اختار زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري الباكستاني عاصم عمر أميراً لجناح جديد للتنظيم في جنوب آسيا، ملقياً على عاتقه مهمة صعبة هدفها إحياء الحركة "المتشددة" في وقت تتصدر فيه اخبار "الدولة الإسلامية" (داعش) عناوين الصحف وتجتذب المجاهدين. ولا توجد معلومات كثيرة حول الرجل الذي تشكل تفكيره "المتطرف" في مدارس دينية في باكستان وسيقود أنشطة التنظيم في منطقة تمتد من افغانستان إلى ميانمار. يحكى عن الرجل أنه شديد التدّين، وقام بتأليف أربعة كتب على الأقل تدعو الى الجهاد أحدها عن شركة الأمن الاميركية "بلاكووتر" التي عملت في العراق، وفق مصادر مطلعة. وقالت مصادر باكستانية انه أمضى 16 عاماً على الأقل في افغانستان وكانت المرة الأولى التي انخرط فيها في دوائر الجهاديين حين درس في جامعة العلوم الإسلامية في كراتشي، كما درس في "دار العلوم الحقانية" (وهي مدرسة اسلامية كبيرة في شمال غرب باكستان). اشتهر بمهارته اللغوية الاستثنائية وترجم كتبه الى لغات عدّة من بينها البشتون والاوزبكية والعربية. وقال مصدر من المقاتلين إن "الهدف من اختيار عمر (والذي يضع شبه القارة الهندية نصب عينيه منذ سنوات طويلة) أميراً هدفه تعزيز انشطة التنظيم في الهند وبنغلادش وميانمار". وفي كلمة مصورة بثت الأسبوع الماضي اختار الظواهري عمر أميراً للجناح الجديد الذي خطط لهجمات ايلول (سبتمبر) في العام 2001 في الولاياتالمتحدة الأميركية. وقال مصدر جهادي من المناطق القبلية في باكستان الواقعة على الحدود مع افغانستان والذي يعرف عمر شخصياً إن "الظواهري اكتشف مواهبه في وقت متزامن تقريباً لمقتل اسامة بن لادن الزعيم الراحل للتنظيم عام 2011 في غارة اميركية سرية"، مشيراً إلى إن "عمر هو الذي سهل انتقال بن لادن الى منزل آمن في مدينة أبوت أباد الباكستانية، حيث عاش لسنوات من دون ان يتعرف اليه احد، الى حين اكتشفت القوات الاميركية مكان مخبأه". وتم تفسير إعلان الظواهري على نطاق واسع على انه محاولة لإستعادة زمام المبادرة من تنظيم (داعش) المنشق عن "القاعدة". وترتبط "القاعدة" بعلاقات وثيقة مع "طالبان" في افغانستانوباكستان اي لها وجود قوي في جنوب آسيا، والى اليوم لم تظهر أي أدلة على وجود التنظيم في الهند، اذ يعيش هناك نحو175 مليون مسلم. ودفع اعلان القاعدة عن جناحها في جنوب آسيا الأسبوع الماضي الهند الى إعلان التأهب في اقاليم عدّة. وفي الوقت نفسه بدأت "الدولة الاسلامية" التسلل إلى المنطقة وشوهد انصارها يوزعون منشورات "مقلقة" في مدينة بيشاورالباكستانية ورفعت راياتها في تجمعات حاشدة مناهضة للحكم الهندي في المناطق التي تسيطر عليها الهند في كشمير.