استهل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي زيارته الرسمية باريس أمس، بلقاء عمل مع نظيره الفرنسي جان مارك إرولت في قصر ماتينيون بمشاركة الوفد اللبناني الذي ضم وزراء الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس والإعلام وليد الداعوق والشباب والرياضة فيصل كرامي، إضافةً إلى سفير لبنان لدى فرنسا بطرس عساكر والسفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي. وجرى خلال اللقاء توقيع اتفاقي تعاون الأول بين مكتبة فرنسا الوطنية ووزارة الثقافة اللبنانية والسفارة الفرنسية لدى لبنان وقعه كرامي وباولي ومدير المكتبة الوطنية برونو راسين، والثاني بين وزارة الإعلام اللبنانية والمؤسسة الفرنسية للإعلام الخارجي وقعه الداعوق ورئيسة الإعلام المرئي والمسموع الفرنسي ماري كريستين ساراغوس. وقال مصدر فرنسي مطلع على المحادثات التي أجراها ميقاتي وإرولت إنها ركزت على الوضع السياسي في لبنان، وأن ميقاتي أكد موقفاً حازماً بالنأي بالنفس بالنسبة عما يحدث في سورية. وقال مسؤول فرنسي ل «الحياة» إن «فرنسا تدعم مؤسسات لبنان وميقاتي هو على رأس مؤسسة رئاسة الحكومة وباريس تستقبله بهذه الصفة، وهو ليس ممثلاً عن «حزب الله» ولا عن النظام السوري، والمسؤولون الفرنسيون لا يتحدثون معه كأنه من حزب الله أو ممثل للنظام السوري بل باريس مهتمة بدعم لبنان وخصوصاً أن يبقى خارج حلقة العنف التي تشهدها سورية والتي تشكل خطراً باحتمال انتقالها إلى لبنان». والتقى ميقاتي بعد الظهر رئيس الجمعية الوطنية كلود بارتولون، واقام السفير عساكر مأدبة عشاء خاصة على شرف ميقاتي حضرها مسؤولون فرنسيون وباولي، على أن يلتقي ميقاتي صباح اليوم وزير الخارجية لوران فابيوس العائد من مهمته للتهدئة في كل من إسرائيل ورام لله وكان شارك أمس في اجتماع وزراء خارجية أوروبا في بروكسيل وحض الدول الأوروبية على الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري كممثل وحيد وشرعي للشعب السوري. ويلتقي ميقاتي بعد ظهر غد الرئيس فرانسوا هولاند. ولاحقاً أعلن المكتب الإعلامي لميقاتي أن إرولت ثمن «الجهود التي يبذلها ميقاتي لحماية لبنان وعدم تعريضه للخطر، وجدد تضامنه مع لبنان ودعم مؤسساته الدستورية كي يبقى بمنأى عن النزاع القائم في سورية، وجدد تأكيد التزام فرنسا بتأمين الاستقرار في جنوب لبنان عبر قوات «يونيفيل»، مجدداً المطالبة بتأمين سلامة الجنود الفرنسيين العاملين في عداد «يونيفيل» وأمنهم، وأبدى استعداد فرنسا لدعم الجيش اللبناني وتفعيل برامج التعاون الأمني بين المؤسسات اللبنانية والفرنسية». وأضاف البيان أن ميقاتي أكد «متانة العلاقات التاريخية بين البلدين وحاجة لبنان إلى وقوف فرنسا إلى جانبه لتطوير هذه العلاقات سياسياً واقتصادياً، وشدد على أن هناك ثلاثة عوامل تحكم الاستقرار في لبنان هي وضع الجنوب والمحكمة الخاصة بلبنان والنأي بلبنان عن الأحداث في سورية، وشدد على أهمية مشاركة فرنسا في دعم الخطة التي وضعتها الحكومة لتطوير قدرات الجيش وتزويده بالعتاد، وشكر للحكومة الفرنسية قرار دعم الحرس الحكومي اللبناني لتطوير قدراته». وتابع البيان أن ميقاتي «أكد التزام الحكومة بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها احتراماً للأصول الديموقراطية ولمبدأ تداول السلطة، وطلب مشاركة خبراء فرنسيين في مساعدة لبنان لتقييم الوضع الاقتصادي في ضوء التطورات القائمة في المنطقة والمشاركة في المشاريع الخاصة بقطاعات النفط والغاز والكهرباء، لافتاً إلى أهمية العمل على تحسين الصادرات اللبنانية إلى فرنسا. وشدد على سلامة القطاع المصرفي اللبناني واحترام كل الموجبات الدولية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإبقاء هذا القطاع في منأى عن المخاطر، لا سيما في ضوء التطورات في المنطقة».