خرج زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري عن صمت التزمه طيلة الأحداث الأخيرة في العراق وغزة، ليعلن في كلمة مسجلة بثت على الإنترنت، إنشاء فرع جديد للتنظيم في منطقة شبه القارة الهندية، متوعداً الدول التي تضطهد المسلمين في المنطقة بالعمل ضدها وإسقاط الحدود بين مسلمي تلك الدول، ما استدعى استنفاراً أمنياً من جانب نيودلهي أمس، لمواجهة التهديد الجديد. وأشار الظواهري إلى معاناة المسلمين في بورما والهند والضغوط التي تتعرض لها الجماعات الإسلامية، حتى السلمية، في بنغلادش. وتمتد منطقة نشاط الفرع الجديد ل «القاعدة»، من بورما شرقاً، إلى ولاية آسام في أقصى شرق الهند، لتشمل بنغلادش والهند وكشمير المتنازع عليها بين الهندوباكستان. ونشرت مؤسسة «السحاب» الذراع الإعلامية ل «القاعدة» كلمة الظواهري التي أعلن فيها تكليف عاصم عمر مسؤول اللجنة الشرعية للتنظيم في باكستان، المسؤولية التنظيمية في شبه القارة الهندية، فيما عيّن أسامة محمود، ناطقاً باسم التنظيم في المنطقة. ويتحدر عاصم عمر من أصول هندية، ولجأ إلى أفغانستان ومنطقة القبائل الباكستانية قبل سنوات، واتهمته السلطات الباكستانية بأنه مسؤول «القاعدة» في باكستان حيث أقام شبكة علاقات مع جماعات محظورة، كما تتهمه السلطات الباكستانية بأنه العقل المدبر لاختطاف الإيطالي جيوفاني بورتو والألماني بيرند موهلنبك في كانون الثاني (يناير) 2012 من منزل في مدينة ملتان شرق باكستان، كانا يقيمان فيه خلال عملهما في منظمة ألمانية غير حكومية. ورأى مراقبون أن توجه «القاعدة» الجديد هو محاولة للخروج من مأزق إعلان تنظيم «داعش» دولة الخلافة في العراق والشام، ومطالبته كل التنظيمات الإسلامية بمبايعة أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين. وكان الخلاف احتدم بين «القاعدة» و«داعش» بعد مواجهات دموية بين الأخير وجبهة «النصرة» وألوية المقاومة السورية في الأشهر الأخيرة، وتوجيه أوساط البغدادي انتقادات للظواهري ومطالبته بالولاء ل «الخليفة» الجديد. وتفيد مصادر متابعة بأن الظواهري يواجه خلافات حادة داخل «القاعدة» شملت فروعها، خصوصاً في اليمن والصومال، حيث أبدت قيادات متشددة رغبتها في الانضمام إلى «داعش»، علماً أنه لم يصدر عن الظواهري ما ينبئ بوجود خلافات. وتشير كلمة الظواهري إلى أن اهتمام «القاعدة» سيتركز في مرحلة مقبلة، على بورما وبنغلادش وآسام، خصوصاً في إشارته إلى «كسر الحدود» التي تفصل بين المسلمين في المنطقة. ولم تفت الظواهري الإشارة إلى أن وجود التنظيم في تلك المنطقة «ليس جديداً»، بل هو «ثمرة لجهود عامين من العمل لتجميع الجهاديين في شبه القارة الهندية في تنظيم واحد».