضاف: «نصيحتنا إلى زملائنا الأتراك هي شيء آخر: استخدموا نفوذكم على المعارضة السورية للتوصل في أسرع وقت ممكن إلى بدء حوار بين الأطراف السوريين، وليس عرض عضلاتكم عبر إعطاء منحى خطير للوضع». وتابع الناطق الروسي: «سنرى رد فعل شركائنا في حلف شمال الأطلسي». وتابع أن «مثل هذه التحركات لا تزيد بالتأكيد من التفاؤل حيال حل سياسي سريع» في سورية. لكن حتى إذا وافق حلف شمال الاطلسي بسرعة على طلب تركيا نشر صواريخ باتريوت على الحدود مع سورية، فإن تصديق برلمانات الدول التي تمتلك تلك المنظومة من الصواريخ، واختيار مواقع بطاريات الدفاع الجوي ونقل تلك البطاريات إلى تلك المواقع يعني انه ربما لا يتم النشر فعليا قبل أسابيع عدة. وقال مسؤولون على دراية بالموضوع إنه نظراً إلى تعقيد وحجم بطاريات باتريوت، وراداراتها، ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات ومرافق الدعم، فإنه لا يمكن إرسال تلك البطاريات بسرعة عن طريق الجو الى تركيا. وقال مسؤول تحدث لوكالة الاسوشيتدبرس شريطة عدم الكشف عن هويته إنه سيكون هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لتثبيت الأنظمة، إعادة تنظيم أجهزة الرادار وربطها بشبكة الدفاع الجوي التركية قبل أن يتم اعتبار البطاريات جاهزة للتشغيل الكامل. وفي تصريحات إلى الصحافيين في باكستان أمس، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن نشر صواريخ باتريوت هو لأغراض دفاعية فقط. وتابع:»هذه خطوة تتخذ ضد هجمات محتملة من طرف (سورية)»، وذلك وفقاً لوكالة الأناضول التركية للأنباء. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن باريس تؤيد نشر صواريخ باتريوت دفاعية في تركيا، مشدداً على أنه «ليس هناك سبب لرفض» طلب أنقرة. وأكد وزير الخارجية الفرنسي لمحطة «مونتي كارلو-بي أف أم تي في» أن «هناك طلباً من زملائنا الأتراك لنشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية... أنه طلب على أساس المادة الرابعة (لنظام الحلف) نناقشه حالياً... وقدم بعد إطلاق السوريين صواريخ». وتابع: «أنا في صف الذين يرغبون في تطبيق المادة الرابعة. ليس هناك سبب لرفض» طلب تركيا. وكانت تركيا طلبت رسمياً أول من أمس من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على طول حدودها مع سورية. وأيدت الولاياتالمتحدة وفرنسا خصوصاً هذا الطلب. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي انديرس فوغ راسموسن إن الحلف سينظر في هذا الطلب التركي «في أسرع وقت»، موضحاً أن «نشر هذه الصواريخ سيعزز قدرات الدفاع الجوية لتركيا بهدف حماية شعبها وأراضيها وسيساهم في وقف تصعيد الأزمة على الحدود الجنوبية الشرقية لحلف شمال الأطلسي». وبين الدول الأعضاء ال28 في الحلف، وحدها ألمانيا وهولندا والولاياتالمتحدة تملك بطاريات صواريخ باتريوت. وأرسلت تركيا طائرات مقاتلة إلى الحدود عدة مرات وردت بالمثل على سقوط قذائف طائشة في أراضيها أثناء الصراع في سورية. إلى ذلك، قال لوكاشيفيتش إن كوسوفو تعتبر عاملاً لزعزعة الاستقرار ليس فقط في البلقان ولكن أيضاً بعيداً عن حدود هذا الإقليم. جاء ذلك في معرض تعليقه على سؤال لوكالة «إيتار- تاس» الروسية للأنباء حول وجود أنباء تقول بأن مجموعات من ألبان كوسوفو تشارك في المعارك الجارية في سورية إلى جانب قوات المعارضة هناك. وقال لوكاشيفيتش: «رأينا أنباء تشير إلى أن جماعات منظمة من ألبان كوسوفو، وكذلك بعض المتطوعين الأفراد يتم إرسالهم إلى سورية، ومن ثم ينخرط هؤلاء بدورهم للمشاركة في أعمال القتال الدائرة هناك إلى جانب المعارضة السورية، كما وردت أنباء في وقت سابق حول إعداد وتدريب مقاتلي المعارضة السورية على أراضي كوسوفو».