العجز وقلة ما باليد وتحمل مسؤولية أسرة كبيرة والديون التي تكبدها من جراء خطأ طبيب زادت من معاناة المواطن الخمسيني محمد المصباح، فالعجز الذي أصابه منذ 16 عاماً بشلل 80 في المئة من جسمه بحسب ما تثبت سبعة تقارير طبية، وشهادة عمدة حي البيبان في مكةالمكرمة، لم يساعداه في إعالة نفسه وأسرته المكونة من زوجتين وخمسة أبناء. أكبر أبنائه (28 عاماً) يعاني من حالة نفسية وعصبية لا يستطيع بسببها الخروج من المنزل، وابنه الآخر يعمل فنياً في الإدارة الهندسية في وزارة الدفاع يعيل زوجتين وطفلين لم تساعده ظروفه في مد يد المساعدة لمعاونة والده. يقول محمد المصباح: «الراتب الذي أحصل عليه من الضمان الاجتماعي (نحو 1900 ريال) لم يكن يكفي لسداد إيجار الشقتين التي استأجرتهما لزوجتي والمصاريف التي أتكبدها في دفع مصاريف العلاج». ويضيف: «زادت معاناتي خلال السنتين الأخيرتين عندما اتجهت لمستشفى القوات المسلحة بموجب البطاقة التي حصلت عليها للعلاج من عمل ابني مازن، فكنت أعاني من آلام في الأسنان ورائحة بالفم، وتم تحويلي للعيادات الخارجية للعلاج ومن ثم لاختصاصي جراحة الأسنان، الذي قرر بعد الفحص وعمل الأشعة اللازمة وتشخيص حالتي بأنني أعاني من تقرحات في أسناني نتيجة الحشوات التي عملت لي في السابق، والتي يمكن أن تفاقم مشكلتي إذا لم يتم خلع أسناني، وبالفعل قام بخلع أسناني جميعها ماعدا خمس أسنان في الفك السفلي، وتم خلع أسناني بجراحة ببنج موضعي لجهلي بالأمور الطبية اللازمة لمثل حالتي». ويتابع: «تم تحويلي إلى اختصاصي الزراعة ليقوم بزراعة أسنان لي بدلاً من التي خلعت، وبدأت بمراجعته بمواعيد متباعدة ومتفرقة لمدة طويلة وطلب مني البطاقة الممنوحة لي من وزارة الدفاع والطيران للخدمات الطبية للقوات المسلحة التي أتعالج من خلالها وبعد أخذه البطاقة وفحصها بجهاز الكومبيوتر أخبرني أنني غير مسموح لي بزراعة الأسنان بموجب هذه البطاقة لأن ولدي ليس عسكرياً بوزارة الدفاع، فاستغربت من كلام الطبيب كيف بالإمكان منحي هذه البطاقة وليس لي الحق في العلاج». ويكمل المصباح قصته: «تم تحويلي للعلاج في مستشفى النور التخصصي بمكة بعد مراسلتي الهيئة العليا الطبية لمحافظة جدة، وتلاعب طبيب مقيم لمدة عام كامل بي وعمل لي أسناناً متحركة يتم إلصاقها كلما احتجت لها، ولكنني كنت في كل مرة أضعها أشعر بالاختناق». وأشار المصباح إلى أن جميع من حوله نصحوه بالسفر لسوريا لأن لديهم أطباء مميزين في هذا المجال، واقترضت مبلغاً من المال وسافرت هناك لمدة 27 يوماً، ونصب علي أحد الأطباء وعمل لي تركيبة أسنان وقعت بعد أيام من وضعي لها بعد أن تغير لونها وعدت لمعاناتي مرة أخرى، خصوصاً أنني من يوم خلعي لأسناني حرمت من نعمة الأكل، فلا أستطيع تناول أي طعام إلا مطحوناً، وراجعت عيادات خاصة بزراعة الأسنان وطلبوا مني 265 ألف ريال لعمل زراعة لأسناني». ويناشد المصباح وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أن تتم محاسبة المتسببين بمعاناته والأضرار التي تكبدها، وأن يتكفل ولاة الأمر بتسديد ديونه ومساعدته في تصحيح وضعه.